[الحورية الشوهاء]
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 02:04 م]ـ
[الحورية الشوهاء]
وجهٌ قمري
ظهرتْ فيه البسمة
ناصعةً
وكأنّ جمالَ (المونليزا)
يحويها
شعرٌ ذهبي
يتلألأ
مثلَ شعاع الشمس
إذا أقبل
في ذات صباحٍ وردي
ثغرٌ بسامٌ وشهي
واللؤلؤ يظهر براقا
ألِقا
كنجوم الليل
والريقُ كثلجٍ (ألبي)
عينٌ زرقاء
كزرقةِ نهر (الدانوب) الصافي
تتألق
تخلبُ ألبابَ العقلاء
بل تطلقُ سهمًا مسمومًا
من جفن السحر
تغرسه في عمق القلب
جلدٌ حساسٌ وطري
كقطعة جبن (دنماركي)
عطر فواح وزكي
يسري في النفس فيشعرها
بالنشوة والشوق العارم
كروائحِ عطرٍ (باريسي)
قدٌ ميّاسٌ وفتي
يتحركُ مثلَ الأغصان
إذا هبّ الوسمي
جيدٌ يتلألأ
كالبلورِ
إذا حطّ النورُ عليه
زينه عقدٌ ماسي
تختالُ على الخلق جميعا
تلك الحورية
بجمالٍ (أوربي)
ساحرةٌ تلك الحورية
فاتنةٌ تلك الحورية
...............
................
لكنَّ جمالَ المظهر
لن يخفي قبحَ المخبر
فالحورية:
فاسقةٌ عاهرةٌ خرقاء
تقتات ببيعِ الفسقِ على الحمقى
وتبث الحقدَ الأعمى في الأحشاء
وتخور خوارا أزعجنا
كخوار البقر (الأسباني)
تتلونُ
تلبسُ أثوابَ الحرباء
تنفث سمًا
يتغلغلُ في الأعماق
فينتجُ بغضًا أحمر
ما دافع عنها إلا فاسق
إلا ديوثٌ ومنافق
عاهرةٌ ...
ترسم بالريشة رسما
ينبئنا
عن كرهٍ غربي
كرهٍ رومي
كرهٍ أزلي
عززه تاريخٌ أسود
وحروبٌ من زمنٍ تزبد
تعلنُ عن حرب الرب
لتحررَ أرض الميلاد
من دنس العرْب
كاذبةٌ تلك الحرية
تافهةٌ تلك الحرية [/ CENTER]
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 11:34 م]ـ
ما أطيب قراءتها!، وما ألذ سماعها بصوت خير من يتمثل بالشعر!
أخي أبا الحسين مصباح إبداع أينما حللت.
ـ[غيث السماء]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 09:17 ص]ـ
ما أجملها من كلمات، نعم إنها الحرية التي تتلوى كالحرباء، كل ملمحٍ لها غربي و هو غريب عنا.
إنها الحرباء.
إبداعك كبير يا أخي
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 07:56 ص]ـ
السلام عليكم
الأستاذ المبدع أبا الحسين
أسعدني أن أجد لكم مشاركة في الفصيح؛ فمذ غادرتم ونحن نمني النفس بعودة قريبة وحضور دائم.
ظفرنا بهذه مع أني أحب الشعر الخليلي وأطرب له
وقد حظي الفصيح بقصيدتين خليليتين لكم وَشَتَا بكم عندنا!:)
مبدع وإن تنصلت _كعادتك_.
بارك الله فيك.
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 09:35 ص]ـ
أبا ذكرى أسعدني مرورك الكريم، وذكرني بعلمك المعهود أخي الحبيب.
غيثَ السماء ما أروع غيثك فقد أينع جدبي، وأحيا في النفس مشاعر ألهبتها الحقائق المرة، والازدواجية البغيضة التي يلفظها الغرب.
الأخت الفاضلة: معالي
دائما أنت المبدعة (بحكمة القادة)، وبألفاظ تحرك الساكن، وتبث في النفوس الحماس.
أختي الفاضلة:
نعم الشعر الخليلي هو الأصل، وهو الأجمل، لكن في شعر التفعيلة ـ بعضه لا كله ـ جمال وروعة، وهو ملتزم بوزن موسيقي يشعر به القارئ، وحسبنا أن الكثير من الشعراء الكبار ينظمونه، ومنهم شاعر الصحوة الدكتور العشماوي.
الذي أرى أن شعر التفعيلة عنده تتقبله النفس السليمة؛ فهو يحمل فكرا سليما، ومعانيا سامية، ووزنا ,إيقاعا معلوما.
بوركت جهودكم، وآجركم الله.