تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا هذا .. ما هكذا يا سعد تورد الإبل، لا زال الناس بخير وثق بقول من قال: «كم تدين تدان» فأحسن إلى الناس وعاملهم بخلق سيد ولد آدم وكن كما قال صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو يطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني: مسجد المدينة) شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل»

ما أعظمها من صفات المسلم الحق الذي يعرف الخير ويدفع الضير.

وفي نهاية كلمتي هذه التي أتت على طي صفتها؛ أذكر ببعض الأمور التي ننساها أو نتناسها أحيانًا كلنا أو جلنا أو بعضنا ـ إن أردت إحسان الظن متفائلًا لا متشائمًا ـ إلا من رحم الله .. .

1ـ لا إفراط ولا تفريط في المزح، فالأول ينقلب من الحب إلى الكراهية والعداوة، والثاني يجلب الجفوة ويصنع بدلًا عنها التصنع والتكبر والتلبس بما ليس بطبيعة الإنسان.

2ـ عدم التندر بفلان وعلان وجعله فاكهة المجلس فيأكل في نفسه، ويفضل أنسه بوحدته، وربما جفا إخوانه وهم أرادوا إدخال السرور عليه لإكثارهم من الضحك عليه!.

3ـ لا يخلط المزح والهزل بالجد، واحترام ما يقوله الأخ لأخيه حتى لا يكون هناك جرح للشعور.

4ـ أصبحت صفة وسمة مجالسنا الإكثار في أمور كنا قديمًا نتنزه عنها والآن صارت فاكهة مجالسنا من ذكر ما يسوء من أمر الفروج والبطون فضلًا عن كلام إن لم ينفع لم يضر. هذا ما تيسر ذكره، والله أسال للجميع التوفيق والسداد.

كتبه /محمد بن محمد الجيلاني.

حرر في 27/ 12/1431هـ

الحواشي:

1ـ في المعجم الوسيط: «(القتام) الغبار الأسود، يقال: ارتفع القتام حتى خفيت الأعلام».

2ـ[بله: بمعنى: دعك من، أو فضلًا عن. وفي المعجم الوسيط: «(بله) اسم فعل بمعنى دع ويكون ما بعدها منصوبًا

، ومصدر ويكون ما بعدها مجرورًا، أو بمعنى كيف ويكون ما بعدها مرفوعًا». وقال ابن الأثير: «بمعنى دَعْ واتْرك»]

3ـ محاضرات إسلامية لمحمد الخضر حسين (125 - 136) ونقلها العلامة بكر بن عبد الله أو زيد: في كتابه الفذ حلية طلب العلم.

4ـ المجالسة وجواهر العلم لأبي بكر الدينوري: (7/ 173).

5ـ أما نقد الآراء فهذا أمر لا مندوحة فيه شريطة أن يكون على علم وأدب؛ بل هو من قوة الإخوة والصدق فيها، فلذا ينبغي للناقد أن يتذكر أن قصده هو النصح لا فرض العضلات والآراء.

6ـ أخرجه الترمذي (6/ 123/2065 تحفة) وقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا، رواه الحسن بي أبي جعفر وهو حديث ضعيف أيضًا بإسناد له عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم. والصحيح هذا عن علي موقوف». وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم ترجيح الوقف لا الرفع، وجود العلامة الألباني: إسناده مرفوعًا كما في (غاية المرام) 273/ 472، وحسن لغيره موقوفًا على علي رضي الله عنه، والله تعالى أعلم بالصواب.

7ـ نقلًا من (فيض القدير) للمناوي 1/ 228ـ 229.

8ـ من (الكَلَف) وهو ولوع بالشيء مع شغل قلب.

9ـ رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه العلامة الألباني: 501/ 933.

10ـ من رسالة أرسلها جوال تدبر.

* * *

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير