عذراً أبا الزهراء!!
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 06:59 م]ـ
عذرًا أبا الزهراء
جُبْتُ العظامَ من القديم المُتْلِد ِ = حتّى نزلتُ على الزمان الأنْكَد ِ
فرأيتُ بين تقدّمي وتأخّري = صوراً تظلّ من الخيال بمشهد ِ
ورأيتُ من قالوا بأنّهُمُ العظامُ = لهمْ فُضَيْلٌ في الورى لم يوجد ِ
ورأيتُهم مُتكلّفينَ بفعْلِهم = فعلمتُ أنّ الفضلَ لم يتحدّد ِ
ورأيتُ فرداً للمعالي نائلا ً = فرداً تفرّدَ بالعلا والسؤدد ِ
وأشيعَ من صغَر ٍ عليه بأنّهُ = راع ٍ أمانتهُ وصادقُ موعد ِ
بلَغَ العُلا حتّى أتتْهُ رسالة ٌ = من خالق الكون العظيم الموجد ِ
ما قالَ لسْتُ بقارئ ٍ يوماً ولا = شكتِ المفاصلُ رجْفة َ المتأوّد ِ
من ذا وريقة ُ كي يُعلّمَ أحمداً = هلا يُعلّمَ نفسهُ كي يهتدي
إنّ الرسالة َقد أنيطت بالنبيّ = فكانَ خيْرَ مُعلّم ٍومُسدّد ِ
لمْ يلمتسْ نارَ المجوس ِويعْتنقْ = دينَ النصارى لا ولم يتهوّد ِ
لم يُعْبد ِ العُزّى ولمْ يسْجُدْ لها = وإلى الحنيف السمح ِ من صغر ٍهدي
إذ ْ كانَ يخشَعُ في حراءَ تهجّداً = للّهِ فعْلَ الراهب ِ المُتهجّد ِ
ألفى الحقيقة َ نائمونَ رُعاتَها = والربّ َ ألفاهُ صُخورَ الجُلمد ِ
والناسَ ألفاهُم أوابدَ غابة ٍ = يفني ضعيفَهمُ القويّ المعتدي
والظلمَ آساداً فقالَ لها جِمِي = ونقيضَهُ شاة ًفقالَ استأسدي
فالظلمُ مزّقَ ثوبهُ بعدالة ٍ = وكسى حياة َالناس ثوبَ تَجَدّد ِ
نارُ المجوس ِ خبَتْ بنورِ جبينه ِ = وتضعْضعَ الإيوانُ يومَ المولد ِ
يومٌ بهِ ولدَ النبيّ مُحَمّدٌ = يومٌ يشُحّ ُ بمثله ِ الزمنُ الصدي
يومٌ يحاكي الشمسَ في رأد الضحى = ويرقّ حُسْناً كالحسان ِِالخُرّد ِ
يومٌ بهِ دكّت عُروشُ الملك إذ ْ = نادى المُحرّرُ يا عبيدُ تمرّدي
يومٌ بهِ ابتسمت ثُغورُ شقائق ِ = النعمان ِ إذ ْ أغْرى بها الزهرُالندي
يومٌ بهِ هزجت ملائكة ُ السما = فرحاً وحُورُ العين رهْنُ الأسعُد ِ
يومٌ يتيهُ بحُسْنهِ ودلالهِ = فكأنّهُ وجهُ النبيّ الأمرد ِ
وجْهٌ تكلّلَ بالحياء ِوإنّهُ = أربى حياءً من عذارى المعبد ِ
فتُجلّهُ إمّا تراهُ بديهة ً = في وجههِ خبرٌ لمن لم يشهد ِ
فلهُ السماءُ حياً تهاتنُ بالحيا = فيُغاثُ ملهوفٌ ويُعطى مُجتدي
ولهُ أبوهُ فُدي بمائة ِ ناقة ٍ = ولأجْله ِ اسماعيلُ في ذبْح ٍ فُدي
من كان للناس ِ الملاذ ُ من الردى = لا غَرْوَ أنْ يُفْدى بكلّ مُسوّد ِ
ولأجْلهِ غفرَ الإلهُ لآدم ٍ = ونجا الخليلُ من اللظى المتوقّد ِ
وبفُلْك ِ نوح ٍ كلّ زوج ٍ قد نجا = والحوتُ ألقى يُونساً لُقيا الردي
والحقّ أنّ الأنبياءَ جميْعَهُم = خلقوا احتفاءً بالنبيّ مُحَمّد ِ
فهو الذي في ساق ِ عرش ِ الله قد = خُط ّ اسمهُ بعدَ اسمهِ المتوحّد ِ
أنْ لا إلهَ سوايَ ربّاً واحداً = ومُحمّدٌ عبدي وخاتمُ أعبُدي
قلمي تعثّرَوالقصيدُ قد اشتكى = قد حرتُ من أيّ المحاسن ِ أبتدي
فالوجْهُ لا شمسٌ تنيرُ كحُسْنهِ = نورٌ ولكنْ ليس نورُ الفرقد ِ
والقولُ درّ ٌ والبيانُ جواهرٌ = نظمت كعقد ٍ بالجُمان ِمُنضّد ِ
والريحُ منهُ المسكُ ضاعَ عبيرهُ = ورضابهُ بُرْءٌ لمقلة ِ أرمد ِ
والكفّ بحْرٌ موجُهُ متلاطمٌ = طوراً وطوراً كالهزَبْر ِ المُلبد ِ
يعطي ويكثرُ في العطيّة ِ باسماً = فنداهُ كالبحر الخضمّ المُزبد ِ
حتمٌ إذا قبضَ الترابَ بكفّهِ = أنْ يستحيلَ للؤلؤ ٍ وزَبَرْجد ِ
وإذا يلامسُ زادَ مَأدُبة ٍ بها = للآكلينَ كفى وللمُتَزوّد ِ
وبهِ يلوذ ُ المسلمون إذا التظت = نارُ الوطيس ِ وشبّ جمْرُ الموقد ِ
ما كان قلبه بالخفوق ِ لدى الوغى = يوماً ولا يدهُ بطائشةِ اليد ِ
يرمي فيرمي اللهُ في أعدائهِ = إنْ يرْم ِ أحمدُ فالالهُ يُسَدّد ِ
يكفيه نصْراً في الحُروب مقالهُ = - واللهُ يفْعَلُ- يا ضَلالُ تَبَدّد ِ
في بدر ٍ الكبرى سقى الكفرَ المذلـ=ــــــــّة َ والهوانَ ويالهُ من مورد ِ
وكذاك في أحُدٍ ولكنْ إذ ْ عصوا = فشلوا , ومنْ يعْص ِالنبيّ يُفنّد ِ
ولقاب ِ قوسين ِالرقيّ إذا سعى = والمجدُ تحت خماصه ِ إنْ يقْعُد ِ
وتجسّدت فيه المحاسنُ كلّها = للّهِ من مُتجسِّدٍ ومُجسِّد ِ
عُذراً أبا الزهْراء ِ قلّت حيلتي = وأرى مديحي بُلغة َ المُتزوّد ِ
إنّي أراني إنْ أطلتُ مدائحي = تتقيّدُ الألفاظ ُ أيّ تَقَيّد ِ
أمشي بغيرِ هُدىً كزاجر ِ وجنة ٍ = في زجْرها يزدادُ تيْهُ الفَدْفَد ِ
لكنّ لي قلبٌ يئنّ من الجوى = يشكو إليك فجُرْحُهُ لم يُضمد ِ
وطني تقاسمهُ الأعادي أسهماً = وابنُ العراق ِ لهُ العذابُ السرمدي
وابنُ العراق ِ مُخضّبٌ بدمائه ِ = وأخوهُ من دمه ِ خضيبُ مُهنّد ِ
وإذا العراقيّونَ إمّا طائشٌ = بهواهُ , أو موجوعُ قلب ٍ مُكْمد ِ
فالحقّ أضحى باطلا ً فيما نرى = والشكّ أضحى كالحديث ِالمسند ِ
قومي نيامٌ والأعادي حولهُم = مُتيقّظونَ ولاتَ حينَ المرقد ِ
فتنبّهوا يا قومُ ليسَ ُيفيدُكم = أنْ تستبينوا الرشدَ عند ضحى الغد ِ
الجمعة
4/ 5/2004م
15 /ربيع1/ 1425هـ
¥