الصغار في الدور والمكاتب فيظهر شعار الإسلام وأهله ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه (بتصرف واختصار من اقتضاء الصراط المستقيم 204 – 208)
ومن كلام علمائنا المعاصرين قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: رأينا في تعلم اللغة الإنجليزية أنها وسيلة لا شك , وتكون رديئة إذا كانت لأهداف رديئة , لكن الشيء الوحيد الذي يجب اجتنابه أن تُتخذ بديلاً عن اللغة العربية , فإن هذا لا يجوز , وقد سمعنا بعض السفهاء يتكلم بها بدلاً من اللغة العربية , حتى إن بعض السفهاء المغرمين الذين اعتبرهم أذناباً لغيرهم كانوا يعلمون أولادهم تحية غير المسلمين يعلمونهم أن يقولوا باي باي عند الوداع وما أشبه ذلك.
لأن إبدال اللغة العربية التي هي لغة القرآن وأشرف اللغات بهذه اللغة محرم وقد صح عن السلف النهي عن رطانة الأعاجم وهم من سوى العرب.
أما استعمالها وسيلة للدعوة فلا شك أنها واجب أحياناً , وأنا لم أتعلمها وأتمنى لو أني كنت تعلمتها ووجدت في بعض الأحيان أني أضطر إليها حتى المترجم لا يمكنه أن يعبر عما في قلبي تماماً.
يقول الشيخ رحمه الله: " وأذكر لكم قصة حدثت في مسجد المطار بجدة مع رجال التوعية الإسلامية نتحدث بعد صلاة الفجر عن مذهب التيجاني وأنه مذهب باطل وكفر بالإسلام وجعلت أتكلم بما أعلم عنه فجاءني رجل فقال: أريد أن تأذن لي أن أترجم بلغة الهوسا , فقلت لا مانع فترجم فدخل رجل مسرع فقال: هذا الرجل الذي يترجم عنك يمدح مذهب التيجانية فدهشت وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون , فلو كنت أعلم مثل هذه اللغة ما كنت أحتاج إلى مثل هؤلاء الذين يخدعون , فالحاصل أن معرفة لغة من تخاطب لا شك أنها مهمة في إيصال المعلومات قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [إبراهيم:4].
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة (143)
وقد كان رحمه الله يختبر طلابه في الدرس ويسألهم في الإعراب والنحو وهكذا شيخنا محمد صالح المنجد حفظه الله يفعل ذلك في درس التفسير فيمتحن الطلاب في النحو مما دفع كثيراً من الطلبة إلى تحسين مستواهم في اللغة خشية أن يُسأل أحدهم فيجهل الجواب، فقلت لشيخنا عندما ذكر ذلك بأنني عند هذا هممت أن أحُضر معي إلى الدرس إعراب القرآن الكريم فقال لي مازحاً: هممت أن تحضر كتاباً لتغش منه وله حفظه الله شريط جميل بعنوان " لغتنا الجميلة هل نعود إليها ".
ولا أقصد بكلامي التهوين من شأن اللغات الأخرى وذم من يتعلمها بل إنها مهمة لنفع المسلمين، ولكن هل نذهب لتعلم لغة الأقوام ونحن لم نتقن لغتنا بعد؟!
وللتنبيه على فضلها وأهميتها وضرورة الاعتناء بها ودراستها وتدريسها والنطق بها على الوجه الصحيح لأنها لغة القرآن الكريم وأداة معبرة عن الدين ووعاء حفظ به تراث غزير وعلم سديد وماض مشرق نصبوا للرجوع إليه لأن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق كما قال شيخ الإسلام رحمه الله
ورسالة إيقاظ لبر هذه الأم التي طال عقوقها
أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُمُ إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ؟
سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ
فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَةً مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ
إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي
فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي
وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ
أقول هذا سائلاً الله تعالى المغفرة ممتثلاً قول: الواعظ أبو معاذ الرازي رحمه الله الذي أبكاه وأبكى الناس:
وغيرُ تقيٍ يأمرُ الناسَ بالتُقى طبيبٌ يداوي الناسَ وَهُوَ عَليلُ
أسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً وأن يزيدنا علماً وعملاً وأن يرزقنا الإخلاص فيه إنه قريب مجيب والله تعالى أعلم وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
أخوكم
حازم أبو محمد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 - 09 - 2005, 09:20 ص]ـ
أخي حازم
أهلا وسهلا بك معنا في شبكة الفصيح
أرحب بك وأشكرك على مشاركتك النافعة.
جزاك الله عنا كل خير