تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بقايا إمراة ...]

ـ[لمياء الحراصي]ــــــــ[23 - 03 - 2006, 04:45 م]ـ

:::

السلام عليكم جميعا ....

اكتب خواطر ... ولكنني اجد نفسي اكثر في القصص ...

فساعرض هنا عليكم قصة من قصصي ... واتمنى بالطبع ان اجد نقدا بناءا عوضا عن شكرا يا لمياء او ابدعتي او ما شابه!!!

نص القصة ....

تك تك .. دقات الساعة الخشبية تعلن عن وجودها .. تخترق الصمت بهدوء .. ملل رتيب ..

هاتف نقال في زاوية الطاولة .. أوراق مبعثرة .. والقلم في يدها ترسم تارة به دوائر وتارة أشياء غريبة وهي شاردة الفكر وتارة خطوط تتحد مع بعضها لتعطي أشكال غير معروفة ..

وببطء شديد بدأ الحزن يتسلل لقلبها المتعب فزاد وجعها واشتدت يدها على القلم لتكمل خربشتها الطفولية على الورقة ... مع ازدياد غضبها زاد حنقها على قلمها وبدأت تخربش بقوة حتى أن القلم اخترق الورقة ومزقها فطفرت الدموع من عينيها بقوة .. لو قدر للورقة أن تتألم الآن لتألمت مثلما تتألم هي فالوجع مشترك بينهما .. تمزق قلبهما .. سقطت دموعها السخية على الورقة وبللتها .. وسقط القلم من يدها .. تحول البكاء إلى نحيب فاحنت رأسها على الورقة وبدأت بالبكاء المر ..

خيل إليها للحظة بأنها ستبكي لساعات طوال ولكنها سرعان ما رفعت رأسها عن ورقتها وصرخت بنفسها كفى كفى .. مسحت دموعها بطرف أناملها بعصبية ورتبت شعرها.

اختصر الموعد ببضع كلمات ينهي فيها علاقتهما التي استمرت لسنوات واعتذارات كثيرة وبأن الزمن لا يرحم و القدر لا يمهله ليحقق حلمه الجميل بالزواج بها .. فهمت من حديثه المتقطع بأنه سيسافر طلبا للقمة العيش الرغيدة .. ولكن ما ذنبها هي لتتورط في كل هذا وليرحل من دنياها بهكذا طريقة وبهكذا سبب ..

اختتم حديثه معها بدموع تعرف بأنها حقيقية ولكنها لم تشفع له وطوال ذلك اللقاء القصير لم تنبس ببنت شفة ودموعها كانت كلامها الوحيد .. لم تحاول ثنيه ولماذا تحاول ردعه فقد قرر هو كل شيء بدون حتى أن يشركها في القرار .. همشها بطريقة محكمة .. ظلت تنظر لعينيه وقدا بدا الذهول على ملامحها الغضة .. لماذا القدر دائما يرسم طريقنا بغير ما نأمل ونحلم؟؟؟ أرادت الصراخ أرادت هز كتفيه وأرادت أن تكسر كل ما تراه .. أرادت حتى أن ... لكنها تمالكت أعصابها بحكمة وظلت تستمع لكلامه المتلو المعد جيدا والذي بدا من الواضح بأنه كان يعده جيدا البارحة .. سمعت وسمعت وسأمت من تكراره للكلام والاعتذارات فحاولت الصراخ به ولكن لسانها خانها وقلبها بالتأكيد لن يسمح لها بان تسبب له أي ضيق .. دائما ما تحاملت على نفسها لكي ترضي رجولته وتحملت بعض طباعه السيئة لحبها الشديد له ولمحاولته التغير أيضا .. ولا تنكر بأنه رجل رائع ..

رفع حاجبه بقوه ناشدا منها الرد على سؤاله .. أي سؤال لا تعرف فتفكيرها شرد بعيدا جدا .. تفكر في المستقبل ... وفكرت في غدا .. كيف ستتحمل فراقه وكيف ستمضي حياتها بدونه .. بدون رقة حديثة .. بدون عذوبة غزله .. بدون صوته الأجش الآمر الناهي .. ابتسمت بفتور وهي تفكر في كل هذا ..

ارتعشت شفتاها حينما أردفت باقتضاب: حتما لا استطيع .. رفعت عيناها لتعاتب عيناه بحنان فابتسم بألم .. لن يفهم احد حديث عينيها الصامت سواه .. لن يتكرر ذلك مع رجل آخر أبدا .. أبدا .. تمتم ببضع كلمات لم تفهمها حتى فذهنها مشتت ولا تستطيع التركيز إطلاقا واحتضن يديها ليواسيها. دقات قلبها تزايدت وعن جموحها أعلنت .. داعب شعرها الجميل النسيم فهزت رأسها بعنف وكأنما تحاول طرد تلك الأفكار التي تحتل ذهنها مسببة لها الجنون .. حدق إليها فتجاهلت عيناه العسليتان بغضب وآثرت الرحيل فلا شي سيتغير والفراق أرخى ستائره معلنا نهاية المسرحية الجميلة التي عاشتها .. للمرة الألف يخونها لسانها فتكتفي بان تنظر إلى عيناه لآخر مره وأطالت النظر .. للمرة الأخيرة تتعانق عيناهما .. حدثت نفسها بذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير