تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قولي (وأنا لا أدرِ) وقولي (لا أنسَ) هو قول صحيح لا خطأ فيه، حيث هما على غير القياس، حيث تم الحذف لكثرة الاستعمال.

وتفصيل ذلك فيما يأتي:

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 01:31 ص]ـ

أولاً: لا أدرِ

مِنَ ذلكَ قولهُم: لا أَدرِ ولَم يكُ ولَم أبلِ وجميعُ هذهِ إنّما حذفتْ لكثرةِ استعمالِهم إيّاها في كلامِهم، وإنّما كثر استعمالُهم لهذهِ الأَحرفِ للحاجةِ إلى معانِيها كثيراً لأَنَّ: لا أَدري أَصلٌ في الجهالاتِ ويكونُ عبارةٌ عن الزمانِ، ولَم أَبلِ مستعملةٌ فيما لا يكترثُ بهِ، وهذهِ أَحوالٌ تكثُر فيجبُ أن تكثَر الألفاظ التي يعبرُ بهنَّ عنْها، وليسَ كُلُّ ما كثر استعمالهُ حُذِفُ.

فأَصلُ لا أَدرِ: لا أَدري، وكانَ حَقُّ هذهِ الياءِ أَنْ لا تُحذفَ إلاّ لجزمٍ، فحذفتْ لكثرةِ الاستعمال، وحَقُّ لم يكُ: لم يكنْ وكانَ أَصلُ الكلمةِ قبلَ الجزمِ (يكونُ) فلمَّا دخلتْ عليها (لَم) فجزمتَها سكنتِ النونُ فالتقى ساكنانِ لأَنَّ الواوَ ساكنةٌ فحذفتِ الواوِ لإلتقاءِ الساكنينِ فوجبَ أَنْ تقولُ: لم يكنْ فلمَّا كثرَ استعمالُها وكانتِ النونُ قد تكونُ زائدةً وإعراباً في بعض المواضع شبهت هذه بها وحذفت هنا كما تحذف في غير هذا الموضع، وأَمَّا: لَم أَبل فحقهُ أَنْ تقولَ: لم أُبالِ كَما تقولُ لَم أِرامِ يَا هذَا فحُذفتِ الأَلفُ لغيرِ شيءٍ أَوجبَ ذلكَ إلاَّ ما يؤثرونَهُ مِنَ الحذفِ في بعضِ ما يكثُر استعمالُه وليسَ هذَا مما يُقاسُ عليهِ.

الأصول في النحو [جزء 3 - صفحة 343]

كقولهم لا أدر ولم أبل ولم يك وخذ وكل، وأشباه ذلك والأصل لا أدري ولم أبال ولم يكن واأخذ واأكل، فحذفوا في هذه المواضع وما أشبهها لكثرة الاستعمال.

الإنصاف في مسائل الخلاف [جزء 2 - صفحة 646]

وقد قالوا: لا أَدرِ في الوقف لأنه كثر في كلامهم، وهو شاذ كما قالوا: (لم يَكُ) شبهت النون بالياء حيث سكنت، ولا يقولون: لَم يكُ الرجلُ لأنها في موضع تحريك فيه فلم يشبه بلا أدرِ ولا تحذف الياء إلا في أَدرِ وما أَدرِ.

الأصول في النحو [جزء 2 - صفحة 383]

قيل: تلك مواضع كثر استعمالها فعرفتْ أحوالُها فجاز الحذف فيها، كما حذفت لم يك (ولم يبل) ولا أدرِ في النثر لكثرة الاستعمال ولم يقس عليها غيرها.

الخصائص [جزء 3 - صفحة 149]

بالحذف كقولك لم يك ولا أدر ولم أبَلْ

اللباب علل البناء والإعراب [جزء 1 - صفحة 222]

كما حذفوا لم يك ولا أدر ولم أبل.

سر صناعة الإعراب [جزء 1 - صفحة 334]

ما يحذف لكثرة استعماله أكثر من أن أذكره، منه قولهم: لا أدر، ولم يك، ولم أبل، وكتبوا باسم المهيمن وباسم الخلاق وباسم رب العزة، وغير ذلك مما لم يكثر استعماله.

سر صناعة الإعراب [جزء 2 - صفحة 530]

كما قالوا لم يك ولم يبل ولا أدر

سر صناعة الإعراب [جزء 2 - صفحة 547]

من الشواهد:

ولا أدر من ألقى عليه رداءه ... على أنه قد سل عن ماجد محض

الإنصاف في مسائل الخلاف [جزء 1 - صفحة 390]

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 01:32 ص]ـ

ثانياً: وما قيل لا أدرِ، قيل في لا أنسَ، ومن الشواهد:

وما أنس لا أنس يوم الفراق ... ودمعي على خده منسكب

وما أنْسَ مِ الأشياءِ لا أنْسَ مَجْلِساً ... لنا مَرّةً منها بَقْرنِ المنازلِ

وما أنس مِ الأشياء لا أنس قولها ... وفي صحن خديها وخدي أدمع

فما انْسَ مِ الأشياءِ لا أنسَ قولَها ... وأدمُعها يُذْرِينَ حَشْوَ المَكَاحِل

وما أَنْس مِ الأشياءِ لا أَنْس قولَها ... وقد قرّبتْ نِضْوي أَمِصْرَ تريد

وما أنس مِ الأشياء لا أنس قولها ... فيا حسرتا يومي ويا حسرتا غدي

وما أَنْسَ مِ الأشياءِ لا أَنْسَ شادِناً ... بمكّة مَكْحولا أسِيلاً مَدامعُهْ

وما أنس لا أنس حبيبي ذاهباً ... وصبري وأين الصبر لي معه ذهب

ما أنْسَ لا أنْسَ منها إذ تُودِّعُنا ... والحزنُ منها وإن لم تُبْدِه بادي

فما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ نَظْرتي بمكةَ أَنِّي تائفُ النَّظَراتِ

وما أنسَ مِ الأشياء لا أنسَ دمعَها ... ونظرتَها حتى يُغَيّبني القبرُ

وما أَنْسَ مِ الأشياءِ لا أَنْسَ قولَها ... وقد قَرُبتْ بُصرَى أمصرَ تُرِيدُ

فما أَنْسَ فِي الأَياّم لا أَنْس نِسْوَةً ... ببُرْقَةِ خَو والعُصورَ الخَوالِيَا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير