[شرح قصيدة علي بن الجهم يمدح المتوكل للصف الثاني ثانوي]
ـ[مرام]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 11:32 م]ـ
شرح قصيدة علي بن الجهم يمدح المتوكل:-
قام أهل الأرض في رجفة يخبط فيها المقبل المدبر
في فتنة عمياء لا نارها تخبو ولا موقدها يفتر
والدين قد أشفى وأنصارها أيدي سبا موعدها المحشر
كل حنيف منهم مسلم لكفر فيه منظر منكر
إمّا قتيل .. أو أسير فلا يرثى لمن يقتل أو يؤسر
فأمر الله إمام الهدى والله من ينصرهـ ينصر
وفوّض الأمر إلى رّبه مستنصرا إذ ليس مستنصر
ونبذ الشورى إلى أهلها لم يثنه خشية ما حذّروا
وقال والألسن مقبوضة ليُبِلغْ الغائب من يحْضر
إني توكلت على الّله لا أشرك باللّه اكفر
لا أدّعي القدرة من دونه بالله حوْلي وبه أقدر
أشكره إن كنت في نعمه منه وإن أذْنبت استغفر
فليس توفيقي إلا به يعلم ما أخفي وما أظهر
فهو الذي قلدني أمره إن أنا لم أشكر فمن يشكر؟
والله لا يعبد سرا ولا مثلي على تقصيرهـ يُعذر
وجرّد الحقّ فأشجى به من كان عن أحكامه ينفر
وانفضتِ الأعداء من حوله كحُمر أنْفرها قسْور
وصاح إبليس بأصحابه حلّ بنا ما لْم نزل نحْذر
مالي وللغُرّ بني هاشم في كل دهر منهم منذر
أكلّما قلت: خبا كوكب منهم بدا لي كوكب يزهر
يا أعظم الناس على مسلم حقّا ويا أشرف من يفْخر
الرّدّة الأولى ثنى أهلها حزم أبي بكر ولم يكفروا
وهذهـ أنت تلافيتها فعاد ما قد كاد لا يذكر
قائل النص:-
علي بن الجهم بن بدر بن الجهم القرشي ولد سنة 190 هـ وبغداد مسقط رأسه
اتصل بكثير من الخلفاء مثل المعتصم والواثق والمتوكل كتب في كثير من الأغراض مثل المديح والرثاء والاستعطاف والهجاء والغزل والفخر والوصف والحكمة والأرجوزة 0
الغرض من النص:-
المديح
مناسبة النص:-
اهتم العلماء قديما وحديثا بأمر المعتزلة لبيان نشأتها وفهم أصولها فقد لقيت المعتزلة ذيوعا كبيرا لم تلقه فرقة أخرى , فقد كانت من أخطر الفرق اتلي تكونت في تاريخ الأمة الإسلامية وما كاد المتوكل يتولى الخلافة حتى أقبل الشاعر عليه إقبال الظامئ على المورد العذب وامتدحه بقصيدته الرائية التي بلغت (51) بيتا 0
البيت الأول والثاني:-
معاني المفردات:-
يخبط الخبط هو الضرب على غير اتساق واستواء
المقبل:- الآتي
تخبو:- خبأت الشيء سترته
يفتر:- سكن بعد حدة ونشاط
الشرح:-
استهل الشاعر مدحته بالثناء على المتوكل , فعندما تسلم المتوكل زمام الحكم كان الناس في غفلة من أمرهم ويذكر الشاعر موقف المتوكل من إنقاذ للأمة الإسلامية من فتنة خلق القرآن التي كادت تجعلهم شيعا وتجعل الدين أديانا والعامة من الناس يتخبطون لا يدرون أين الطريق المستقيم , فعرض الشاعر مأساة أهل السنة وما لاقوه على أيدي المعتزلة لأنهم فتنة حقيقة كأنها النار المستعرة لا يتوقف ولا يكل موقدها 0
الفكرة الجزئية:-
تصوير مشاعر أهل الأرض وماهم فيه من اضطراب قبل تولي المتوكل الخلافة بسبب الفتنة 0
البيت الثالث إلى البيت الخامس:-
المحشر:- موضع الحشر وهو المكان الذي يحشر فيه الناس يوم القيامة
حنيف:- الحنيف الصحيح الميل إلى الإسلام
منكر:- ما يقبحه الشرع أو يحرمه أو يكرهه
الشرح:-
في هذين البيتين يصف الشاعر حال أهل السنة وقد قارب الدين على الهلاك لشدة انتشار الفتنة فابتعدوا عن هذا المذهب خشية جور وبطش الخلفاء , وصور الشاعر حالهم ب أيدي سبأ كناية عن التبدد , ثم وضح الشعر موقف الواثق حيث أمر واليه وخادمه حضور العداء بين المسلمين والروم , وأمرهما أن يمتحنا أسرى المسلمين فمن قال القرآن مخلوق وأن الله لا يُرى في الآخرة فُودي به و أُعطىَ دينارا , ومن لم يقل ذلك تُرِك في أيدي الروم ولا يرق قلب لمن قُتِل أو أُسِرَ منهم 0
الفكرة الجزئية:-
وصف الشاعر لحال الدين وما قاربته على الهلاك وتبدد أهل السنة خوفا من القتل والأسر
من البيت السادس إلى التاسع:-
أمّر: صيّره أميرا
فوّض – فوض الأمر إليه
يثنه:- ثنى كف 0
الفكرة الجزئية:-
دور المتوكل في نصرة الدين بعد توليه الخلافة وذلك بالتوكل على الله ثم الأخذ بمبدأ الشورى ومؤازرة أهل السنة علانية 0
الشرح
بعد أن استفحلت هذه الفتنة بالأمة الإسلامية أمّر الله المتوكل
وولاه زمام الحكم , وقد أيده الله بنصره وقد عبر عن ذلك بآية من كتاب الله
¥