على أنّي لا أستسلم قط، ولا أدفع الجزية، وألجأ إلى الجبال، وأرى من بُعد قلاعك المحصنة وغرورك المستبد، وخططك الذكية التي ترمي إلى مدى بعيد، وسأفكر في خطة محكمة، أستجمع بها قُواي، وأستشيرُ قواعدي النحوية، وسأسير و الجندَ على رسمها للخطط، ولن أنسى الإملاء؛ سأحاسب (جزى)، لأنها ثالثة وأصلها الياء بدليل مضارعها (يجزي)، ولكنها ركبت رأسها والألف، ولن أعرّف الغير، ولا أدري أهي حرفٌ أم غير؟! بل هي حرف لا غير لأنها لا تقبل الألف واللام ولا تقبل علامات الفعل والاسم؟! كلا .. كلا .. إنها تقبل بعض علامات الاسم كحروف الجر وما هو غير ..
وأنا لا إشكال عندي في تصويب الأخطاء بل هي نعمة من الله، ولا تتحرجي من ذلك بارك الله لك في علمك وأدبك وأثابك الخير لا غير.
وأنت المتفضلة علىّ وشكرًا لكِ
ـ[معاوية]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 07:45 م]ـ
عفوًا
وأنت المتفضلة (عليّ) وجزاك الله خيرا.
ـ[ابراهيم الساعدي]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 01:18 ص]ـ
ما هي ألانثروبولوجيا؟
مقدمة لا بد منها: لم تكن ألانثروبولوجيا مُنذ نزعتها ألاولى في القرن الثامن عشر قد أحدثت دوياً عالياً في الاوساط العلمية، نتيجة عدم توفر الإمكانيات والمستلزمات الكافية لاستقلاليتها. أو لربما قدرها المحتوم الذي جعلها تشابهُ علم الإجتماع إلى الحد الذي لا يستطيع الباحث التمييز بينهما كعلمين منفصلين عن بعضهما. مما أدى إلى عدم ألاهتمام بها كسائر العلوم الاخرى. على الرغم من أن القرن الثامن عشر، يعتبر نقطة الإنطلاقة التي سارت بها الانثروبولوجيا. إلا أنه لم يمثلها تمثيلاً حقيقيا.
كثيراً ما يتردد " وخاصة ونحن في القرن الواحد والعشرون" الحديث عن ألانثروبولوجيا وبحوثها التي بدأت تزخر بها مكتباتنا اليوم.
إلا أنها لم ترَ النور بين طلابنا ومثقفينا، او لعل البعض منا لم يعرف ما هي الانثروبولوجيا؟ أو بالاحرى لم يسمع بها سابقا، وهذا بالطبع ناتجٌ عن شحة الكتب التي تعّرف الانثروبوجيا من جهة، وتجاهلنا لهذا العلم- وإفتقار جامعاتنا له من الجهة أخرى.
شهدَ القرن العشرين ظهوراً رائعاً للانثروبولوجيا آثار إنتباه المثقفين والباحثين والمهتمين بالعلوم الإجتماعية. وهذا الظهور تمثل بمؤلفات العديد من عباقرة الانثروبولوجيا ومنهم: البروفيسور آدم كوبر، وتالكوت بارسونز، وبرجس ولوك، وأميل دروكايم، والعلامّة راد كلف براون، ومالينوفسكي.
لقد كانَ لظهور هؤلاء العباقرة في القرن العشرين أثراً بالغا في ألاوساط العلمية، حيث إستطاعوا أن يحدثوا تغييراً جذرياً أو نقلة مرحلية أفاقت ألانثروبولوجيا من رقدتها، وأخرجتها من ظلامها الدامس.
أما من عباقرتنا العرب فتمثلت نهضة ألانثروبولوجيا بأسماء عباقرة كثيرين ومنهم: د. قيس النوري، ود. شاكر مصطفى سليم، ود. علي الوردي. وآخرين.
وبذكري للدكتور علي الوردي سيعترض هنا مُعترض أو سائل ويقول: إن الدكتور علي الوردي عالمُ أجتماع؟ فما إرتباطهُ بالإنثروبولوجيا؟.
في حقيقة ألامر إننا نوافق هذا الاعتراض، لكننا نود أن نشيرَ إلى أن مؤلفاتَ الوردي كانت ذات صبغة أو طابع انثروبولوجي أكثر مما هو سوسيولوجي. فالإنصاف يحتم علينا أن نعتبر الدكتور علي الوردي باحثٌ أجتماعي وانثروبولوجي بوقتٍ واحد، وهذا يظهر بوضوح لدى المتتبع لمؤلفات الوردي.
تفتقر ألانثرولوجيا في الوطن العربي إلى الشهرة فقط، بعدما توفرت جميع المستلزمات التي تؤهلها كعلم مستقل في جامعاتنا. واليوم نشهد هذا الافتقار بجلاء بعد ملاحضاتنا الدقيقة لما يجري في الاوساط العلمية.
هذا ولم يكن للانثروبولوجيا نصيبٌ وافٍ في جامعاتنا. حيث نجدها في بعض جامعات المملكة العربية السعودية ومصر والاردن وتونس والعراق.
وهذا بحد ذاته يثبت تأخر العرب عن أقرانهم الغرب، في مجال نشوء وتطور ألانثروبولوجيا.
تأريخ الانثروبولوجيا في العراق:
مما تجدر الإشارة إليه إن عهدَ الانثروبولوجيا في العراق لم يبدأ الا قبل سنواتٍ عدة. وهذا ناتجٌ عن إنعزال العراق وتخلفهِ عن الركب الذي سارت بهِ أغلب الدول العربية، على الرغم من إنها متأخرة كثيراً، هذا إذا ما قورنت بالدول الغربية.
¥