البَيْطَارُ: الذي يُعَالِجُ الدَوَاب، وهو البَيْطَرُ أيضاً. وفي تاج العروس:
البَطِيرُ: مُعَالِجُ الدَّوابِّ، كالبَيْطَر كحَيْدَرٍ والبَيْطَارِ والبِيَطْرِ
كَهِزَيْرٍ والمُبَيْطِرِ. ومِن أمثالهم: "أشْهَرُ من رايَةِ البَيْطَارِ". "والدُّنيا قَحْبَةٌ، يوماً عند عَطّارٍ،
ويوماً عند بَيْطَارٍ"، وعَهْدِي بِه وهو لِدَوابِّنا مُبَيْطِرٌ، فهو الآن علينا مُسَيْطِرٌ"، وقال
الطِّرِمّاح:
يُساقِطُها تَتْرى بكلِّ خَمِيلَةٍ كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ.
ويُرْوَى: البَطِير، وقال النابغة:
شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها طَعْنَ المُبَيْطِرِ إذْ يَشْفِي مِن العَضَدِ.
قال شيخُنا: والمُبَيْطِرُ مّما أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ وليس بمُصَغَّرٍ، قال أئِمَّةُ الصَّرْفِ: هو كأَنَّه
مُصَغَّرٌ وليس فيه تَصْغِيرٌ، ومثلُه المُهَيْنِمُ والمُبَيْقِرُ والمُسَيْطِرُ والمُهَيْمِنُ، فقولُ ابنُ التِّلِمْسَانِيِّ في
حواشِي الشِّفَاءِ تَبَعاً: للعَزِيزِ: وليس في الكلام اسمٌ على مُفَيْعِلٍ غيرُ مُصَغَّرٍ إلا مُسَيْطِرٌ
ومُبَيْطِرٌ. ومُهَيْمِنٌ. قُصُورٌ ظاهِرٌ، بل رُبَّمَا يُبْدي الاستقراءُ غيرَ ما ذَكَرَ، واللهُ أعلَمُ.
قلتُ: أَوْرَدَهم ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرة هكذا، وسيأْتي في ب ق ر. وصَنْعَتُه البَيْطَرَةُ، وهو
يُبَيْطِرُ الدَّوابَّ، أي يُعَالِجُهَا. من المجاز: البِيَطْرُ، كهِزَبْرٍ: الخَيّاطُ، رَواه شَمِرٌ عن سَلَمَةَ، قال
الراجز:
شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ. وجاء في غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائض الفاضحة للوطواط:
قيل لبعض الأعراب هل عندكم في البادية طبيب، قال كلا إن حمر الوحش لا تحتاج إلى بيطار.
وفي تصحيح التصحيف وتحرير التحريف لصلاح الدين الصفدي:
ويقولون: بِيْطار. والصواب: بَيْطار، وبَيْطَر، ومُبَيْطِر. وأصله من البَطْر وهو الشق.
قلت: يقولونه بكسر أوله. والصواب فتحه. أخي صالح
ثانيا: إذا كانت القضية جواز استخدام بيطري إلى جوار بيطار ومبيطر، نسبة إلى الحرفة فالنسبة إلى الحرفة قد جاء السماع بها على وزن فعّال ولم يجىء بزيادة الياء فنقول:
خياطة: خيّاط لا خِياطي
فلاحة: فلاّح لا فِلاحي
نجارة: نجّار لا نِجاري
زراعة: زرّاع لا زِراعي
حدادة: حدّاد لا حِدادي
وجاءت مفعال من مفعلة لتدل على الاسم فنقول:
سمسرة: سمسار ولم تستخدم الصفة: سمسري
بيطرة: بيطار ولم تستخدم الصفة: بيطري
فالهدف من النسب ليس الدلالة على الفاعلية، وإنما الدلالة على الوصفية فنقول
هذا عملٌ زراعي، هذا عامل زراعي
هذا عيبٌ خياطي، هذا فنٌ خياطي
وهكذا
هذا طبيب بيطري، هذا علم بيطري
وقد جاءت جميع نصوص اللغة الدالة على محترف حرفة البيطرة بلفظة بيطار ومبيطر
ولم ترد بيطري.
قال أبو منصور الثعالبي في ثمار القلوب في المضاف و المنسوب
فيما يضاف وينسب إلى أهل الصناعات
سرى القين، راية بيطار، راحة صباغ، حمار القصار، كلب القصاب، بيت الإسكاف،
حرص النباش، تيه المغني، جنون المعلم، رغفان المعلم، كذب الدلال، كذب الصناع، قسوة
الفدادين. أخي صالح
لا يخفى عليك أن التساهل في استخدام الصفة المنسوبة بزيادة الياء لتدل على الفاعلية أو الحرفة سيؤدي بنا إلى الخلط بين معنى الصفة المستخدمة للدلالة على النسب، ومعنى الاسم المشتق المستخدم للدلالة على الفاعلية وفي هذا إشكال فمثلا:
النسب إلى مهنة الطباعة التي اسم فاعلها طابع هو طباعي، فهل نقول: يطبع الطباعي أم يطبع الطابع.
فما دام لدينا الاسم الفصيح الدال على الفاعلية فما الذي يضطرنا لاستبداله بالصفة المنسوبة. ولا يعني هذا أن استخدام الصفة المنسوبة لتدل على حرفة غير جائز قياسا، وإنما يعني أن استخدامها غير ذائع، وغير متداول سماعا.
ومع ذلك فقد قيل من الصيرفة صراف و صيرفي
وقيل من النطاسة نِطاسي
وقيل صيدلاني
ولم يقل أحد صيدلي نسبة إلى صيدلة للدلالة على الحرفة. وإنما نسبوا إلى الأصل صندلان أو صيدن. باستثناء معجم الوسيط الذي أجاز استعمال صيدلي، دون أن يستند إلى قرار من مجمع القاهرة، وتبعه صاحب المحيط في ذلك وقد اقترح العدناني بعد أن خطأها الموافقة على استخدامها مجاراة للاستعمال الشائع.
¥