تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صور من رحلة الكلمات العربية إلى الفرنسية]

ـ[القيصري]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 05:49 ص]ـ

[صور من رحلة الكلمات العربية إلى الفرنسية]

تقديم وترجمة وتعليق

أ. د.عبد العلي الودغيري*

I- التقديم

نشرت السيدة هنرييت والتر Henriette Walter كتابا في 344 صفحة من الحجم الكبير بعنوان:

" L’aventure des mots français venus d’aileurs"

مغامرة الكلمات الفرنسية القادمة من الخارج. صدر بباريس سنة 1997م وعن دار روبير لافون" Robert Laffont".

وصاحبة هذا الكتاب باحثة فرنسية وأستاذة للسانيات في جامعة رين " Rennes" الفرنسية، ومديرة لمختبر الفونولوجيا في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا، ورئيسة للجمعية الدولية للسانيات الوظيفية، أصدرت من قبل مجموعة من المؤلفات في مجالي الصوت والمعجم، كان من بينها قاموس صدر لها بالاشتراك مع جيرار والتر Gérard Walter سنة 1991م عن دار لاروس" Larousse" بباريس عنوانه:

" Dictionnaire des mots français d’origine " étrangère" قاموس الكلمات الفرنسية ذات الأصل الأجنبي.

وفي بداية الأمر، عملت السيدة هـ.والتر مع مشاركها في تأليف هذا القاموس، على جمع 8088 كلمة فرنسية مستعارة من لغات أجنبية مختلفة من بينها اللغة العربية، تم استخراجها من متن معجمي مكون من حوالي 70.000 كلمة ومستمد من مصادر متعددة منها قاموسان مشهوران جدا هما1: Le Petit Larousse» « و» « Le Petit Robert ولكنهما وجدا كثيرا من الكلمات التي اشتمل عليها هذا المتن المعجمي الواسع، أصبح مهملا بفعل تقادمه وسقوطه من الاستعمال، وعددا آخر منها ينتمي إلى مجالات علمية وتقنية متخصصة، أو مغرقا في الإقليمية والمحلية والانتماء إلى فئة محدودة جدا من المستعملين. ومن ثم قررا الاعتماد على متن معجمي أقل اتساعا وأكثر رواجا، فجعلا من القاموسين الفرنسيين

" Le Petit dictionnaire de la langue française"

المطبوع بباريس سنة 1988م. و Le Micro-Robert plus المطبوع سنة 1987م، اللذين يحتوي كل منهما على 35.000 كلمة، مرجعهما في استخراج الألفاظ الفرنسية ذات الأصل الأجنبي. ونتيجة لذلك تقلص مجموع الكلمات الأجنبية التي تم استخلاصها من هذا المتن (المكون من 35.000 كلمة)، فأصبح في هذه الحالة يتألف من 4061 كلمة فقط، أي أنه تم الاستغناء عن 4027 كلمة أخرى لها أصل أجنبي في اللغة الفرنسية، اعتبرت من الألفاظ العتيقة غير المستعملة في الفرنسية الحديثة، أو من تلك المغرقة في التخصص العلمي والتقني والاستعمال المحلي.

ومن النتائج التي توصل إليها مؤلفا القاموس المذكور، أن مجموع الكلمات الفرنسية القادمة إليها من لغات أخرى، شرقية وغربية، يصل إلى نسبة13% تقريبا2، وأن الكلمات الفرنسية القادمة من اللغة العربية تقع في المرتبة الخامسة من بين اللغات التي استعارت منها الفرنسية كلماتها، أي أن الكلمات العربية تأتي من حيث عددها في مرتبة قبل الألمانية (المرتبة السادسة)، والإسبانية (المرتبة السابعة)، والفارسية (المرتبة الثالثة عشرة) والبرتغالية (المرتبة السادسة عشرة) ... وغيرها من اللغات الأخرى. وهكذا تبين أنه من بين 8088 كلمة أجنبية الأصل في الفرنسية توجد 420 كلمة ذات أصل عربي، ومن بين 4016 كلمة أجنبية الأصل في الفرنسية (و هو عدد مداخل القاموس المسمى: Dictionnaire des mots "français d’origine étrangère" توجد 212 كلمة عربية3.

ـ[القيصري]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 05:52 ص]ـ

عربية الكيميائيين:

إن الكيمياء ( La Chimie) بما هي مادة علمية، لن ترى النور إلا مع نهاية القرن الثامن عشر] لميلادي [أي في الوقت الذي وضعت فيه على الخصوص مدونة للمصطلحات العلمية الصارمة و. إلا أن هذه المادة العلمية كانت منذ العصر الوسيط، ماثلة حاضرة فيما يقوم به الكيميائيون القدامى المختصون في تحويل المعادن ( Alchimistes)5 . فهؤلاء العلماء الذين كان فيهم مس من الجنون، كانوا يحاولون عن طريق تحويل المعادن واستعمال حجر الفلاسفة6 pierre philosophale أن يصلوا إلى صنع الذهب الذي كان يعتبر عندهم أرفع المعادن، وكانوا يحلمون أيضا باكتشاف العنصر الغريب الذي يمكن من تأخير تحلل الأجسام بصفة شبه دائمة، أي تأخير الموت.

إنه لمن المحتمل أن تكون بعض الألفاظ مثل: ( alcali, alcool, antimoine, élixir, Alambic) جاءت إلى اللغة الفرنسية بواسطة كيميائيين قدامى.

فكلمة Alambic7 تعني أداة للتقطير.

وكلمة 8 alcali تعني الصودا. وفي قولهم ( alcali Voloti) تعني أحيانا الأمونياك (النشادر)، وهو عنصر آخر قِلْوي ( Alcaline) مثل الصودا.

وكلمة Alcool أصلها من الكلمة العربية (الكُحْل) الدالة على مسحوق الِإثْمِد (أو الأنتيمون) الذي ما يزال يستعمل اليوم مسحوقا من مساحيق تجميل الأجفان ويحمل اسم (كُحُول Khôl) 9 . وسيكون الكيميائي والطبيب السويسري براسيلز Paracelse هو المسؤول في القرن السادس عشر عن تغيير معنى كلمة ( Alcool) 10.

وكلمة Antimoine11 هو مصطلح من أصل عربي يدل على سلفور الِإثْمِد ( Sulfure d’antimoine )، وهو منتوج طبيعي يعطي عند سحقه سحقا ناعما مادة الكُحْل.

وكلمة Elixir، كان الكيميائيون العرب القدامى يطلقونها على حجر الفلاسفة، وهي مادة شبه سحرية كان يعتقد أنها تملك القدرة على تحويل المعادن إلى ذهب. وأما الكلمة العربية الأصلية (الإكسير) فقد أُخذت بدورها عن الأصل الإغريقي Ksêron التي تعني دواء (مصنوعا من مسحوقات جافة).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير