تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المصطلحات، وقد يكون ألف أصلاً لتيسير الوقوف على هذا الجانب المهم، مثل: كتاب " مفاتيح العلوم " للخوارزمي الكاتب (ت387هـ) الذي جمع في طياته، بدقة وبلاغة، أهم المعارف المتداولة في عصره. وكتاب " التعريفات " للجرجاني (ت816هـ) الذي يضم مصطلحات شتى مختلفة تتناول علوماً جمة ليس للدارس عنها غنى، وغير ذلك، أو أن يكون المخطوط مما تكثر فيه المصطلحات المشروحة، أو الموضحة، فيفيد منها محقق المخطوطات التي تتناول حقولاً معرفية لا تفهم مضامينها إلا الأمر في جميع العلوم.5ـ أن يكون المخطوط شرحاً أو حاشية، على كتاب علمي مهم، فتأتي شروحه وتعليقاته موضحة للأصل، مبينة لمراميه، وهو أمر متوقع من شارح قريب زمناً من عهد مؤلف الأصل، ومن ثم أقدر على فهم لغته ومصطلحاته وأفكاره من باحثيين متأخرين عليه بمدد متطاولة، وبالمقابل فإن بعض المخطوطات العلمية تكتسب أهميتها من أن مؤلفيها ضمنوها ردوداً علمية على كتب لمؤلفين سابقين، فبينوا بذلك شخصياتهم العلمية، ومدى استقلال تفكيرهم، وما أصاب الفكر العلمي من تطور بعد أن وضع أولئك السابقون مؤلفاتهم. مثال ذلك: ما فعله ابن النفيس في شرحه لكتاب التشريح من كتاب القانون لابن سينا، وما أضافه إلى هذا الشرح من ملاحظات مهمة.6ـ وربما خلا مؤلف المخطوط العلمي من أهمية في ذاته، ولكن كتابه يبقى _مع ذلك_ جديراً بالتحقيق، نظراً لأنه نقل نصوصاً من كتب ضائعة، حوت ريادة في بعض حقول المعرفة العلمية، أو أنه أشار إلى ترجمات مبكرة لكتب علمية ما كنا نعلم بها، أو بترجمتها، في تلك العهود أصلاً، وكتاب "تذكرة أولي الالباب و الجامع للعجب العجاب" لداود الانطاكي (ت1008هـ/1599م)، يستمد جانباً من أهميته من نقوله المطولة من كتب عديدة لم تصلنا. ب ـ الخلفية العلمية للمحقق: يحتاج المخطوط العلمي إلى متخصص يحمل ثقافة علمية خاصة، إلى جانب ثقافته التراثية العامة. ومكمن الحاجة أن التراثي فقط له القدرة على إنجاز الخطوات الأولى في تحقيق المخطوط، من مقابلة، وفهرسة، وتقديم، وما إلى ذلك، لكنه غير قادر على فهم مواطن الجدة في المادة العلمية نفسها، فضلاً عن تقدير أهمية المخطوط نفسه من النواحي الأخرى. مثال ذلك: كمال السامرائي وداود سلمان علي في تحقيقهما لكتاب "أدب الطبيب" لإسحاق الرهاوي (المتوفى في القرن الرابع الهجري). وصالح أحمد العلي في تحقيقه لكتاب "ما يحتاج إليه الصانع من علم الهندسة" لأبو الوفا البوزجاني (ت388هـ).ويمكن أن يقوم تعاون بناء بين مختصين، أحدهما بالتحقيق بوصفه علماً قائماً بذاته، و الآخر بالموضوع العلمي الذي يتناوله المخطوط نفسه. ت ـ المصطلحات العلمية: تحتل المصطلحات العلمية أهمية خاصة لدى محقق النصوص العلمية الكونية، حتى تكاد تكون إحدى أهم المشاكل التي يواجهها في أثناء عمله، وربما لا يعاني محقق النصوص الادبية مثل هذه المشكلة، فالألفاظ في الكتب العلمية تحمل معان اصطلاحية خاصة لايفطن إليها إلا المحقق الماهر، والقاعدة القائلة بأن على المحقق أن يشرح معاني الألفاظ بالرجوع إلى المعاجم الرئيسة المعتمدة، مثل القاموس و اللسان والتاج ونحوها، لاتصح _البتة_ عند تحقيق النصوص العلمية، بل الرجوع إلى كتب اللغة و المعاجم في هذا المجال من شأنه أن يفقد العمل قيمته، أو أن يفسده تماماً. لنتصور أن محققاً وقف، عند تحقيقه كتاباً في الكيمياء، على ألفاظ مثل "الأرواح" و "الأجساد"، ففسرها في ضوء معطيات اللغة بمعانيها المعروفة، فماذا ستكون النتيجة، إنه سيفسد النص تمتماً، وسيضلل القارئ عن غير قصد منه، فالأرواح هنا هي غازات محددة، والأجساد هي سبعة من المعادن حصراً. وهكذا الأمر في جميع العلوم. إذن، إن المصطلحات العلمية تشبه هنا أن تكون مفاتيح العلم، فمن واجب المحقق أن يولي هذا الجانب ما يستحقه من عناية واهتمام، وإلا لبث المخطوط الذي حققه مغلقاً في وجه القراء والباحثين و المحققين التالين الذين يسعون من خلال فهمهم لهذا النص فهم نصوص أخرى يتولون تحقيقها. وكم يكون مفيداً إذا ما ألحق المحقق بتعريفه لمعنى المصطلح ما يؤديه من معنى في العلم المعاصر، أو ما يقابله من المصطلحات الحديثة المستعملة في مجال العلم موضوع النص المذكور، إنه فعل، فسيكون قد وفر على الباحثيين فرصة فهم النص فهماً علمياً عصرياً. ث ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير