[الكلمات البرتغالية من اصل عربي]
ـ[القيصري]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 12:55 م]ـ
منقول
.... لكن المؤكد ايضا اننا نجد باحثين اجانب يهتمون بالتنقيب في اللغة العربية عما يرتبط منها بلغاتهم. فقد كتب الاديب والروائي الاسباني خوان جويتسولو كتابا ضمنه كل الكلمات الاسبانية ذات الاصل العربي وهي بالآلاف، وفي المدة الاخيرة وضع الباحث البرازيلي جواو باتيست فارجنيز كتابا احصى فيه كل الكلمات البرتغالية من اصل عربي وهي تصل إلى 3000 كلمة. والكتاب في الاصل بحث دكتوراه في الآداب. كما سبق لهذا الباحث البرازيلي ان وضع كتابا باللغة العربية لتقريب الاسلام من المواطن البرازيلي، تحت عنوان «اسلامي زنجي». وقد قضى بالمغرب سنوات كرسها لبحثه السالف الذكر، اضافة إلى تدريسه اللغة البرتغالية بجامعة عبدالمالك السعدي بمدينة تطوان بشمال المغرب
ـ هل البداية يتعلق بدراسة منتظمة للغة العربية وفق منهج تربوي ام ان الأمر يتعلق باجتهاد شخصي؟
- الباحث البرازيلي جواو باتيست فارجنيز
- لا اخفيك ان علاقتي باللغة العربية اصبحت علاقة انسان بلغة يحبها إلى درجة العشق وهكذا اصبحت استاذا لهذه اللغة بالجامعة الفيدرالية بريودي جانيرو، وهذا التعايش المتواصل مع هذه اللغة التي وصلت إلى البرازيل بفعل الهجرة والعلاقات الانسانية، زادت من رغبتي للاطلاع على منابعها الحضارية، والذهاب إلى حيث يتكلمها الجميع .. وهكذا توجهت إلى المغرب، حيث سمحت لي الظروف بقضاء سنتين كاستاذ للغة البرتغالية بجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان.
ـ لكن منذ متى انتبهت إلى وجود هذا الكم من الكلمات العربية في اللغة البرتغالية؟
ـ جواو باتيست فارجنيز: الأمر لا يحدث هكذا دفعة واحدة فقد تطور معي على امتداد السنوات التي ارتبطت بها باللغة العربية. بدأت الأمور بالانتباه إلى الكلمات المتشابهة في النطق، ثم إلى الاسماء والمعنى. الأمر يتعلق باكتشاف وبحث دائم. وحين انتبهت إلى ضرورة الاهتمام بهذا الموضوع استغرق مني البحث فيه قرابة عشر سنوات.
ـ طبعاً، بدأت في كتابة هذا البحث في البرازيل ... ؟
ـ جواو باتيست فارجنيز: نعم، لكن انهيت اللمسات الأولى منه بمدينة تطوان المغربية سنة 1996، وإلى حدود سنة 2000 واصلت عمليات البحث. وعموما فقد تطلب مني البحث في موضوع الكلمات البرتغالية ذات الاصول العربية، الاعتماد على بعض القواميس المعروفة في لشبونة بالبرتغال، والتي قضيت بها سنتين. وبشكل خاص هناك قاموس «اوراليو» وقاموس لغوي اخر قديم يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، وهذا الاخير مكنني بشكل خاص من الوقوف على اصل الكلمات ومعانيها وتطوراتها وبحثت كذلك في العديد من القواميس اللغوية العربية للوقوف على المحددات الزمنية التي دخلت فيها هذه الكلمة او تلك الى اللغة البرتغالية التي ساعدتني كثيراً.
ـ توصلتم في بحثكم الذي وصلت صفحاته الى 928 صفحة الى وجود 3000 كلمة عربية في البرتغالية. ما هي الملاحظات التي استنتجتموها من هذا الكم الكبير من الكلمات العربية في لغتكم؟
ـ جواو باتيست فارجنيز: هناك بالفعل مجموعة من الملاحظات من بينها: قيمة التأثيرات الحضارية والتواصل الذي تعمق في مراحل معينة من تاريخ البرازيل والعالم العربي، فقد كانت الهجرة العربية الى البرازيل نشيطة ومتواصلة على امتداد القرنين الماضيين. والملفت هنا ان الفئات العربية المثقفة كانت مؤثرة وفاعلة في اللغة البرتغالية.
لكن قبل ذلك هناك المئات من الكلمات العربية التي وصلت الى اللغة البرتغالية لان
اللغة العربية ومن خلالها الثقافة والفكر العربيين سادت لقرون عديدة، وشكلت لغة العصر انذاك. المثقف او المفكر غير العربي الذي لم يكن له اطلاع على ما يُكْتَبْ باللغة العربية، كان مثقفا لا ينتمي الى ثقافة عصره، تماماً كما هو الامر الآن مع اللغة الانجليزية. فقد كانت اللغة العربية لغة العلم والطب والفنون والادب .. لذلك يصعب على اي لغة كيفما كانت ان تنجو من مؤثراتها.
وهناك ملاحظة اخرى، وهي ان ما تفعله اللغة الانجليزية الان بكل لغات العالم من تأثير وتعديل في الاسماء وبنية الجمل والتعابير، اقل بكثير مما فعلته اللغة العربية في الماضي ببعض اللغات انذاك كاللغة الاسبانية والبرتغالية ..
لكن ايضاً على اللغات ان تتعلم من دروس ما آلت اليه اللغة العربية اليوم. فقد كانت لغة العالم في الماضي لكنها اصبحت الان من اللغات الثانوية. وما وصلت اليه، له اسبابه ودوافعه المعروفة.
واول هذه الاسباب واهمها ان الاستهانة باللغة هي اول عتبات دمارها وانحطاطها ..
لكن لدي ملاحظة اخيرة وشخصية، فانا أتأسف كثيراً لما وصلت اليه هذه اللغة الجميلة، واعرف ان العرب يتأسفون على لغتهم،
لكن استعادة عظمة اي لغة لا يصنعها الأسف بل اشياء اخرى كثيرة، هذا شيء مؤكد.