تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[واحة الفصيح لمن أراد أن يستريح]

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 09:42 م]ـ

هذه جولة في الأدب والثقافة، ستجدون فيها متعة وتسلية، وهي موضوعات عديدة متنوعة،ومختلفة، منتقاة من كتب الأدب والثقافة في جميع المجالات والنواحي جعلتها على حلقات متتابعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحوار القصير

دار هذا الحوار بين الأحمقين (رد) و (شد)

قال رد: مَن؟

قال شد: هو.

قال رد: أين؟

قال شد: هنا.

قال رد: متى؟

قال شد: الآن.

قال رد: به.

قال شد: نعم.

قال رد: هل؟

قال شد: لا.

قال رد: لما؟

قال شد: لأنه.

وكان أحمق آخراً يدعى (هد) يستمع إلى حديثهما مستغرباً، فهو لا يفهم منهما شيئاً، ومن كلماتهما التي لا تؤدي معنى مفيداً، وكل كلمة يتحدثون بها لا تزيد عن حرفين إلا القليل، فذهب إليهما وقال لهما:

الأحمق (هد): ربما.

فقالا له بصوت واحد: حيثما.

قال الأحمق (هد): إذن!

فقالا له في صوت واحد: كيفما؟

قال الأحمق (هد): هكذا ..

وأخرج كرباجاً من جعبته وأخذ يضرب فيهما دون وعي وهو يقول: شئتما

ــــــــــــــــــــــــ

(2) كذب على الله

ذكروا أن أحد اللصوص سرق شيئا من غيره في عهد سيدنا عمر فلما حضر بين يديه سأله عمر: لماذا سرقت؟ فقال: قدر الله علي ذلك، فقال عمر: اضربوه ثلاثين سوطاً ثم اقطعوا يده. فقيل له: ولماذا الضرب؟ فقال: القطع لسرقته، والضرب لكذبه على الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) هكذا يشتكي النحاة:

عاد بعضهم نحويا فقال ما الذي تشكوه؟ قال حمى جاسية نارها حامية منها الأعضاء واهية والعظام بالية فقال له: لا شفاك الله بعافيه يا ليتها كانت القاضيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(4) قالوا في العلم

ـ قال علي: (?): أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.

ـ وقال المنتصر: لذة العفو يلحقها حمد العاقبة، ولذة التشفي يلحقها ذم الندم.

ـ وقال الحسن: إن أفضل رداء تردى به الإنسان الحلم.

ـ وقال معن بن زائدة: أحسن ما يكون العفو عمن عظم جرمه، وقل شفعاؤه، ولم يجد ناصراً.

ـ وقيل: من عادة الكريم إذا قدر غفر، وإذا رأى ذلة ستر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(5) الوالي الجديد

في صباح ذات يوم خرج (رد) وهو يرتدي جلباباً قصيراً جداً تظهر منه ركبتيه، وساقيه، وكذلك يظهر منه ذراعيه حتى كتفيه، ولا يكاد الجلباب أن يغطي إلا منطقة صدره وعورته، فرأه (شد) وقال له: ما هذا؟

قال رد: إنها الموضة يا صاحبي.

فجرى (شد) مسرعاً إلى منزله، وبعد برهة رجع إلى صاحبه وهو يرتدي جلباباً قصيراً جداً مثل الجلباب الذي يرتديه (رد). وأخذ يسيران في الطريق وكل من رأهما يضحك عليهما ضحكاً شديداً، حتى قابلا في طريقهما الأحمق (هد) وعندما رأهما قال لهما: ما هذا؟

قال رد: الموضة.

قال شد: والتوفير.

ففرح (هد) بما رأى وأنها فكرة جميلة لماذا لا يمشي نصفه عارياً، وذهب إلى بيته وعاد إليهما مسرعاً وقد ارتدى مثلهما، وأخذ يسيرون في الطريق، حتى مر من أمامهم موكب الوالي، فاستوقفهم وأمر عسكره أن يجروهم إلى قصر الحكم، وهناك دار بينهما هذا الحوار.

الوالي: أنتم خارجون عن القيم ومتهمون بالعري والمشي دون حياء أمام الناس.

قال رد: إن النساء في عهدك وعصرك يرتدين هكذا.

قال الوالي: لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء.

قال شد: نحن لسنا متشبهين بهن وإنما نساير موضة عصرهن.

قال الوالي: ألا تستحوا ونصفكم عارياً.

قال رد: إذا كانت النساء ترتدي هكذا وتمشي أمام الناس ولا تستحي أتستحي الرجال

قال الوالي: أأنتم مشيتم ونصفكم عارياً.

قال شد ورد: نعم.

قال الوالي: أمرنا بحبسكم حتى ترجعوا.

قال هد: إذن فلتأمر بحبس كل النساء التي ترتدي مثلنا، حتى يرجعن.

قال الوالي: أمرنا بحبسكم وحبس كل النساء اللائي يرتدين مثلكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير