تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كتاب الصوت اللغوي في القرآن -2 -]

ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[20 - 10 - 2005, 05:34 ص]ـ

والقول أنها من المتشابهات التي استأثر الله تعالى بعلمها، ولا يعلم تأويلها إلا هو، هو المروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في رواية أهل السنة (1).

وقد أنكر المتكلمون هذا القول، وردوا هذا الزعم، فقالوا: لا يجوز أن يرد في كتاب الله ما لا يفهمه الخلق لأن الله أمر بتدبره، والاستنباط منه، وذلك لا يمكن إلا مع الإحاطة بمعناه (2).

بينما أيدّه من المتأخرين كل من مالك بن نبي فقال:

«ولسنا نعتقد بإمكان تأويلها إلا إذا ذهبنا إلى أنها مجرد إشارات متفق عليها، أو رموز سريّة لموضوع محدد تام التحديد، أدركته سراً ذات واعية. . . (3).

والسيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري فقال:

«والحق أنها بحسب المعنى من المتشابهات التي استأثر الله تعالى العلم بها لنفسه، فلا يلزم الصاد الفحص عن حقيقتها، وبذل الجهد في إدراكها وفهمها بل لا بد من إيكال الأمر إليه تعالى» (4).

الثاني: أن المراد منها معلوم، ولكنهم اختلفوا فيه بعدة آراء تتفاوت قيمة ودلالة وموضوعية، وقد تداعت كلمات الأعلام في هذه الآراء حتى نقل الخلف عن السلف، واستند اللاحق إلى السابق بنسبة إليه وبدون نسبة.

ونحاول فيما يلي أن نعطي كشفاً منظّماً بأبرز هذه الآراء، ونعقبها بما نأنس به، ونطمئن إلى مؤاده باعتباره جزءاً من كليّ فرائدها، دون القطع بأنه مراد الله منها، أو القول به (5).


(1) ظ: الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن: 1|32.
(2) ظ: الزركشي: البرهان في علوم القرآن: 1|173.
(3) مالك بن نبي، الظاهرة القرآنية: 312.
(4) السبزواري، مواهب الرحمان في تفسير القرآن: 1|62.
(5) ظ: للتوفيق بين هذه الآراء وتفاصيلها كلاً من: الطبري، جامع البيان: 1|50 + الطوسي، التبيان: 1|47 + الطبرسي، مجمع البيان: 1|33 + الزمخشري، الكشاف: 1|76 + الرازي، مفاتيح الغيب + ابن الزمالكاني، البرهان: 1|173 + الزركشي، البرهان + السيوطي، الاتقان: 3|21.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير