تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أساليب العربية في الدعاء]

ـ[محبة العربية]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 06:10 م]ـ

أساليب العربية في الدعاء سنتعرف عليها هنا من خلال كتاب شرف العربية للدكتورإبراهيم السامرائي

وسأذكر رابط الكتاب الموجود على الإنترنت في نهاية هذا الحديث.

.......

قال الله تعالى: (واَدعُواْ شُهَدآء كُم من دوُنِ اللهِ إن كُتُم صَاَدِقِين) (البقرة:23).

قال أبو إسحق الزجاج: يقول: (ادعوا من استدعيتم طاعته ورجوتم معونته في الإتيان بسورة مثله) (1).

وقال الفراء: (وادعوا شهداءكم من دون الله).

يقول: آلهتكم، يقول: استغيثوا بهم، وهو كقولك للرجل: إذا لقيت العدو خالياً فادع المسلمين، ومعناه: استغيث بالمسلمين، فالدعاء ههنا بمعنى الاستغاثة.

وقد يكون الدعاء عبادة كم في قوله تعالى: (إِن الَّذِينَ تَدعُون من دُونِ الله عبَاد أَمثَالَكُم) (الأعراف:194).

وقوله بعد ذلك (فادعوهم فليستجيبوا لكم) (الاعراف:194).

يقول: ادعوهم في النوازل التي تنزل بكم إن كانوا آلهة كما تقولون، يجيبوا دعاءكم، فإن دعوتموهم فلم يجيبوكم، فأنتم كاذبون إِنهم آلهة.

وقال أبو إسحق في قوله تعالى: (أُجِيبُ دَعَوةَ الدَّاعِ إذاَ دَعَان ِ) (البقرة:186) معنى الدعاء لله على ثلاثة أوجه: فضرب منها توحيده والثناء عليه كقولك: يا الله لا إله إلا أنت، وكقولك: ربنا لك الحمد، إذا قلته فقد دعوته بقولك: (ربنا) ثم أتيت بالثناء والتوحيد.

ومثله قوله تعالى: (وقَاَلَ رَبُكُمُ ادعُونيِ أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِروُنَ عَن عبَادتَي ... ) (غافر:60) فهذا ضرب من الدعاء، والضرب الثاني: مسألة الله العفو والرحمة وما يقرب منه كقولك: اللهم اغفر لنا، والضرب الثالث: مسألة الحظ من الدنيا كقولك: اللهم ارزقني مالاً وولداً، وإن سمي هذا جميعه دعاء، لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله: يا الله يا رب، يا رحمن، فلذلك سمي دعاءً.

وفي حديث عرفة: (خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) (حسن، رواه الترمذي) وإنما سمي التهليل والتحميد والتمجيد دعاءً، لأنه بمنزلته في استيجاب ثواب الله وجزائه.

وأما قوله عز وجل: (فَمَا كَانَ دَعواَهُم إذ جَآءَهُم بأَسُنآ إِلآ أَن قَالواْ إِنَّا كنُاَّ ظَاَلِميِنَ) (الأعراف:5)، المعنى: إنهم لم يحصلوا مما كانوا ينتحلونه من المذهب و الدين، وما يدعونه إلا علي الاعتراف بأنهم ظالمين، هذا قول أبي إِسحق (1).

قال: والدعوى اسم لما يدعيه، والدعوى تصلح أن تكون في معنى الدعاء، لو قلت: اللهم أشركنا في صالح دعاء المسلمين أو دعوى المسلمين، جاز، حكى ذلك سيبويه، وأنشد: قالت ودعواها كثير صخبه.

وأما قوله تعالى: (وَءَاخِرُ دَعواَهُم أَن الحَمدُ لِلَّهِ رَبَّ العَالَمِين َ) (يونس:10) فيعني أن دعاء أهل الجنة تنزيه الله وتعظيمه، وهو قوله: (دَعواَهُم فِيهاَ سُبحَانَك الَّلهُم َّ) (يونس:10) ثم قال: (وَءَاخِرُ دَعواَهُم .. .).

أخبر أنهم يبتدئون دعاءهم بتعظيم الله وتنزيهه، ويختمونه بشكره والثناء عليه، فجعل تنزيهه دعاءً وتحميده دعاءً أنه قال: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: (وقَاَلَ رَبُّكُمُ ادعُوِني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبَادَِتي) (غافر:60)، (رواه الإمام أحمد، والحاكم).

وقال مجاهد في قوله: (واَصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُون رَبَّهُم بِالغَداَةِ واَلعشِيَّ) (الكهف:28): قال: يصلون الصلوات الخمس.

وروي مثل ذلك عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى: (لَنّ ندعُواْ مِن دُوِنِه إِلَها َ) (الكهف:14)، أي لن نعبد إِلهاً دونه.

والدعاء: الرغبة إلى الله عز وجل.

وفي الحديث: (لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة) (رواه مسلم والنسائي)، يعني الشيطان الذي عرض له في صلاته، وأراد بدعوة سليمان عليه السلام قوله: وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير