تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أجمل ما قيل في الرثاء]

ـ[الدجران]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 11:18 م]ـ

كثيرا ما نرى أو نسمع عن كتب تحمل مثل هذه المسميات [افضل ما قيل في الغزل - الرثاء - الوصف ... ] إلخ

ولكن في الحقيقه أن كثيرا منها لا تهتم بالمضمون ولا تكون شمولية وتنحو منحى آخر هدفه الربح، والدليل على صحة هذا الكلام أنها لا تحوي كثيرا من القصائد التي تعتبر الأفضل سواء كانت في المدح أو الهجاء أو الرثاء.

وإدراكاً مني لأهمية هذا الموضوع وأن كل إنسان منا يحفظ أبياتاً تعتبر من عيون الشعر في بابها أحببت أن أفتح هذا الباب ـ إن لم يكن قد فتح من قبل ـ حتى تعم الفائدة ويشارك الجميع بكل قصيدة فريدة أو حتى أبياتاً مفردة تكون مستحسنة في هذا الباب وأملي ألا ننهي هذا الموضوع بمشاركة الأدباء أعضاء الفصيح حتى نكون قد أحطنا بالقصائد الحسان في كل باب على حده.

أبدأ معكم بشاعر وداعية في العصر الحديث وهو [مصطفى السباعي] يرثي نفسه:

أهاجك الوجدُ أم شاقتك أثارُ ... كانت مغانيَ نعم الأهل والدارُ

وما لعينيكَ تبكي حرقةً وأسى ... وما لقلبك قد ضجت به النارُ

على الأحبة تبكي أم على طللٍ ... لم يبقَ فيه أحباءٌ وسمارُ

وهل من الدهر تشكو سوء عشرته ... لم يوفِ عهداً ولم يهدأ له ثارُ

هيهات يا صاحبي آسى على زمن ... ساد العبيد به واقتيدَ أحرار

أو أذرف الدمع من حبٍّ يفاركني ... أو في اللذائذ والأمالُ تنهارُ

فما سبتني قبل اليوم غانيةٌ ... ولا دعاني إلى الفحشاء فجَّارُ

أمتُّ في الله نفساً لا تطاوعني ... في المكرمات لها في الشر إضرارُ

وبعت في الله دنياً لا يسود بها ... حقٌّ ولا قادها في الحقِّ أبرارُ

وإنما حزني من صبيةٍ درجوا ... غفلٍ من الشرِّ لم توقد لهم نارُ

قد كنت أرجو زماناً أن أقودهُمُ ... للمكرماتِ فلا ظلم ولا عارُ

والآن قد سارعت دربي إلى كفنٍ ... يوما سيلبسه برٌّ وجبارُ

بالله يا صبيتي لا تهلكوا جزعاً ... على أبيكم طريق الموتِ أقدارُ

تركتم في حمى الرحمن يكلؤكم ... من يهدِهِ الله لا توبقه أوزارُ

وأنتمُ يا أهيلَ الحيِّ صبيتكم ... أمانة عندكم هل يهمل الجارُ؟

أفدي بنفسيَ أمَّاً لا يفارقها ... همٌّ وتنهارُ حزناً حين أنهارُ

فكيفَ تسكنُ بعد اليوم من شجنٍ ... يا لوعةَ الثكلِ ما في الدار ديارُ

وزوجةً منحتني كلَّ ما ملكت ... من صادق الودِّ: تحنانٌ وإيثارُ

عشنا زماناً هنيئاً من تواصلنا ... فكم يؤرقُ بعد العزِّ إدبارُ

وإخوةً جعلوني بعد فقد أبي ... أباً لآمالهم روضٌ وأزهارُ

أستودعُ الله صحبا كنت أذخرهم ... للنائباتِ لنا أنس وأسمارُ

الملتقى في جنان الخلد إن قبلت ... منا صلاةٌ وطاعاتٌ وأذكارُ

وسوف يتبع هذا الموضوع موضوعاتٍ أخر في الهجاء والغزل والوصف والمدح آمل أن نوفق في طرحها والإحاطة بها.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 10:28 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقيقة أن مثل هذه العناوين كثيرة،ومع أن الشعر أذواق فمن الطبيعي

ان تختلف هذه الأذواق، فواحد يرى في أبيات جمالاً لايراه الآخر، والعكس

صحيح. فليس هناك إجماع ولا يمكن أن يكون في مثل هذه الأمور.

ومن جهة ثانية فالرثاء أنواع،منهم من يرثي في الجهاد مثلاً كقصيدة أبي تمام والتي منها هذه الأبيات وكنت قد ذكرتها تحت إسم أقوى بيت، يقول فيها:

فتىً دهره شطران فيما ينوبه ****ففي بأسه شطرٌ وفي جوده شطرُ

فتى مات بين الطعن والضرب ميتة **** تقوم مقام النصر إن فاته النصر

ونفس تعاف العا ر حتى كأنه **** هوالكفر يوم الروع أو دونه الكفر

فأثبت في مستنقع الموت رجله **** وقال لها من تحت أخمصك الحشر

مضى طاهر الأثواب لم تبقى روضة**** غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر

سلام الله عليك وقفا فإني ****رأيت الحر الكريم ليس له عمر

وهناك قصيدة أبو العلاء المعري التي تحمل من المعاني الإنسانية العالمية الشيء الكثير حتى أن سيد قطب يصفها بالتي ليس لها نظير في هذا الباب والتي يرثي فيها فقيهاً،ويقول فيها:

غير مجد في ملتي واعتقادي=نوح باك او ترنم شاد

صاح هذه قبورنا تملأ الرح=ب فاين القبور من عهد عاد

خفف الوطء ما أظن أديم ال=أرض إلا من هذه الأجساد

سر إن اسطعت في الهواء رويداً=لااختيالاً على رفات العباد

رب لحد قد صار لحداً مراراً=ضاحك من تزاحم الأضداد

تعب كلها الحياة فما أع=جب إلا من راغب في ازدياد

إن حزناً في ساعة الموت أضعا=ف سرور في ساعة الميلاد

خلق الناس للبقاء فضلت=أمة يحسبونهم للنفاد

إنما ينقلون من دار أعما=ل إلى دار شقوة أو رشاد

واغسلاه بالدمع إن كان طهراً=وادفناه بين الحشى والفؤاد

وهناك الرثاء للموت، وللشاعرة التيمورية قصيدة رائعة من عيون قصائد الرثاء

وهي في رثاء ابنتها وهي موجودة في هذا المنتدى لمن أراد الرجوع إليها،وهكذا أخي الفاضل فالشعر والأدب يزحر بمثل هذه الأعمال التي تعد من الغنى

الموجود فيه.

مع عاطر التحيات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير