وكتاب الأغاني كغيره من الكتب التراثيةالتي ينبغي التأكد من منقولاتها والنظر في صحتها نقلاً وعقلاً، على أني لم أنقل عنه إلا قصة مقتل دعبل استئناساً وليس هو عمدتي فيما حاورت به أبا فهر.
شكراً للاهتمام، وتقبلي تحياتي مجدداً!
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 01:29 م]ـ
الآن: لماذا كان نسب أبي الطيب معتَّماً عليه؟
بدايةً لا بد من التأكد من كون نسب الرجل قد عُتِّم عليه فعلاً.
والتعتيم يقتضي أن يكون أبو الطيب مصرحاً بنسبه حيثما حلَّ وارتحل وقام أعدائه بالتعتيم عليه لغرضٍ ما.
لكنَّ الروايات المنقولة في ذلك تؤكِّد العكسَ تماماً؛ حيث سجَّلت لنا كتب التراجم أن أبا الطيب نفسه كان لا يصرِّح بنسبه في تنقلاته، وعللها في إحدى الروايات أنه يخشى أن تكون بين قبيلته والقبيلة التي ينزل فيها ثارات قديمة فيجني هو ثمارَ ويلاتها.
ومع التحفظ على هذا التعليل فإن الواضح أن أبا الطيب هو المعتِّم على النسب وليس غيره!
وأُرى أن ذلك كان منه لسبب نبيل عاش طوال حياته مروِّجاً له وداعيةً إليه.
فقد نشأ الرجل في ظلال عصر مهشَّم ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً إلى أبعد نقطة في المكونات الإنسانية، ونظر منذ صغره بما آتاه الله من موهبة لمَّاحة إلى أسباب ذلك التهشم والتخلف العميق، فوجد أن سيطرة الأغراب (الأعاجم) على مقدرات ومصائر هذه الأمة الخالدة هو رأس البلاء، فابتدأ ثورتَه ضدَّ (دولة الخدم) كما كان ينعتها.
وقد كانت ثورته عامة شاملة لكل تفاصيل الوجود الأجنبي في حياة هذه الأمة، وكانت معالجته عميقة لكل الأسباب التي أدت إلى هذا الانتشار الغاشم، فابتدأ بنفسه قبل غيره من الناس فكان محافظاً على روح البداوة (المادة الخام للعربي في تكوينه)، ثم ابتدأ بمحاربة التفكك العربي المتمثل بالصراع السخيف بين وجهي العروبة (العاربة والمتعربة)، وكان قد تنبَّه بمطالعاته الواسعة للتأريخ والأدب (روح التأريخ) إلى الدور الذي لعبه هذا الصراع السخيف في كسر شوكة العرب في مواجهة الخطر الأعجمي الزاحف من الشرق تحت راية الدعوة العباسية (استخدم أبو مسلم الخراساني الصراع القحطاني العدناني سلاحاً لتفريق الجموع العربية التي قررت مواجهة الزحف الخراساني أواخر الدولة الأموية، انظر ضحى الإسلام).
يتبع ...
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[07 - 11 - 2010, 03:01 م]ـ
جزيت خيرا أستاذ حسنين ..
أظن الجزم هنا اختلاف تام مع رأي أبي فهر رحمه الله الذي رآه وفيا دائما، صدوقا أحيانا ..
أنتظر المبحث باهتمام ..
شكراً جزيلاً للاهتمام والمرور الكريم
تقبلي تحياتي!
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[07 - 11 - 2010, 03:03 م]ـ
جميل جدا
متابع بكل اهتمام
تقبل تحيتي ومروري
شكراً جزيلاً أخي الكريم!
لك مني الودُّ خالصاً والتحيات محضةً!
حلوٌ مرورك!
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 02:37 م]ـ
انظر ضحى الإسلام لأحمد أمين ص 51 (لقصة أبي مسلم الخراساني) السابق ذكرها.
في مقابل ذلك الهجوم المنظَّم على الأمة الإسلامية من قبل الأعاجم كان العرب على اختلاف أصولهم الواحدة (!!) يتخذون مواقف تلائم هذا التنازع فالعباسيون يؤيدون هذا الهجوم (بالأصح كانوا يستغلونه لتحقيق مآربهم) والعلويون كانوا مطمئنين إلى هذا الاستغلال العباسي انخداعاً بالشعار العباسي المرفوع في الثورة ضد الأمويين (نصرة القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم)، أما اليمانيون فكان عدائهم لهذه الثورة عداءً مركَّباً يستمد مادته من بغضين ائتلفا في دماء أبنائه القحطانيين: بغض المضريين (كان بنو ربيعة من حلفاء اليمانيين على طول الخط التأريخي للثورات ضد الأمويين والعباسيين على حد سواء)، وبغض الأعاجم (أعوان المضريين الجدد).
¥