[نداء على جبال القدس (من ديوان أغنيات العالم والدم)]
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 09:27 ص]ـ
نداء على جبال القدس *
هناك ... على راسيات الحجرْ
جلست ... أغازل ضوء القمر
وبالقرب مني .. يصب الغدير
ويجري الشراع، ويهفو الشجر
أخا النور ... مالي أراك تئن
كأنك في رحلة ... أو ضجر
* * *
قطعت السماء مع السابحات
فأنت إمام .. وهن خفر
تعاليت. . . في مجدك المستديم
فليس يدانيك ... فيه البشر
وأمسكت. . . في قبضتيك الزمام
لتزجي إلينا ... خيوط القدر
* * *
لك الشرق والغرب. . ملك فسيح
تهيم بحبك ... بين الخضر
وتحضن تلك الربوع. . . إليك
وتجمع في راحتيك. . . الزهر.!
وتسمو. . على راسيات الجبال
منيرا. . . تداعب ماء النهر
* * *
ولكنَّ مثلي. . . أضاع الحياة
يغامر ... في كونه المستتر
نزحت من الأرض. . غض الإهاب
لأعلو هناك ... علو النسر
هناك. .. على عاليات الجبال
وفوق السهول. . . سقاها المطر
* * *
وقفت. . . لأنعي صوت الضعيف
يئن من القيد ... بين الحفر
ولا من مكان. . . يلذ الجليس
ويحلو اللقاء. . . ويصفو الكدر
سوى الروض. . فيه ترف الظلال
وفيه تموج ... صنوف الفكر
* * *
هناك. . . على راسيات الحجر
جلست أعانق. . . ضوء القمر
وبالقرب مني. . . يصب الغدير.!
كان المياه ... تناغي الوتر
وفيه تراقص. . . في ناظريّ
غصون تدلت. . . تجوب القِعر
* * *
تعانق فيه. . . بهاء الصخور
وتجمع منه. . . نفيس الدرر
وتنثر. . . فوق اللجين ورودا
تخال إليك طيورا تمر. . .!
على النهر. . . تشرب من شهده
وتغسل ريشا ... علاه الغبر
* * *
وليس هناك. .. سوى عندليب
يغنّي. .. فيطرب أهل السمر
فغنى إليّ. .. " أغاني الحياة "
وفي معبد الحب. . . يتلو السور
وأثنى بلحن ... يهز الفؤاد
وترقص معه .. نجوم السحر
وأمسكت كاسي ... وقد خلته
لرعشة حب ... خلاه الخمر
فما نلت منه ... سوى رشفة
علاها رضاب ... مليح الشذر
أما. . هل تجوز إليَّ الحياة .. ؟
إذا بت ليلي ... أنا والقمر
* * *
أقبل ثغرا ... به لؤلؤ
وخدا منيرا ... كنجم ظهر
وأجني عن الغصن. . حلو الثمار
جنيا ... تدانت عليها الصور
فمنها السفرجل ... والبرتقال
تراقص. . . فوق ثنايا الصدر
وفوق الضفائر ... يبدو إلينا
من التبر تاج. .. صنيع القدر
وعينان. . . فيها صفاء الحياة
ونور السماء ... ولج البحر
وجيد ... كجيد الغزال رقيق
ترى الماء منه. . . كسح القطر
* * *
ووجه نقي ... كسطح الجليد
إذا الشمس. . . تبدو عليه نظر
وطبع. . يجل عن الوصف حتى .. !
غدا الوصف شيئا. . . قليل الأثر
* * *
فليس لديَّ ... حياة النسور
تحلق. . . فوق دروب الوعر
وليس لديَّ. . . قداسة موسى
ولا طهر أحمد. .. بين البشر
ولكنْ لقلبي ... فوح الزهور
وطهر المياه. . . إذن .. فانتظر
* * *
سأتلو عليك. . . من الحب طرفا
تجلى عن الوصف. . . منه الشذر
رحلت هناك. . . إلى القدس يوما
لأجني ورودا. . . لنا أو. . . ثمر
هناك ... على ربوة العاشقين
غرست حنيني. . . وطول السهر
* * *
هناك ... على قمة الراسيات
جلست. . . لأنحت منها الصور
هناك. .. على صخرة الخالدين
نقشت لها ... بالبنان العبر
هناك. . . على ناصعات البياض
بنيت لها. . . من فؤادي قصر
* * *
هناك .. هناك .. إذا جئتني
سأهديك حبي. . . على بيت شعر
وأنقش منه ... لكِِ أسطرا
تخلد ذكرى ... لنا كالقمر
* * *
أما لو تجيئي. . . معي في الخيال
نهيم كطفل ... رعاه القدر
نلذ بطعم الحياة. . . ويصفو
لنا العيش يوما. . . كفى لا شهر
* * *
سنبني من الحب. . . بيتا صغيرا
ككوخ ... يلم شتات الأسر
غدا يصبح الحب. . صرحا منيفا
وتحنو عليه ... ظلال الشجر
ويكبر في ناظرينا. . . الجمال
ليكسو الجبال. . . ثياب الزهر
هناك ... يطيب لنا منهل
ونشرب منه. . . لذيذ النصر
* * *
الإسكندرية 1968 شعر د. مسعد زياد
من شعر الشباب
ـــــــــــــــــ
* ألقيت في الحفل الثقافي الذي أقامته جامعة الإسكندرية " كلية الآداب " لوفد كلية الآداب بجامعة عين شمس في عام 1968 م.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 12:58 م]ـ
أخي الدكتور مسعد:
إن (قصيدتك) فيها بعض الصور الجميلة، ولكنها في الحقيقة، لا تعد قصيدة بل هي مجموعة من الخواطر المتناثرة، التي تتحدث عن أشياء عدة، وإن كان لا بد من عدها قصيدة فيجب إصلاح الخلل الذي أعترى وزن بعض شطراتها، كما أن فيها بعض الأخطاء مثل:
1 - (وتحضن تلك الربوع. . . إليك) فالصحيح أن تحذف (إليك) لأن الفعل (حضن) يتعدى بذاته.
2 - (وتغسل ريشا ... علاه الغبر) والصحيح (الغبار).
3 - (فغنى إليّ. .. " أغاني الحياة ") والصحيح (فغن لي).
4 - (أما لو تجيئي .. معي في الخيال نهيم كطفل .. رعاه القدر) والأصح (نهيم كطفلين).
وغيرها الكثير من الملاحظات، التي أتمنى أن تعيد النظر بها، لأنك في المجمل ركزت على الصور زيادة عن الحد، مما يوحي أنها الهدف من (القصيدة) وليس المعنى، وكما تعلم يا دكتور فإن الشعر ليس صورة فحسب، بل هو إحساس بالدرجة الأولى- وهو مفقود هنا- ثم فكرة تترجمها كلمات على شكل رموز وصور.
أخوك شاعر.
¥