[عذابات الروح]
ـ[يوسف أ]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 12:17 م]ـ
[عذابات الروح]
شعر: يوسف أحمد
قد كانت القدس مرمى حلمنا فغدت=بعيدة ترتدي الأحزان والقلقا
تضج ولهى وفي الأوراد نبض أسى = يخالج الأعين الحوراء والألقا
تبكي ويصهل في أوصالها وجع=يزلزل القلب والآفاق والطرقا
كانت بتولا تعير الصبح أجنحة=وكانت الروح للأحلام منطلقا
إذ تغمر الكون تحنانا وعافية=وتنثر الحبّ في الآفاق والودقا
تستودع الحب آلاف الرجال سعوا=في حبها مستعذبين الموت والحرقا
قلوبهم بين كفيها معلقة = ونبض أرواحهم في حبها خفقا
سُدّت عليهم دروب العشق فانطلقت=أرواحهم تسكن الأحلام والشفقا
عيونهم في فضاء القدس سابحة=تلاطم الخوف والإرهاب والأرقا
تراقب الأفْق ترنو وهي والهة=لعل في عهدة الفاروق مختَرَقا
لعل في سبحات الروح معتصما=لعل في هذه الآفاق من صدقا
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 06 - 2006, 03:19 ص]ـ
بديعة بديعة أستاذ يوسف!
جميل أن ينسكب القريض بين يدي القدس، مهوى أفئدتنا وعمق جراحنا!
اعتدنا هذا الألق فدُمْ هنا.
حُييت.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[10 - 06 - 2006, 01:12 ص]ـ
غربا أشد رحال عيوني، فإلى القدس خُذوني، إلى الطور يطلُّ على القبة السرمدية، ويستهل ُّصرخة ً فدائية:
لن نتحول يا وطني المحتل
إن نحنُ نعز القدس نعز الرملة
قد كانت القدس مرمى حلمنا فغدت
بعيدة ترتدي الأحزان والقلقا
يوسفُ!
أتقولُ غدت بعيدة؟ بعد أربعين عاما من النشيج ِ، حججت بعد رجوع الحجيج.
كان يقول عجوز الهذر، قدسنا على مرمى حجر.
أما " مرمى حلمنا " فتصف فارسا من أسف، يمتشق النضال في صالة الترف.
" مرمى حلمنا " تصف حالما بالقدس تسور حائط التغني، واليد على زناد التمني.
ولكن
" مرمى حلمنا " صورة وظفها الشاعر في وصف سدنة الحلم المقدسي، بصمودهم يرمون القدس أعلام اصطبار من دموع، وأقواس انتصار من رجوع.
" ترتدي الأحزان والقلقا "
كأنما تبدل القدس أثواب الأسى، تلبس ثوب الحزن جراحا، وتلبس ثوب القلق اجتياحا.
تضج ولهى وفي الأوراد نبض أسى
يخالج الأعين الحوراء والألقا
ضجيج من الوله المقدس رحابا، وأدعية من الأسى المدثر غيابا، فيا لها من مخالجة أيتها المقدسيات، تكحل الجمال الأسير بآهة استغاثة، وغصة استجارة.
لكن " والألقا " تبحث عن مكانها في الصورة، ألق العيون أم ألق المكان؟ ألق التصبر أم ألق التجلد؟
تبكي ويصهل في أوصالها وجع
يزلزل القلب والآفاق والطرقا
كيف لا تصهل القدس نفيرا؟ وهي فرس الجهاد أخيرا أخيرا.
" يصهل في أوصالها "
تتابعُ الحروف طلاوة بابلية، وينسجمُ الجرس رنة داخلية.
ثلاثة حروف (ص، هـ، ل) تُدندن في ترتيبها إيقاعا ساحرا، وحرف القاف في " القلب والآفاق والطرقا " يتجلى نغما آسرا.
كانت بتولا تعير الصبح أجنحة
وكانت الروح للأحلام منطلقا
إذ تغمر الكون تحنانا وعافية
وتنثر الحبّ في الآفاق والودقا
لم أجد في البيتين إجادة تبرر وجودهما في القصيدة، أي أجنحة تعيرها البتول؟ وأي عافية وأي ودق؟
تستودع الحب آلاف الرجال سعوا
في حبها مستعذبين الموت والحرقا
قلوبهم بين كفيها معلقة
ونبض أرواحهم في حبها خفقا
" الحب"، " في حبها "،" في حبها " تكرار غير متقن.
سُدّت عليهم دروب العشق فانطلقت
أرواحهم تسكن الأحلام والشفقا
" دروب العشق" عشق الأحبة أم عشق التراب؟
"أرواحهم" مكررة في البيت السابق، الأحلام تتكرر في القصيدة دون مسوغ قرينة وسياقا.
"والشفقا " قد تكون جاءت من أجل عيون القافية.
عيونهم في فضاء القدس سابحة
تلاطم الخوف والإرهاب والأرقا
عادت الإجادة إلى مستواها ارتفاعا، وابتعدت عن الحشو المكرر اصطناعا
" تلاطم الخوف"
ويكأن عيون التحدي تلاطم مخرز التعدي.
" الإرهاب"
هذه الكلمة مركوبة المآرب، لستُ فيها براغب.
تراقب الأفْق ترنو وهي والهة
لعل في عهدة الفاروق مختَرَقا
لم أصل إلى المراد في " لعل في عهدة الفاروق مخترَقا"، فالعهدة العمرية نرتضي ميثاقها، ولا نرتضي اختراقها.
لعل في سبحات الروح معتصما
لعل في هذه الآفاق من صدقا
جاء الصدق على إطلاقه؛ فلم نستبن مخصوص سياقه، وقد كنت مفضلا أن ترتجي المعتصم في غير سبحات الروح، وأن يكون عنوان هذه الرائعة اليوسفية في بنيانها، عنوانا غير عنوانها.
المعتصم الذي نتمنى، ليس بنا مُعَنّى،
فلا وا معتصماه، نعم وا مؤمنيناه.
ـ[ميتاك]ــــــــ[10 - 06 - 2006, 12:02 م]ـ
رائعين يا يوسف و الجهالين
أنا بترك الهندسه و همها و أعتاد ناديكم فمرحبا بي عندكم ... و لا رزقني الله غير حبكم شئتم أم أبيتم ...
الموقع أدناه،
ميتاك و لا حول و لا قوة إلا بالله
بالله لا أحد يحاول يحلل كلامي تراه بيتعب!