تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فيها شبه من أمي]

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 02:13 ص]ـ

كنت صغيراً

طفلاً يحبوا

لم أبلغ

بعد السنتين

ولكن شيئاً يحدث

في البيت

أمُ في البيت

وليست أمي

فهل كان لأبي

امرأتين .. ؟

لا ......

لا ... كيف وقد ماتت أمي؟!!

أمُ في البيت

وليست أمي

كان فيها شبه من أمي

كانت تجري

عندما أبكي

تجري نحوي

وأنا لا أبكي

ولكن أبكي

كي تجري نحوي

كي تأتي عندي

كانت تحملني

فوق كتفيها

وبين يدين

ثم تضحك

تلاعبني

يا ليتك أمي

فيكِ شبه من أمي

كنت أحبو كثيراً

أحبو حبواً

مرة سريعاً

وأخرى بطيئاً

كي ألحق

بشبيهة أمي

وهي تبعد عني

و تمد نحوي

الذراعين

فأمسك بهما

كي تحملني

وتأخذني معها

لا أعرف

تذهب إلى أين؟

ولكن كانت تأخذني!!

وفي الطريق

كانت تضاحكني

وترشدني

بأن هذا دكان

وهذا حديد

وتلك أخشاب

وتعرفني على أسماء الشارع

وأجرام الكون

وتعدد لي أسماء الأشياء

كانت تعلمني

اُكتب ألفُ

اُكتب باء

اُكتب تاء

كانت تحفظني

أ

ب

ت

ث

كانت تحفظني المعوذتين

كنت أحب فيها

أشياء كثيرة

[فيها شبه من أمي]

كنت أقول في نفسي

ليتك أمي

هكذا كانت حياتي معها

عندما أخطأ يوماً

كانت تعاقبني

لا تضربني

ولكن لا تحدثني

يومين

كنت أحاول وأكلمها

وأبكي وأُعلي

من صوتي

فتهز الرأس

بأنها تفهم ما أعني

وأنها ما زالت تعاقبني

سأحدثكم الآن حديث عنها

عندما أخذتني معها

كي أتعلم

وأجلستني في مقعد

داخل فصل

وتركتني وحيداً

لكنها علمتني

ألا أبكي

عندما تكون هي بعيداً عني

علمتني ألا أبكي

عندما أجلس وحدي

أن ألهو بأشياء حولي

أو أتأمل في هذا الكون

ولكن جاءت مرة

وتركتني أمشي وحدي

إلى هذا الفصل

وغابت عني

وكانت تراقبني

وأنا لا أدرِ

وعندما وصلت الفصل

كانت قد سبقتني

تستنظرني

وقالت:

أنت الآن كبرت

ستأتي وترجع وحدك من هذا اليوم.

فشعرت بأنها ليست أمي

من هذا اليوم

فقد كانت تتركني

كثيراً وأنا أبكي

وأُعلي من صوتي

ولكن كانت تهملني

وتُعلمني

بأني صرت كبيراً

وأني أعرف

فصل غيري من فصلي

من هذا اليوم

هكذا كانت تعاملني

ولكني لا أنسَ

أبداًً عندما كنت صغيراً

عند النوم لا تتركني

كانت تجلس

وتهزني حتى أنعس

وعندما أغفو

ويطول مني النوم

كنت أصحو

وأستيقظ

أبحث حولي

فأجدها نامت جنبي

تلك هي شبيهة أمي

كانت أختي وكنا طفلين

كان فيها شبه من أمي

وكانت أكبر مني بعامين

ـ[معالي]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 08:09 ص]ـ

السلام عليكم

بارك الله فيك أستاذ حمدي

ظننتها للوهلة الأولى زوجة أبيك!

ففوجئت بأنها أختك وأنها تكبرك بعامين فقط!:)

ألا ترى معي أنه لا يمكن لطفلة في الرابعة من عمرها أن تحمل ابن العامين على كتفيها وبين يديها، وأن تفعل كل ما ذكرت؟!

نصك هذا أستاذ حمدي غنائي عذب، وفيه كثير من البراءة الجميلة!

ورغم شعوري باقترابه كثيرًا من شعر التفعيلة _كما يُسمى_ إلا أنه كان يحوم حول الحمى من غير أن يقع فيها.

أستأذنك في بيان بعض هنات لغوية، كما بدت لفهمي القاصر:

فهل كان لأبي

امرأتين .. ؟

الصواب: امرأتان.

وأنا لا أدرِ

الصواب: وأنا لا أدري.

ولكني لا أنسَ

ولكني لا أنسى.

بقي أن أقول أنني أعجبت بموضوع نصك هذا؛ فذكرى الطفولة لها في النفس وقع وفي القلب شجن!

لله ما أبهى أيامها!

حُييت.

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 01:30 ص]ـ

المشرفة الفضلى / معالي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقدر لكِ هذا المرور الكريم، وهذه الوقفة الصادقة، والإعجاب بالنص، وجهدك مشكور، ونشاطك في المنتدى فاق الآخرين، وجميع ملاحظاتك حول النص محل تقدير وإعجاب، فيكفي اقتطاعك الوقت الغالي من أجل الكتابة هنا وترك بصمتك الأدبية وآرائك التي تزيد من أهمية النص.

ولكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولا يهمش من كلماتك العذبة التي أشادت بجماليات البراءة الطفولية، والإعجاب بنص الموضوع، و ذكرى الطفولة.

فجميع قولك مردود عدا ما سبق توضيحه.

أما الاهتمام بالعروض أو التفعيلة ففي ذلك لنا الله.

والهنات اللغوية مردودة جميعها عدا الأولى منها، وإن كانت مقصودة.

فقولى (امرأتين) مسايرة للسجع، وهو خطأ نحوي واضح لا خلاف فيه ولا جدال، مهما قيل من آراء، وهذه فقط تحسب لكِ واحدة، وتسجل نقطة لصالحك.

أما بقية الهنات اللغوية فردها كالآتي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير