تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خاطرة تتلهف للنقد]

ـ[نون]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 06:43 ص]ـ

كان

1

بينما كان يتأمل منظر الغروب الحزين وشمسه التي أخذت تتوارى خلف قضبان الليل البهيم وكأنها تستغيث بمن يرجعها إلى علوها إلى عرشها المجيد يرى ذلك في تقسيمات وجهها ونظراتها الحزينة ,والتي لا تلبث أن تستسلم لهذا القدر المحتوم بعد أن أيقنت إنه لن ينجيها من هذا السجن احد. فيضطرب الموج لهذا الأمر اضطراباً شديداً يكاد منه البحر أن يتفجر وتتطاير أشلاه هنا وهناك , غضباً يحمل في طياته الشجب والاستنكار لهذا الحدث الجسيم, ولكنه لا يخرج هو الأخر بطائل فيكتفي بتقبيل جبينها المتأجج غضبا فتسكن قليلا.

وفي خضم تلك العاصفة التي اجتاحت المكان تظهر حركات غريبة من كائنات لطيفة بطبعها فيذهله ذلك المنظر ويستغرب متسائلا والحيرة تلفه. ما بال هذه الطيور لا تستقر في طيرانها على جهة واحدة متناسقة!!؟ أهناك من يقوم بمطاردتها؟ أم أن طيور أخرى سوف تهجم على أعشاشها فهي مسرعة بذهول إليها؟ أم أن الهواء الممتلئ بأنفاس النهاية كان ينهي أخر ما تبقى من مسرحية اليوم فهو يشتت تلك الطيور أو يريدها أن تبتعد عن ناظره على الأقل. هذا صراع مزعج وهناك صراعاً أزعجه , صراع من نوع أخر صراع بينه وبين نفسه التي توشك أن تنظم إلى هذه المظاهرة والتي لم يفرق بين الظالم والمظلوم فيه.

2

وبينما الامر كذلك .... راحت كرة من ركام الأيام والسنين تداعب رجليه المثقلة وكأنها تترجاه لكي ينظر إليها بنظرة شفقة ليس إلا .. فهي لا تريده آن يحملها بحنان أو بدافع الفضول وذلك لكي لا يكتشف مسار الساعة في أحشائها وحبو الدقائق في معدتها وانين الثواني في جهازها التنفسي هي لا تريد ذلك هي جاءت ومعها بطاقة دخول في تلك المسرحية وكان دورها قبل إسدال الستار مباشرة ولكن .. !! حدث ما لم يكن بالحسبان فلقد خرج البطل بطل المسرحية عن النص- كما سمعت ممن كان بجانبي من المشاهدين- , فأخذ الكرة وذكر اسم الله حينما تحركت في يده بعد أن رفعها, فانفلقت نصفين. حينها رمى بها على الأرض وانثنى محاولاً الهروب مما سمع ورأى سمع أصوات لم يسمع بمثلها قط صوت يشبه صراخ رجل عظيم ملك هو أو فرعون ملك تحت وطأة الم شديد وصوت يشبه أنين شيخ جليل فتى في شبابه عزيز في قومه ورأى صورة واحدة ما لبثت أن انقسمت إلى ألاف الصور مشبهة للأولى في النوع مختلفة عنها وكل على حدا في الحجم والحالية. أراد أن يفهم ما يجري ما الذي يحصل. اهو في حلم بعده يقظة أم انه برفعه تلك الكرة دخل عالماً أخر لم يعرفه من قبل ولم يعرف كيف دخله. استدار هارباً من هذا الكابوس المخيف ولكن إلى أين فالوقت قد فات فكل الأصوات المفزعة الصور المزعجة دخلت في جسمه النحيل فمزقت كل ما هو جميل ومنظم وبعثرت كل ما هو هادى ومرتب.

3

حينها علم انه قد حان زواله واقترب اندثار آماله فتذكر الشمس وصراعها على البقاء وتمرد من حولها على من حولها فأحس بقسوة الشقاء ومرارة الفناء.

فضم صوته إلى صوت نفسه ودخل في مجموعة المتعاطفين المعارضين , فهو ألان لن يناضل من اجل نفسه فاجله حال لا محالة, ولكنه تزعم المعارضة واخذ على نفسه الأيمان لينصرن المظلوم , فصاح بصوت يقطر منه الدم - صاح من اجل الشمس وسيناضل من اجل الشمس وسيكافح من اجل الشمس وسيقاتل من اجل الشمس-: ما بالك أيتها الأرض الم تمدك الشمس بالطاقة؟ .. الم تتكاتف مع الماء في بسط المساحات الخضراء .. على أطرافك؟ , الم تنفرد بصنع الهواء؟ وما الهواء .. ؟؟ الم تنشأ السحاب الثقال بأمر ربها؟؟ الم .... ؟ الم .... ؟ الم ...... ؟؟. وأنت إيه الإنسان الم يكن لك نورها المرشد في النهار؟ والقوة في العظام؟ ومصدراً للدفء في الشتاء ومجدداً للهواء كل صباح؟ فلولاها لكثرة الأمراض وتفشى الوباء. بل من هزم الأحزاب يوم الأحزاب؟ أليس قائداً من قوادها والمسمى بالريح؟ ذلك الذي شتت جمعهم وفرق وحدتهم واضعف قوتهم. فهي إذا جنديا من جنود الله عز وجل وهي نعمة هيأها ربك لك , ولك أن تتأمل في كل شيء من حولك فستجد ولابد للشمس تأثيرا عليه مباشرا أو غير مباشر فاشكر خالقها ومدبرها ومجريها إلى اجلها وجاعلها مصدرا للنور على الأرض فلولها لكنت في ظلام دامس لا يمكن العيش فيه. فاشكره تنعم أو أكفره تشقى.

هذا أخر ما قاله لهم, بعدها عاود الهدوء نفسه والمكان فاستقر على صخرة على حافة الشاطئ واضعاً رأسه بين ركبتيه مرتشفاً أخر ما بكأسه من حزن. ثم نهض وهو يبتسم فانصرفاً متمتما وهو يقول" ما أجمل أن نضحي بأنفسنا من اجل أن يعيش الآخرون حياة كريمة حرة ... انصرف باتجاه جبل ليس ببعيد عن البحر .. ولا ندري أأنصهر في ذلك الجبل أم انه حجبه عنا؟؟؟

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 12:25 م]ـ

أخي نون:

إن تصنيفك لهذا العمل بأنه (خاطرة) غير صحيح، فهو (قصة قصيرة) ومن هنا فإن عناصر تلك القصة غير كاملة، وهي بحاجة لإجراء بعض العمليات التجميلية لها، وأهم تلك العناصر، (العقدة) التي لم تكن موجودة وبالتالي أفقدت القصة عنصر التشويق، ومن ناحية أخرى فإن التركيز على التشبيه والتصوير-الذي لم يكن موفقا في كثير من الأحيان- ضيع الفكرة الأساسية، كما يوجد في القصة بعض الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية، ومع ذلك فإن مستقبلك في كتابة القصة مبشر بإذن الله، ولكن يجب عليك القراءة والإلمام بفنيات كتابة القصة، حتى تتمكن من أدواتك.

أخوك شاعر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير