تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معرفة فصاحة الكلمة]

ـ[محبة العربية]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 06:22 ص]ـ

منتدى الفصيح روض فسيح يستحق منا المديح.

ولأن هذا المنتدى المبارك اسمه الفصيح فيحسن بي الحديث هنا عن فصاحة الكلمة

نود هنا التعرف على معنى كلمة الفصيح

وإلى معرفة فصاحة هذه الكلمة وكيف يكون ذلك

فقد أطنب العلماء الأقدمون في ذلك وذلك لشدة محبتهم للعربية

وجمع السيوطي في كتابه المزهر في علوم اللغة بعضا

من آرائهم، فماذا يقول في ذلك؟:

قال الراغب في مفرداته: الفَصْحُ: خلوصُ الشيء مما يشوبهُ وأصله في اللَّبن يقال: فَصَّح اللبنُ وأفْصَحَ فهو فِصِّيح ومُفْصِح إذا تعرَّى من الرَّغوة قال الشاعر: وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الفَصِيحُ ومنه اسُتعير فصحُ الرجل: جادَتْ لغته وأفْصح تكلم بالعربية وقيل بالعكس والأولُ أصحّ انتهى.

وفي طبقات النحويين لأبي بكر الزُّبيديّ: قال ابنُ نوفل: سمعتُ أبي يقول لأبي عمرو بن العلاء: أخبرني عما وضعت مما سميت عربية! أيدخلُ فيه كلامُ العرب كلُّه فقال: لا.

فقلت: كيف تصنع فيما خالفتْك فيه العرب وهم حجة فقال: أحملُ على الأكثر وأُسَمِّي ما خَالَفني لغات.

والمفهومُ من كلام ثعلب أن مَدار الفصاحةِ في الكلمة على كَثْرَة استعمالِ العرب لها فإنه قال في أول فصيحه: هذا كتابُ اختيار الفصيح مما يجري في كلام الناس وكتبهم فمنه ما فيه لغةٌ واحدة والناس على خلافها فأخبرْنا بصواب ذلك ومنه ما فيه لغتان وثلاث وأكثر من ذلك فاخترنا أفصحهنّ ومنه ما فيه لغتان كثُرتا واستُعْمِلتا فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى فأخبرنا بهما انتهى.

ولا شك في أن ذلك هو مَدَارُ الفصاحة.

ورأى المتأخرون من أرباب علوم البلاغة أن كل أحدٍ لا يمكُنه الاطّلاع على ذلك لتَقَادُم العهد بزمان العرب فحرَّرُوا لذلك ضابطاً يُعْرَفُ به ما أكثرت العربُ من استعماله من غيره فقالوا: الفصاحةُ في المفرد: خلوصه من تَنَافُرِ الحروف ومن الغَرَابة ومن مخالفة القياس اللّغوي: فالتنافر منه ما تكونُ الكلمةُ بسببه مُتناهيةً في الثِّقَل على اللسان وعُسْر النُّطْق بها كما رُوي أن أعرابياً سُئل عن ناقته فقال: تركتها تَرْعى الهُعْخُع ومنه ما هو دون ذلك كلفظ مُسْتَشْزِر في قول امرئ القيس: غَدَائرُه مُسْتَشْزِرَاتٌ إلى العُلاَ وذلك لتوسُّط الشين وهي مَهْموسة رخوة بين التاء وهي مهموسة شديدة والزاي وهي مجهورة.

- والغرابةُ أن تكون الكلمة وحْشِيَّة لا يظهر معناها فيحتاج في معرفتها إلى أن يُنَقّر عنها في كتب اللغة المبسوطة كما رُوي عن عيسى بن عمر النحوي أنه سقط عن حمار فاجتمع عليه الناس فقال: ما لكم تَكَأْ كَأْتُمْ عليَّ تَكَأْ كُؤَكم على ذي جنَّة اِفْرَنْقِعوا عَنِّي أي اجْتَمَعْتم تَنحَّوا.

أو يخرج لها وجه بعيد كما في قول العجّاج: وفَاحِماً ومَرْسِنَا مُسَرَّجا فإنه لم يعرف ما أراد بقوله: مسرجا حتى اختلف في تخريجه فقيل: هو من قولهم للسُّيوف سُرَيْجِيَّة منسوبة إلى قَيْن يقال له سُرَيج يريد أنه في الاستواء والدِّقة كالسيف السُّرَيْجَي وقيل من السِّراج يريد أنه في البريق كالسِّراج - ومخالفة القياس كما في قول الشاعر: الحمدُ للّه العَلِيّ الأَجْلَل فإن القياس الأجَلّ بالإدغام وزاد بعضُهم في شروط الفصاحة: خلوصُه من الكراهة في السَّمْع بأن يمجَّ الكلمةَ وينبو عن سماعها كما ينبو عن سماع الأصوات المُنْكَرة فإن اللَّفظ من قبيل الأصوات والاصوات منها ما تستلذّ النفسُ بسماعه ومنها ما تكره سماعَه كلفظ الجِرِشَّي في قول أبي الطيب: كريمُ الجِرِشَّي شريفُ النَّسَبْ أي كريم النفس وهو مردود لأن الكراهَة لِكَوْنِ اللفظ حُوشِيّاً فهو داخلٌ في الغرابة هذا كله كلام القَزْويني في الإيضاح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير