تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اللغة العربية, لغة لن تموت.]

ـ[سليم]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 10:04 م]ـ

السلام عليكم

إن من طبيعه البشر الإختلاف وتضارب الأراء وتباين التفكير بين السطحيه والإستناره, وكذلك نشوب الحروب ومن سنن الحروب تأثير المنتصر على المغلوب وغلبة الفوي على الضعيف, وهذا التأثير وتلك الغلبه يكونان على جميع الأصعده سياسياً, اقتصادياً, اجتماعياً, وثقافياً وحتى لغوياً, فنرى الغالب مسيطراً على ثقافة المهزوم ,مقحماً ثقافته ولغته جاعلهما الثقافة السائده واللغة الدارجه ورويداً رويداً تصبح هي لغة التخاطب الوحيده, ولو استعرضنا التاريخ على عجل لإستشفينا كيف أثرت الدوله الرومانيه على كافة مستعراتها ثقافياً ولغوياً وكيف ان اللغة اللاتينيه سادت شعوب تلك البلدان ,فإن لم يتكلموا اللغة اللاتينيه فاللاتينيه اصبحت اصل لغتهم.

وهذا حاصل مع كل الشعوب التي غُلِبتْ, إلا الامه الاسلاميه فحين كتب الله لها الهزيمه وقدر للتتار النصرفكان للإسلام واللغة العربيه كل الأثر عليهم ودخل الاسلام منهم من دخل وبالتالي اللغة العربيه كونها لغة القرأن المتعبد بتلاوته.

ورغم محاولات الكفار والحاقدين على الاسلام لنزع الوتد الصلب (اللغة العربيه) من عريش الاسلام الا انها باءت بالفشل, وأن اهم العوامل التي حفظت اللغة العربية في الماضي لا زالت قائمة وستظل قائمة أبد الدهر- إن شاء الله - ومن هذه العوامل:

1 - نزول القرآن الكريم على رسوله صلى الله عليه وسلم باللغة العربية.

2 - سهولة اللغة العربية وثراؤها.

3 - الناحية البيانية والجمالية والبلاغية في اللغة العربية.

4 - المرونة الكاملة للغة العربية وقدرة المتحدثين بها على التوليد والتخريج والإشتقاق.

5 - انتشار مجامع اللغة العربية والهيئات الأخرى المماثلة لها.

6 - التراث الحضاري والثقافي التي خلقته اللغة العربية.

7 - نمو المعاهد الإسلامية الكبرى كالأزهر والجامعات الإسلامية.

8 - ظهور الدعوة إلى التضامن الإسلامي وما يحمله نجاح هذه الدعوة من اهتمام بالدين الإسلامي ولغته العربية.

وقد كان لدخول الشعوب الغير العربيه الى الاسلام مثل الفرس والتتار والترك وامتداد الرقعة الاسلاميه مروراً بدولة الفرس والاتراك ودول البلقان وجنوب الجزيرة وشمال افريقيا الآثر المحتمل الأكبر في تغيير الفاظ العربيه وتراكيبها

إلا انه للعوامل المذكوره اعلاه كان العكس تماماً وظهر أثر العربيه على كل تلك اللغات, وتقلدت موقعها بينها اي الصدر.بل إن اللغة العربية دخلت إلى أوروبا نفسها حين فتح العرب الأندلس إذ لا يزال في اللغة الأسبانية وفي اللغة البرتغالية بقايا من الكلمات العربية ولم تعدم الإنجليزية والفرنسية والألمانية أثراً من آثار العربية من قريب أو من بعيد كما في كلمة (أدميرال) أي أمير البحر في العربية.

ومما لا جدال فيه أن اللغة العربية تحتل حتى الآن مكانة مرموقة بين اللغات الأخرى باعتبارها أضخم هذه اللغات ثروة وأكثرها أصواتاً وأغناها في المقاطع والحروف والتعبيرات.

وإذا قارنا بين اللغة العربية وبين اللغة الإنجليزية التي تسود الآن في أجزاء كثيرة من المعمورة والتي يدعونها اللغة العالمية الأولى نرى أن عدد أصوات العربية ثمان وعشرون حرفاً لا تكرار فيها بينما عدد أصوات اللغة الإنجليزية تقل بحرفين مع تكرار فيها بارز.

ولا يخفى على الكثيرين ما تتميز به اللغة العربية على غيرها من وجود حروف لأصوات قد لا توجد في غيرها مثال ذلك مخارج الحروف حاء، خاء، ضاد، طاء، ظاء، عين، غين، قاف.

لغتنا العربية، لغة كثيرة المترادفات متنوعة الأساليب والعبارات فيها الحقيقية والمجاز والتصريح والكناية وقد تم لها بحمد الله وبفضل الإسلام أن تتحول من لغة الأشعار إلى لغة الأفكار وأن تصبح لغة الشرع والعلم وأصبحت اللغة التي ترجم منها واليها المؤلفات العلمية والفلسفية والأدبية والتاريخية.

انتشرت اللغة العربية - أيضاً - شرقي العراق بفارس والتركستان والهند بانتشار الإسلام. وأصبحت لغة العلم والدين عند هذه الشعوب المسلمة. فلا غرو أن كثرت الألفاظ والتراكيب العربية في لغات هذه الأمم.

ففي اللغة الفارسية المستعملة حالياً كثير من الألفاظ العربية وهي تكتب بهجاء العربية بعد أن تلاشت اللغة البهلوية والخط البهلوي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير