تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خذوا الحكمة من الصين]

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 12:43 ص]ـ

[خذوا الحكمة من الصين]

بقلم:صالح بن إبراهيم الحسن

كنت أحدث مجموعة من الأصدقاء ذات ليلة قائلا: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ومن مسؤوليتنا نحن معشر الأفراد أن نحفظ للغتنا مكانتها في مجالسنا ومحافلنا، وأن نجعلها لغة الخطاب، خاصة ونحن في بلادنا، ولسنا ملزمين بأية حال من الأحوال أن نجاري لسان كل قادم إلينا، بل عليه أن يتعلم لغتنا لكي يعيش بين أظهرنا .... ولكن قبل أن أنهي حديثي إذا بالتلفاز يعرض مؤتمرا صحفيا لأحد المسؤولين العرب، وقد عقد ذلك المؤتمر في بلده، وبين قومه وعشيرته، لكنه أبى إلا أن يعجم لسانه .. ! فتحدث وأطال مظهرا فصاحته وبيانه باللغة الإنجليزية .....

توقعنا أن الأمر حالة عابرة، وأنه إجابة لسؤال من مراسل أجنبي، وعلى الرغم مما في ذلك التنازل من سفه، إلا أننا حاولنا البحث له عن عذر .... وطال الحديث، وتواردت الأسئلة، ولكن لم يكن للعربية نصيب في إجاباتها، فتبين لنا أن الإنجليزية فرضت لغة لهذا المؤتمر إكرما للغرب، ومن أجل عيون حفنة من المراسلين الأجانب .....

التفت إلي أحد الذين ساءهم الأمر فقال متهكما:إننا معشر العرب - في هذا الزمان -كرماء حتى النخاع، فنتنازل عن أعز ما نملك إكراما لخاطر الأجنبي الذي يسخر من غفلتنا وسذاجتنا ....... !! وفتح هذا المؤتمر بلغته الباب للمز والهمس من الجالسين، فابتسم بعضهم، وتكلم من لم يلاق حديثي قبولا لديه، منددا بما قلته محتجا على ذلك بلغة ذلك المؤتمر العربي!! فقال:هذا مسؤول كبير على راس وزارة من أبرز مهامها المحافظة على هوية الأمة ولغتها، ومع ذلك فقد تنازل عن العربية وأعجم لسانه، فما بالك تطالبنا بما لا يقوم به علية قومنا، وهم قدوتنا .... !؟

وأسقط الأمر في يدي فحجة محدثي قوية فهذا المسؤول وأمثاله يفسدون ما يمكن أن يدعو له المخلصون، وتزرعه المدارس في أبنائها طوال سني دراستهم، لكني صارحت الجالسين بأن مثل هذا لم يكن أهلا للمسؤولية ولم يقدر عاقبة تصرفه .. ولكن حري بكم أن تأخذوا العبرة ممن يقدر ثقل الأمانة وتبعاتها .... ، فهذا مسؤول من أبرز الشخصيات في الصين، يجري معه أحد المفكرين العرب لقاء صحفيا يقول عنه هذا المفكر:" أخذنا نتحدث معه فكان يرد علينا بالصينية من خلال المترجم فقلت له ياسيادة الرئيس، أنت تعرف الإنجليزية والفرنسة، وجميل أن ترد علينا بإحداهما .. فضحك وأجابني مرة أخرى باللغة الصينية .. ".

إن هذا الزعيم الصيني لم يكن ينقصه معرفة بلغات أجنبية، لكنه يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه أمته وأبنائها فلا يريد أن يكون داعيا إلى بدعة سيئة تتناقلها البلاد ويأخذ بها الصغار قبل الكبار، لهذا آثر الحديث بلغته القومية إخلاصا لأمته التي وثقت به، وحرصا علىانتمائه لوطنه انتماء حقيقيا في أبرز معلم لهويته، وحتى يكون قدوة حسنة لغيره من أبناء شعبه، فهو راع ومسؤول عن رعيته.

ـ[جلنار]ــــــــ[20 - 02 - 2006, 02:09 م]ـ

نشكر الأخت أنورالأمل لتطرقها لهذه المسألة المهمة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير