تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نتيجة مسابقة (الفصيح) الأولى للإبداع الشعري.]

ـ[الغامدي]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 02:43 ص]ـ

(1)

جُنُوْحُ المَسَار

شعر\ عيسى جرابا

4\ 4\1427هـ

فَرَضَتْ عَلَيْنَا الحَالِكَاتُ حِصَارَهَا=وَذَرَتْ عَلَيْنَا السَّافِيَاتُ غُبَارَهَا

لَعِبَ الهَوَى بِالغَافِيَاتِ مِنَ النُّهَى=فَسَرَتْ تُرِيْقُ عَلَى يَدَيْهِ قَرَارَهَا

شَعَّتْ تَقَاسِيْمُ الطَّرِيْقِ وَلَمْ تَزَلْ=فِيْهَا الخُطَى تَهَبُ الجُنُوْحَ مَسَارَهَا!

اللَّيْلُ كَالأَعْمَى يَقُوْدُ وَرَاءَهُ=عُمْياً تُجَادِلُ فِي الضِّيَاءِ نَهَارَهَا!

عَتَبِي عَلَى أَهْلِ الرَّجَاحَةِ سَوَّغَتْ=بَيْنَ الوَرَى عَثَرَاتُهُمْ أَعْذَارَهَا

وَحَمَائِمُ العُتْبَى تَنُوْحُ أَسَىً وَقَدْ=أَعْطَوْا مَقَالِيْدَ الأُمُوْرِ صِغَارَهَا!

مَا لِلحَقِيْقَةِ غَيْرُ وَجْهٍ وَاحِدٍ=ضَلَّتْ إِذَا ضَرَبَتْ عَلَيْهِ خِمَارَهَا

الشَّمْسُ سَاطِعَةٌ وَكَمْ مِنْ أَرْمَدٍ=يَشْتَاقُهَا نُوْراً فَيَصْلَى نَارَهَا

فَاحَتْ خَبِيْثَاتُ الرَّوَائِحِ أَزْكَمَتْ=فِيْنَا الأُنُوْفَ وَمَنْ يَعِيْ أَخْطَارَهَا؟

المَوْجُ عَاتٍ كَالجِبَالِ وَفَوْقَهُ=سُفُنٌ حَيَارَى لَمْ تَجِدْ بَحَّارَهَا

صَرَخَتْ كَثَكْلَى أَحْرُفِي وَاسْتَعْبَرَتْ=أَسَفاً وَشَقَّتْ حُرْقَةً أَطْمَارَهَا

زَمَنٌ عَلَى جُثَثِ المَشَاعِرِ يَرْتَقِيْ=وَبِهِ المَبَادِئُ شَيَّعَتْ أَنْصَارَهَا

وَالصَّمْتُ فِي فَمِنَا بَنَى أَعْشَاشَهُ=وَالنَّرْجِسِيَّةُ أَيْقَظَتْ أَسْوَارَهَا

لُجَجٌ عَلَى لُجَجٍ تَزِيْغُ لِهَوْلِهَا=أَحْلامُنَا أَتُرَى نَخُوْضُ غِمَارَهَا؟

أَنَّى اتَّجَهْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ غَامِضٌ=تَقِفُ الحَيَاةُ إِذَا ارْتَدَتْ أَسْرَارَهَا

الوَهْمُ أَوْرَقَ وَالصَّفَاقَةُ أَيْنَعَتْ=مَنْ يَسْتَطِيْبُ ظِلالَهُ وَثِمَارَهَا؟

وَمَنَاهِجُ التَّغْرِيْبِ لَيْسَ لَهَا سَنَاً=إِنْ لَمْ تُوَشِّحْ بِالهُدَى أَفْكَارَهَا

هِيَ لُعْبَةٌ ... كَلاَّ وَلَكِنْ خَيْبَةٌ! =رَكِبَتْ فَوَارِسُهَا الأُبَاةُ حِمَارَهَا

يَا أَحْرُفِي الثَّكْلَى فَدَيْتُكِ أَحْرُفاً=تَخِذَتْ مِنَ الحَقِّ المُبِيْنِ شِعَارَهَا

كُوْنِي سِهَاماً تُمْطِرُ البَاغِي لَظَىً=وَصَوَاعِقاً هَابَ الدُّجَى أَنْوَارَهَا

هَذِيْ قَوَافِلُنَا تَسِيْرُ وَلِلخُطَى=وَقْعٌ يُمَوْسِقُ فِي الوَرَى إِصْرَارَهَا

غَصَّتْ بِمُخْتَلَفِ الصِّعَابِ طَرِيْقُهَا=فَمَضَتْ تَدُكُّ طِوَالَهَا وَقِصَارَهَا

وَالطَّامِحُوْنَ نُفُوْسُهُمْ وَثَّابَةٌ=كَالصَّافِنَاتِ إِذَا رَأَتْ مِضْمَارَهَا

وَالحُرُّ يَأْنَفُ أَنْ يَكُوْنَ لِجَوْقَةٍ=طَبْلاً أَصَمَّ وَلِلدُّمَى سِمْسَارَهَا

كَمْ أَصْغَتِ الأَرْضُ الوَلُوْدُ! وَكَمْ وَعَتْ! =وَغَداً تُحَدِّثُ جَهْرَةً أَخْبَارَهَا!

