قد انبتَ الله فيها كُلَ مَكْرُمَةٍ
ارضُ السوادِ بها يَنْهَلُّ نَهران
فَمنبعُ دِجلتها الدهماءُ تعلمهُ
امّا الفراتُ ,, فَجنة الرحمان
قدْ صارتِ الارض سوداء كما وصفت
من فرط خضرتها تزهو كبستان
ما قطْ سُقِيتُ بشربٍ قَدْ هنِأتُ بهِ
ولا ارتويتُ كما الفرات رَواني
منْ مثلها في الحسنِ آية رَبها؟
من مثلها في الاصلِ كالنيران؟
بَقَرَتْ اصابعها التأريخِ فاتَّشَحَتْ
عُمْرَاً وَغارَ بهُوَةِ الأزْمان!!
*****
أواهُ يا وجعاً غَصَّ الفؤادُ به
كَمْ ذُقتُ منهُ الْمُّرَ كَمْ آذاني
ما انْفَكَّ يَخْنُقُني مَهلاً ويتركني
ما آثَرَ العَفوَ في حَربي لينساني
لم نَرشفُ الحلوَ مذْ كنا اصِيبِيَةً
واليوم بغداداً تهاوتْ يا لخسراني
لكِنَّ بَغْدَادَاً,,وعذراً لِصَرْفِها
ما ظامها ظيمٌ بظلم عِلاني
لكنها الاعرابُ حينَ تآمرت
ليلاً بجحرِ الغدرِ كالجرذانِ
ناشدتكم بالله ردوا تساؤلي
ماذا الَمَّ بأُمةِ القرآن
أعُجمة في الدَّم تَحنو لأهلِها؟
أمْ غدرُ عُرْبٍ اصلها غَطَفانِ
عارٌ على الأشراف دفنَ رؤوسهم
لن يستهانُ بكعبةِ الاوطان
*****
أَمْضي صديقيَ شرطَ ان تنساني
إذا ما قَضَيْتُ النَحْبَ ... بالميدانِ
لا تَدْفُنِ الجُثمانَ دَعْهُ وشَأنهُ
ما ضَّرَّ ارضا فوقها جُثماني
اياكَ تصديقُ الوشات فإنني
ما زِلتُ حياً رَغَْمَ كُلِ طِعاني
انا ناظر لَكُمو,,والحَربُ لُعبتَكمْ
وَالْكَرُ شيمتكُمْ,,والْفَرُ لِلجاني
لا تحرِموا سَمعيْ ازيزَ رِصاصَكم
اوصَوت عزفكمو على الرُمان
فأحْمَوَّمَتْ هِيَ بالوطيسِ وقد بدا
قصف الصواعق يهمسني بآذاني
وهَلاهِلُ الطَلَقاتِ تَشدوا بِالقنا
والرِمحُ ملتهب كحَّدِ سناني
وَتَلاطَمَ الفُرسانُ حتى اضْلمَت
حينَ ادْلَهَمَّ الأفقُ بالدُخّان
دعْ شمسَ بابلَ بالعراءِ تُصيبني
ابليتُ قبلها خافِقي وجِناني
مُذْ جائها المُحتلُ يَنْهَبُ إرثَها
وَعلى عليها الخائنُ الإيراني
*****
يبقى العراق وما زالت شمائله
ويشيرُ نحوهُ اِصْبعٌ ببنانِ
هِبْ,,وسألِ التأْريخَ كيفَ بَلائَنا
لَمَّا انْتَخَتْنا مَرابع الجولان
نحنُ الذين اذا جفت محابرهم
اخذوا المِداتَ وَقَطَّعُوا الشريان
نحنُ الذين اذا سارت جحافلهم
إِكْتَضَّتِ الْزَرْقاءُ بِالْعُقْبانِ
فالنصرُ يَقْرُبُ ما طالتْ ملاحِمهُ
لا بدَّ منْ نصرٍ يكونُ عِلاني
حتى وإنْ باتَ العراقُ لوحده
اللهُ ناصرُهُ على العدوان
*****
يا صاحِبَيَّ إنَ المنيةَ ديدنٌ
الله موجِبُها على الانسان
((من لم يمت بالسيف مات بغيره))
معناً رضعنا قَبْلُ بالالبان
ما هانَ دفعاً للبرِيَةِ بعضها
إلا تَهاوَتْ كَفةُ الميزان
هُوَ شَرْطُ رَبِيَ إنْ حَلَّتْ بوادرهُ
احتاجَ سُوحُ الحَربِ للفُرسان
فلو انهمْ رَكَنُوا السِلاحَ لِجانبٍ
بشِرْهُمو اَنَّ الخُطُوبَ دَواني
لَنْ تَتْرُكِ الاعْجامَ خِدْرَ نِسائِهِمْ
اوْ لَيْسَ يَعثو بِدِينِهِمْ رُوماني
*****
لمْ افْعَل الخَيرِ كَيّْ ارْجُو شَفاعَتَهُ
يَوْمَ التَنادِيَّ أوْ يَشْفَعلي إحْسانِي
عَلِمْتُ الْرَبَّ غَفَّارُ الذُّنوبِ فَلمْ
اَكْفُرْ بِحُكمهِ اوْ اُشْركْ بهِ ثاني
بانَتْ مَعِيَّتهُ في كلِ افْنِيَتِي
فَحَقَّ عَلَيَّ إخْلاصاً بإيمانِي
هُوَ يُدخل العَبْدَ جِلْباباً وَيَسْأله
ويَحْجُب الْصَوْتَ عنْ ملكٍ وانسانِ
يقولُ للعبدِ اُدنو,,هلْ فَعلتَ كذا؟
فقالَ ربِيَ لنْ يَنْفَعْنِي نُكراني
لوْ انكَرتُ ما عَمِلَتْ يَميني إذاً
شَهِدَتْ يَساريَ هَلا كَيْفَ تَنْسَاني؟؟
فقال سَتَرْتُهَا حِيْنَ الْتَهَيْتَ بِها
واليوم اغْفِرُ لا تعجبْ لغُفراني
لا تَعْجَبَنَ اذا غَفَرَ الرحيمُ لِما
شملتْ صفاتُ الاسم من إحسان
واعْجَبْ لِمَنْ تَرَكَ السميعَ لجانبٍ
وراحَ يَدعوَ منْ لا يَسمعُ الداني
بِئْسَ البِِضاعَةَ قَدْ قايَضْتَ قِيْمَتَها
بِعْتَ الْنَفِيسَةَ يا هذا بِخُسْرَان
ـ[عسلوج]ــــــــ[10 - 05 - 2006, 07:08 م]ـ
أخطأت مُسماك يا هذا , أنت أستاذ في روضة الفصيح لقد جئتنا بمعلقه وليس بقصيده هههههه ,أنا لا أحسن النقد ولا تهمني الأوزان والقوافي بقدر ما يهمني المحتوى السياسي والرسالة الأدبيه التي تصل إلى القارء وتهذب أفكاره والشعر من أجمل وسائل الخطاب وأكثرها تأثيرا,
... اللهم قِنا شرَّ من إلينا أما من علينا نقاومهُ حتى الموت! معذرة على الهذيان والسلام ..
ـ[الغامدي]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 09:24 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأحبك الله الذي أحببتنا فيه
أسلت - والله - عبراتي، ونكأت جراحي.
أخي الفاضل
لا عليك من النقاد: D أنت مبدع، لكن تحتاج إلى كثرة قراءة في الشعر. والعروض سهلٌ جداً.
يمكننا أن نتعلم العروض سوياً.
خذ هذا البريد المؤقت لتلقاني عليه مباشرةً
xx5xx5_xx5*************
أخوك
الغامدي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 10:14 م]ـ
أخطأت مُسماك يا هذا , أنت أستاذ في روضة الفصيح.
صدقت والله. وأهلاً بك في مبدعاً إن شاء الله.
¥