أيها القراء الأكارم؛ لقد حللت ربوع الفصيح وأنا أجهل أكثر ممّا أعلم، بقلمٍ معوجٍّ ولسان تعتريه الفهاهة كلَّ حين، فتناوشتني سيوف الأحبة هنا بالتقويم والتصويب حتى اعتدل قلمي فلا أكاد أجد فيه اعوجاجه الأول، واستقام لساني فما هو بالذي أعرف. فهل يُنْجِدُني أحدكم بمُحَبَّر القول حتى أستطيع أن أوفّيهم حقّهم من الشكر وأعبر عن امتناني لهم وعرفاني بفضلهم؟!
قد يُحْسِنُ أحدكم الظنّ بي فيقول إنّ الطائيَّ يتواضع. وأقول: ومن الطائيّ حتى يتواضع؟! فلا تغرّنّكم كُلَيْماتٌ استعرتُها من فرسان الفصيح ورَقَّعْتُ بها مقالتي هذه، فلو علمتم جهلي لراعكم. وعودوا - إن شئتم - إلى مقالة كتبتها في أيام خلت - سقاها الله ما كان أعذبها - أيامَ كان في الوقت بحبوحة، وفي المساءات النديّة متسع للسمر حول دوحة الفصيح الغنّاء، حينما كنت أُلْقِي دَلْوِي كلّ يوم في بئر الفصيح الفوارة فتجيئني بملئها كلّ مرة ولا تجيئني بحمأة وقليل ماء مرة واحدة. عودوا إلى تلكم المقالة لتروا كيف تَلَقَّفْتُ جبين الفصيح الطاهر بالتقبيل هاشًّا له وباشًّا في فرح طفل أقضَّ مضجعَه جهلُه ففزع إلى أستاذه. ((المقالة كانت موسومة بـ " أنا والعربية والفصيح" وهي تقبع تحت هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3210)) .
ولا أظنّ أنّ الفصيح الحبيب قد عرف تلميذًا عاقًّا مثل هذا الطائي الذي اغترف من معينه غرفات بلّت بعض صداه ثم ولّى فلم يعد يرد موارده ولا يمتاح آباره. ترى هل أحس بالارتواء والاستغناء عن ورود المناهل؟! لا والله فلا يزال يجد بين جوانحه ظمأً لا ترويه أمواه الدنيا، ولا يزال يلبس من الجهل قميصاً سابغًا يجرُّه جرًّا؛ ولكنّه ابتُلي بفقرٍ شديد في الوقت، وشحٍّ فادح في الفراغ لا يكاد معه يجد متنفّسًّا؛ فتباطأت خطواتٌ كان يغذّها غذًّا إلى حيث يحبّ أن يكون دائمًا، ثم توقّفت تلك الخطوات وفي النفس ما فيها من شوقٍ لو وزّع عليكم لوسعكم، شوق للجلوس في روضة الفصيح والتحلّق حول أساتذته وأدبائه والنّهل من معين علمهم الغزير وأدبهم الجمّ والتخلّق بأخلاقهم والتشبه بحميد خصالهم:
فتشبّهوا إن لم تكونو مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاحُ
كنت أودّ أن أسجّل في كلمتي هذه شكرًا وتقديرًا لبعض الأسماء في (جامعة الفصيح)، إلا أنني خشيت أن أنسى أحدًا فألوم نفسي، ولذلك سأقف الآن في احترام شديد مطأطأ الرأس أمام هيبة علمهم ووقار فضلهم وسأمدّ يدي مصافحًا بكلّ الحبّ أياديَ بيضاءَ ناصعة كان لها عليَّ فضل كبير طوّقتني به طوق الحمامة، وقلوبًا صافيةً نقيّة،وأرواحًا ائتلفت مع روحي وخالط حبها كلّ كياني، وسأهمس بصدق: شكرًا لكم من الأعماق أيها الأحبة، شكرًا لاإخاله كافيًّا للإفصاح عمّا أكنّ لكم من محبة في الله خالصة ومودَّة ستظلّ في فؤادي لكم ما حييت.
أُغالِبُ الآن دمعةً تكاد تفرّ من الأهداب، ووخزاتٍ من ارتعاشاتٍ بدأت تنتفض بين الضلوع، فاقبلوا مني هذا الدعاء وأمّنوا عليه:
اللهم اجزِ إخوتي وأخواتي وأساتذتي وأستاذاتي في منتدى الفصيح خير الجزاء لما يبذلونه من وقت وجهد ومال لخدمة لغة كتابك العزيز، واجزهم عن عبدك الفقير خير الجزاء واجمعهم به في مستقرّ رحمتك في مقعد صدق عند مليك مقتدر ... اللهم آمين
ولا يفوتني أن أشكر الأحبّة الذين تفضلوا بالتهنئة، وأبارك للفائزين في هذه المسابقة متمنيًا لهم جميعًا التوفيق والنجاح في أمور دينهم ودنياهم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 03:44 م]ـ
لله درك أيها الطائي. وبورك فيك وفي زميليك. ونتمنى لكم دوام التألق والإبداع. وبارك الله في جميع المبدعين الأفاضل.
ـ[أم هشام]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 09:38 م]ـ
مباااااااااااااااارك للإخوة الفاااااااااااااااااائزين
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 11:35 م]ـ
مبارك للفائزين
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 06:58 م]ـ
على رسلك ايها الطائي , ابدعت فترشحت ففزت , واحسنت الشكر والله , وكلامك اعتبره شهادة شكر وتقدير واعتزاز وفخر للفصيح عامة وللابداع خاصة
وشكرا على دعائك يا اخي
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 07:08 م]ـ
السلام
الاخت مي
نحن هنا في روضة الفصيح وحديقة الابداع , لسنا في جامعة , نحن هنا عشاقا للكلمة , باحثين عن الابداع , ويظل الابداع هو الاكاديمي الوحيد بيننا , هو الذي يصدر الاحكام لا نحن , ونظل جميعا تلامذة في روض الابداع
مع محبتي ,,,,,,,,,,
ـ[إكليل]ــــــــ[15 - 06 - 2006, 01:01 ص]ـ
لكل قصيدة بصمتها المتميزة ونفَسها الخاص وشخصيتها موحدة الملامح .. والقصيدة الأولى للأخ الشاعر عيسى .. تعود بي للعصر القديم بألفاظها الجزلة المفعمة برائحة الصحراء .. قصيدة محكمة السبك جزلة اللفظ قوية الإيقاع ..
والقصيدة الثانية للأخ الشاعر الطائي .. مشبعة بالصور الفنية التي تتدفق كالنهر، تنم عن خيال مرفرف .. إيقاعها الرملي السلس يتجاوب مع صورها وألفاظها ..
أما قصيدة الأخت الشاعرة: ميّ ... فتمتاز ببراعة الاستهلال ..
عطّر مدادك - بسم الله - يا قلمُ
ولولم يكن إلا هذا الشطر لحق لها أن تكون من بين كل الشاعرات فماً .. وتعتبر هذه القصيدة من غرر المدائح النبوية ..
هذه وجهة نظر انعكست من الانطباع الأولي للقصائد الثلاث ..
هنيئاً لجميع الفائزين ..
¥