(2)

مناجاة في ليل مشمس

شعر: الطائي

افتحي لي في جدار الليل بابا=وابعثي لي منه أحلاماً عِذابا

واسكُبي في مُقْلَةِ الوَجْدِ سنًا=واكشفي عن هالة النور الحجابا

لَيْلِيَ الكَهْلُ وَئِيْدٌ خَطْوُهُ=في ظلامٍ مُجْحِفٍ شبَّ وشابا

فَانْفُضِي في عارِضَيْهِ سُدُماً=وازرعيه أَنْجُماً يرجعْ شبابا

ثُمَّ زُفِّي الشمسَ في حضرتهِ=لا تَزَالُ الشمسُ عذراءَ كَعابا

وَبَنَاتُ الصُّبْح ِوَسْنَى ضَجَراً=نَبِّهِيْهَا تَلْبَسِ الأُنْسَ ثِيابا

وتُسَامِرْكِ بِلَيْلٍ مُشْمِسٍ=حارَ فيه البدرُ فانْهَدَّ غيابا

يا لهذا الحُلْمِ ما أَعْجَبَهُ=جَمَعَ الليلَ مع الصّبحِ فَذَابا

والأمانيُّ الَّتي قد هاجَرَتْ=منذ فَجْرِ العُمْرِ واشتاقتْ إيابا

أَشْرَقَتْ مِنْ مَغْربٍ شاخَتْ بهِ=شهوةُ النُّور فأمسى يَتَصَابَى

إيهِ يا ناثرةَ الوَدْقِ على=دربيَ المغبرِّ زيديني سحابا

أمطريني أَنْسَ طعمَ الرَّمْلِ في=دميَ المسكونِ شوكاً وسرابا

أنْبِتي الفرحةَ في قلبي الّذي=مَلَّ في دنيا العذابات اغترابا

قرّبيني منك يا سارقتي=حُلُماً أبيضَ زيديني اقترابا

قرّبيني منك أَخْلَعْ رَبْقَةً=من بقايا الطين لا أغدُ تُرابا

أَتَحوَّلْ قطرةً دُرِّيَّةً=نال منها العُجْبُ فاخْتَالَتْ شِهابا

وَتَخَطَّتْ كلَّ آفاقِ المدى=وانْتَشَتْ بالنّور فانْثَالَتْ ضبابا

حقِّقي لي حُلُمي يا حُلُمي=وخذيني أَنْسَكِبْ فيك انسكابا

حرِّريني من قيودي كلِّها=وافتحي لي في جدار السجن بابا

(3)

في مدح سيدي وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

شعر: ميّ

عَطِّرْ مِدَادَكَ بسم الله يا قلمُ=واكتبْ فِداؤك ما خَطُّوا وما رسموا

وارْقُمْ على جبهةِ التاريخ قافيةً=أنا بها بين كلّ الشاعراتِ فَمُ

أَسْمِعْ صَرِيْرَكَ آفاقَ المدى جَذَلاً=وَتِهْ على الشِّعر أنت الصَّادِحُ الرَّنِمُ

عانِقْ بِحرفك هاماتِ العُلا شرفاً=بسيِّدِ الخلق مَنْ يسمو به الكَلِمُ

اللهُ يا فرحةَ الأكوانِ مُذْ بَزَغَتْ=أنوارُهُ بات ثغرُ الدَّهْرِ يَبْتَسِمُ

الحقُّ والعدلُ بعد الموت قد بُعِثا=بمبعثِ النور وانزاحت به الظُّلَمُ

مَنْ مِثْلُهُ طاهرٌ عَفٌّ وذو خُلُقٍ=مِنْ بَعْضِهِ تُسْتَقى الأخلاقُ والشِّيَمُ

الحلمُ والفضلُ من أنواره اقتُبِسا=وَمِنْ بقايا نَداهُ يَنْبُتُ الكرمُ

مَنْ حرَّر الناس من أغلالِ داهيةٍ=دهياءَ منها صروح العدل تنهدمُ

مَنْ شَجَّ بالعلم رأسَ الجهلِ فانحسمَتْ=أذيالُهُ فَهْوَ مبتورٌ ومُنْحَسِمُ

مَنْ أَصْدَقُ الناسِ قولاً غيرَ ذي هَزَلٍ=مَنْ أَفْصَحُ الناسِ لا عِيٌّ ولا فَدَمُ

أبو اليتامى ومَن ضاقت معيشتهُ=غِنَى الفقيرِ به يُسْتَبْرَأُ السَّقَمُ

مشى على الأرض قرآناً مُصَوَّرةً=آياتُهُ منهجاً أسوارُهُ حَرَمُ

للهِ تلك الوصايا البيضُ ساطعةً=تكسو القواريرَ مجداً ليس ينثلمُ

مَن مِثْلُهُ أَنْصَفَ الأنثى وأَنْزَلهَا=منازلاً دونها الأعلامُ والقِمَمُ

جناتُ عدنٍ لدى أقدامهنّ فَلا=يُلَمْنَ إنْ نالهنّ العُجْبُ والشَّمَمُ

يا سيدي هاكَ حُبًّا لا حدود لهُ=لك المحبّة في الأجواف تضطرمُ

فداؤكَ المالُ والأهلونَ كلُّهمُ=فداؤك الناس إن جلُّوا وإن عظموا

واللهِ لو رامَ كلُّ الخلقِ مَمْدَحَةً=ما أنصفوك وإن قالوا وإن زعموا

أقولها وأنوف الكفر راغمةٌ=محمّدٌ خيرُ مَنْ تمشي به قدمُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير