[عيون الإبداع العربي]
ـ[د. أحمد أبورحاب]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 06:49 ص]ـ
سيظل نهر الإبداع العربي جارفا فياضا ..
سيظل الحانا سماوية ترددها الطيور
تعالوا نستقل قاربا سحريا ونسبح به فى نهر الإبداع .. لكيلا ننسى
برجاء المشاركة
ـ[د. أحمد أبورحاب]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 06:50 ص]ـ
المختار من غزليات
امير الشعراء
(1)
خدعوها بقولهم حسناءُ
والغوانى يغرُّهن الثناءُ
اتُراها تناست اسمىُ لمّا
كثُرت فى غرامها الأسماءُ
إن رأتنى تميل عنى , كأن لم
تكُ بينى وبينها أشياءُ
نظرةٌ , فابتسامةٌ , فسلامٌ
فكلامٌ , فموعدٌ , فلقاءُ
يوم كنا – ولا تسل كيف كنا –
نتهادى من الهوى ما نشاءُ
وعلينا من العفاف رقيبٌ
تعِبَتْ فى مِراسه الأهواءُ
جاذبتنى ثوبى العصيََّ وقالت
انتمُ الناسُ ابها الشعراءُ
فاتقوا اللهَ فى قلوبِ العذارى
فالعذارى قلوبُهن هواءُ
(2)
منك يا هاجرُ دائى
وبكفّيك دوائى
يامُنى روحى ودنيا
يَ , وسُؤْلى ورجائى
أنت ان شئت نعيمى
واذا شئت شقائى
ليس من عمرىَ يومٌ
لا ترى فيه لقائى
وكما تعلم حبّى
وكما تدرى وفائى
(3)
الوم معذّبى فألوم نفسى
فأُغضبها ويرضيها العذابُ
ولى قلبٌ بأن يهوَى يُجَازَى
ومالِكُه بأن يجنِى يُثابُ
ولو وُجد العقابُ فعلتُ لكن
نِفارُ الظبي ليس له عقابُ
(4)
رَوّعوه , فتولى مُغضَبا
أعلمتم كيف ترتاعُ الظِبا؟
خُلقت لاهيةً ناعمة
ربما روّعها مرُّ الصَبا
(5)
لا والقوامِ الذى, والأعينِ اللاتى
ماخُنتُ رب القنا والمشرفيّاتِ
ولا سلوت , ولم أهْمُمْ , ولا خطَرت
بالبال سلواكِ فى ماضٍ ولا آتِ
وخاتَم الملك للحاجات مُطّلبٌ
وثغركِ المتمنَّى كلُ حاجاتى
(6)
ان الوشاةَ وإن لم أَحصهم عددا
تعلموا الكيدَ من عينيك والفَنَدا (الكذب)
لا أخلف اللهُ ظنى فى نواظرهم
ماذا رأت بى مما يبعث الحسَدا
هم أغضبوك فراح القدُّ منثنياً
والجفنُ منكسراً والخدُّ متقدا
دع المواعيدَ انى مِتّ من ظمأٍ
وللمواعيد ماءٌ لا يبُلُّ صَدَى
تدعو , ومن لىَ أن اسعى بلا كبدٍ
فمن مُعيرىَ من هذا الورى كبدا؟
(7)
أرِقْتُ وعادتنى لذكرى أحبّتى
شجونٌ قيامٌ بالضلوع قُعودُ
لقِيت الذى لم يلقَ قلبٌ من الهوى
لك اللهُ ياقلبى. أأنت حديدُ؟
(8)
قفْ باللواحظِ عندَ حَدِّكْ
يكفيك فتنةُ نارِ خدك
واجعل لغِمدك هدنةً
إن الحوادثَ ملءُ غِمدك
(9)
مُضناك جفاهُ مرقدُهُ
وبكاهُ ورحّمَ عُوّدُهُ
حيرانُ القلبِ مُعذّبُهُ
مقروحُ الجَفنِ مُسهّدهُ
يستهوى الوُرق تأوّهه
ويُذيب الصخرَ تنهّدهُ
ويُناجى النجم ويُتعبهُ
ويُقيم الليل ويُقعدهُ
حجدت عيناك زكيّ دمى
أكذلك خدك يجحدهُ
قد عزّ شهودِى إذ رمتا
فأشرت لخدك أُشهدُهُ
وهممت بجيدك أَشركهُ
فأبى واستكبر أَصْيَدُهُ
وهززتُ قوامَك أَعطفه
فنبا , وتمنّع أملَدُهُ
سببٌ لرِضاك أُمهّده
ما بالُ الخصْر يُعقّدُهُ
(10)
وما شجانىَ إلا صوتُ ساقيةٍ
تستقبلُ الليلَ بين النوْح والعَبَرِ
لم يترك الوجد منها غير أضلعها
وغيرَ دمع كصوْب الغيثِ منهمرِِ
بخيلةٌ بمآقيها فلو سُئلتْ
جَفنا يُعينُ أخا الأشواق لم تُعرِ
(11)
ياطيرُ , بُثّ أخاك مايَجرِى
إنا كلانا موضعُ السرِّ
بى مثلُ مابك من جوىً ونوىً
أنا فى الأنام , وأنت فى القُمْرِ
ـ[د. أحمد أبورحاب]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 06:52 ص]ـ
قرطبة الغرّاء
ابن زيدون
سقى الغيث أطلالَ الأحبةِ بالحِمىَ
وحاك عليها ثوبَ وشْيٍ مُنمنما
وأطْلعَ فيها للأزاهيرِ أنجُما
فكم رفلت فيها الخرائدُ كالدُمى
إذِ العيشُ غضٌ , والزمانُ غلامُ
أهيم بجبّارٍ يَعزُّ , وأخضعُ
شذا المِسك من أردانه يتضوّعُ
إذا جئتُ اشكوهُ الجوى ليس يسمعُ
فما أنا فى شئ من الوصل اطمعُ
ولا أن يزور المقلتينِ منامُ
قضيبٌ من الرَيْحان اثمَرَ بالبدْرِ
لواحظ عينيه ملئن من السحرِ
و دِيباج خديه حكى روْنقَ الخمرِ
والفاظُه فى النطق كاللؤلؤ النثرِ
وريقتُهُ فى الإرتشاف مُدامُ
سقى جنبات القصر صوبُ الغمائمِ
وغنّى على الأغصان وُرقُ الحمائمِ
بقُرطبة الغرّاء دار الأكارمِ
بلادٌ بها شَقّ الشبابُ تمائمى
وأنجبنى قومٌ هناك كرامُ
وكم مشهدٍ عند العقيق وجسرهِ
قعدنا على حُمر النبات وصُفرهِ
وظبيٍ يُسقّينا سلافةَ خمرهِ
حكى جسدى فى السقم رقة خَصرهِ
لواحظه عند الرُنُوّ سِهامُ
فقُل لزمانٍ قد تولى نعيمُهُ
ورثّت على مرّ الليالى رسُومُهُ
وكم رق فيه بالعشيّ نسيمُهُ
ولاحت لسارى الليل فيه نجومُهُ
عليك من الصبّ المشوقِ سلامُ
ـ[د. أحمد أبورحاب]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 06:53 ص]ـ
ابو الطيّب المتنبى
بم التعلل؟
بم التعللُ .... ؟! لا أهل ولا وطنُ
ولا نديمٌ، ولا كأسٌ، ولا سكنُ
أريدُ من زمني ذا أن يبلغني
ما ليس يَبْلُغُه من نفسه الزمنُ
لا تلقَ دهرك إلا غير مكترثٍ
مادام يصحب فيه رٌوحَك البدنٌ
فما يُديم سُرورٌ ما سُرِرتَ به
ولا يرد عليك الفائت الحَزَنُ
مما أضر بأهل العشق أنهمُ
هووْا وما عَرَفوا الدنيا ولا فَطَنُوا
تفنى عُيُونُهُمُ دمعاً، وأنفسهم
في إثرِ كُلِّ قَبِيحٍ وجهُهُ حَسَنُ
تحملوا .... حَمَلَتْكُمْ كُلُّ ناجيةٍ
فكلُّ بَيْنٍ عليَّ اليومَ مؤتمنُ
ما في هوادجكم مِن مُهجتي عِوَضٌ
إن متُ شوقاً، ولا فيها لها ثمنُ
يا من نُعِيتُ على بُعْدٍ بمجلسهِ
كُلٌّ بما زعم الناعون مُرتَهَنُ
كم قد قُتِلْتُ، وكم قد مِتُ عِنْدَكُمُ
ثم انتفضت فزال القبرُ والكفنُ
¥