أما اللغة التركية فقد غزتها الألفاظ العربية بوفرة حتى وصلت حوالي 50 % من مجموع ألفاظ اللغة التركية ولم تسلم اللغة الأردية من غزو العربية لها في كثير من الكلمات كما تفشت الكلمات العربية في لغة التتر والملايو والأفغان والأكراد ولغة السواحل وكلها تكتب بالخط العربي.
وإذا كان الأتراك العثمانيون قد حملوا لواء الدعوة إلى الجامعة الطورانية وعمدوا إلى القضاء على اللغات الحية في محيط الإمبراطورية العثمانية، فإن اللغة العربية قد كافحت عن وجودها وانتصرت في كفاحها وبقيت حية خالدة بعد أن دافعت بعنف عن بقائها وحياتها.
كافحت اللغة العربية بعزيمة لا تعرف الكلل وبهمة لا تعرف الملل، بل كافحت بشراسة عن بقائها أمام حملات الاستعمار الغربي عليها منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي - تلك الحملات التي اتهمت اللغة العربية - زوراً وبهتاناً - بالعجز عن أداء مهمتها إزاء المخترعات الحديثة. وكان رد الفعل العملي في مواجهة هذا الهجوم العاتي والتيار الجارف لو أد اللغة العربية هو ظهور المعاجم العربية في لبنان ومصر، ثم نشأت مجامع اللغة العربية في سوريا ومصر والعراق، ولقد كان للأزهر في مصر وجامع الزيتونة في تونس والقرويين في المغرب وجمعية العلماء في الجزائر دور هام في هذه المعركة التي انتصرت فيها اللغة العربية - بحمد الله - في النهاية. وقد تعاونت معاهد العلم في النجف وسوريا والحجاز والسودان وليبيا في إحراز هذا النصر. ولقد جرت محاولات جادة لإدخال كلمات جديدة إلى اللغة العربية بالنحت أو بالاشتقاق أو بالترجمة أو بالتعريب.
وإذا كان خصوم اللغة العربية قد حملوا ذات يوم لواء الدعوة إلى (العامية) أو إلى كتابة العربية بحروف لاتينية) فإن دعواهم وهي الأخرى قد فشلت فشلاً ذريعاً
وما أصدق قول رشيد رضا: "لما كان الإسلام دين التوحيد ديناً عاماً لكل البشر وكان من مقاصده أن يؤلف بينهم فرض عليهم توحيد اللغة فخرجت هذه اللغة عن أن تكون لغة شعب واحد منهم. ولولا ذلك لم تؤثرها جميع الشعوب الإسلامية على لغاتها حتى عم انتشارها في المشرق والمغرب مع الإسلام".
ولا تزال اللغة الفارسية في إيران تكتب بالحروف العربية ولم تجد محاولات المستشرقين أذناً صاغية في إيران لكتابة الفارسية بحروف لاتينية بدلاً من الأبجدية العربية.
ونشطت الدعوة إلى اللغة العربية في شبه القارة الهندية فأنشئت الجمعيات والمدارس وظهرت المعاجم العربية والأردية. ويوجد بالباكستان والهند عدد كبير يجيد العربية ويستخدمها في الخطابة ويعرف أشعارها ويؤلف الكتب بها في الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك بل ويدعو كثير من المفكرين في باكستان إلى اتخاذ اللغة العربية لغة قومية لباكستان باعتبارها لغة الدين الذي يدينون له بالولاء.
إذ كيف لا يكون للغتنا العربية هذا السحر وهي لغة الوحي ولغة أهل الجنة وهي من اللغات البارزة في العالم وإحدى أهم الوسائل الأساسية للثقافة في العصر الوسيط ولم تزل هذه اللغة إلى اليوم أجمل لغة في الوجود وأغني لغات العالم في مفرداتها ووفرة أساليبها وقابليتها للنمو والزيادة، فالاشتقاق إحدى مميزاتها التي تمكنها من خلق صيغ جديدة من جذور قديمة كلما كان هناك حاجة لذلك. ولما كان هذا القياس يجري على نظام معين فإن القارئ يفهم بيسر وسهولة ما يمر عليه من صيغ جديدة بالقرينة والسليقة. ولعل الأمر ليس كذلك في الكلمات التي في اللغة العبرية بل وغيرها.
دخلت لغتنا العربية أوربا بعد فتح صقلية وأسبانيا فصارت لغة الأدب والعلم وعنها نقل علماء الغرب الكثير من حكمة اليونان وفلسفتهم وتأثرت اللغة اللاتينية بكلمات اللغة العربية ومفرداتها.
وفي القرن السادس عشر الميلادي العاشر الهجري ترجمت معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية كما ترجمت حكايات ألف ليلة وليلة وبعض من مقامات الحريري وقد ازداد اهتمام الأوربيون باللغة العربية مع دخول الاستعمار الإنجليزي والفرنسي للوطن العربي.
وما زال اثر اللغة العربيه بارزاً في لغات اهل اوروبا حتى يومنا هذا, قكثير من الألفاظ تستعمل في حياتهم اليوميه, وخاصة المفاهيم الاسلاميه (الحلال, الحرام, والجزيه) وغيرها جم كثير.
ـ[القيصري]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 09:58 م]ـ
السلام عليكم
لم .. لا .. لن .. تموت
شكرا
القيصري