ـ[القيصري]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 01:09 ص]ـ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة والاخوات - الفاضلين والفاضلات – الفضلاء والفضليات!!!؟؟؟
بديع الزمان، معاوية، معالي، ابو ذكرى، خالد الشبل، ابو سارة، لخالد، باحث لغوي.
تحية طيبة وبعد
فاسمحوا لي بان ادلو بدلوي في هذه البئر المباركة ونشرب معا من ماءها الزلال.
من تجاربي الشخصية.
يا اخواني ويا اخواتي، كنت، منذ اللحظة الاولى من الدقيقة الاولى من الساعة الاولى من الدرس الاول من بداية السنة الدراسية، حين يذكر كل طالب او طالبة اسمه او اسمها الثلاثي، اصحح له او لها (الاسم) اذا نطقه او نطقته خطأ. مثلا لم اكن اقبل منهم ان يقولوا (امحمد او أمحمد او ءمحمد) بل ان يقولوا (مُحَمَّدْ) وليس احسين او أحسين او ءحسين بل حُسَين وليست فاطْْمَة بل فاطِمَة وليست اسهام او أسهام او ءسهام بل سِهَام وليس أياد بل إياد وليس نَزَار بل نِزَار وهكذا تطول القائمة. تخيلوا معي علامات التعجب والاستغراب التي تبدو على اوجه الطلبة (الطلاب والطالبات) مع تعليقاتهم الذكية وملحوظاتهم الطريفة. كان بعض الطلبة يتردد او يخجل من نطق اسمه (او اسم ابيه او جده لا فرق) بالصورة الصحيحة لان احدا ما لم يكن قد طلب منه ذلك سابقا او حتى لم يكن قد سمع بذلك النطق السليم لاسمه. مع مرور الزمن، كان كل شيء يجري بالاتجاه الصحيح طبعا مع الرفق واللين والابتسامة الرقيقة ومع بعض الشدة للحفاظ على زمام الامور. وبعد فترة وحينما كنت انادي على طالب او طالبة (متناسيا اسمه او اسمها) ... أنتَ .. أنتِ ... استاذ انا حُسَيْن وليس أحسين .... استاذ انا عائِشَة وليس عايشة.
اما بالنسبة لزملائي، فحين يذكر احدهم (انا ذاهب الى العَمَادَة) ينبري الآخر وبسرعة فيقول مصوبا كلامه تقصد (انك ذاهب الى العِمَادَة وليس العَمَادَة) ومعقبا ... انتبه استاذ ز ... هنا ... مع الضحكات والابتسامات.
بعد هذه المقدمة الشخصية، اريد ان اصل معكم الى نتيجة، وهي، انني والحمد لله استطعت (ومهما كان صغيرا) ان ازرع في أذن كل طالب او طالبة او زميل او زميلة مِرْشَحَا (1) لغويا مهمته (أي المِرْشَح) عدم السماح للخطأ (الالفاظ والاساليب وقواعد اللغة والنحو والصرف ....... الخ) بالمرور من خلال الأذن والوصول الى قاعدة البيانات الدماغ الا بعد تصويبها او تصحيحها. وان كان هذا المِرْشَح لا يتمكن من هذا العمل لصغره او لبساطته فانه يتصل بالمَرَاشِح (2) الاخرى لغاية الوصول الى الصواب والصحيح.
فحين تتمكن لفظة خاطئة او يتمكن اسلوب اجنبي لا يوافق الذوق العربي من السيطرة على مراكز التفكير بالاسلوب العربي تكون النتيجة هذا الانحطاط اللغوي الذي نراه ونقرأه كل يوم وكل ساعة (ليس في هذا الموقع والحمد لله بل المواقع التافهة الاخرى - اعتذر-).
لا اريد الخوض في حال اللغة العربية اليوم وما هي الاسباب في ذلك فهذا موضوع آخر، واذ ولى عصر السليقة اللغوية، لذا اقترح على كل من يريد تعلم اللغة العربية السليمة ان يركب او يزرع مرشحا لغويا في اذنيه بوساطته سينخل وسيغربل وسيرشح الكلام المقروء والمسموع والمنظورحسب نوعية المرشح وطاقته.
اما اذا تكلمنا بلغة الحاسوب والفاظه، فان على كل فصيح ان (يُحَمِّل في رأسه!!!!!) برنامجا من تلك البرامج التي تنتهي اسماءها بلفظة نار Fire وعلى سبيل المثال لا الحصر برنامج جدارالنار الذي مهمته (اي البرنامج الناري) حماية الحواسيب من الدخلاء والاجانب والعابثين و ...... الخ.
اما بالنسبة لنا فان محتويات البرنامج الناري المزروع فينا يُدعَم ويُطور ويُجدد بالمتابعة والقراءة الكثيرة، اولا القران الكريم والحديث النبوي الشريف، وثانيا كتب السلف الصالح من العلماء والشيوخ الافذاذ وكتب العربية الحديثة وتلك الكتب التي تبحث في التصويب اللغوي.
سيجد الفصيح نفسه ان شاء الله، بعد حين من الزمن، ان برنامجه الناري (الموجود في رأسه) قد بدأ العمل (ذاتيا) في صد هجمات الدخلاء من الاخطاء اللغوية المختلفة. والعمل الذاتي في الكشف عن الاخطاء هو مؤشر مهم في انه (الفصيح) في الطريق الصواب وانه بدأ من التمكن من ناصية اللغة العربية السليمة.
¥