[أو بعدما ابيض القذال وشابا]
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 01:39 م]ـ
قصيدة رائعة للشاعر المرحوم السيد رضا الهندي رحمة الله تعالى عليه
أو بعدما ابيض القذال وشابا .. ــ .. أصبوا لوصل الغيد أو أتصابى
هبني صبوت فمن يعيد غوانيا .. ــ .. يحسبن بازي المشيب غرابا
قد كان يهدهن ليل شبيبتي .. ــ .. فضللن حين رأين فيه شهابا
والغيد مثل النجم يطلع في الدجى .. ــ .. فإذا تبلج ضوء صبح غابا
لا يبعدنّ وإن تغير مألف .. ــ .. بالجمع كان يؤلف الأحبابا
ولقد وقفت فما وقفن مدامعي .. ــ .. في دار زينب بل وكفن ربابا
فسجمت فيها من دموعي ديمة .. ــ .. وسجرت من حر الزفير شهابا
واحمر فيها الدمع حتى أوشكت .. ــ .. تلك المعاهد تبنت العنابا
وذكرت حين رأيتها مهجورة .. ــ .. فيها الغراب يردد التنعابا
أبيات آل محمد لما سرى .. ــ .. عنها ابن فاطمة فعدن يبابا
ونحا العراق بفتية من غالب .. ــ .. كل تراه المدرك الغلابا
صيد إذا شب الهياج وشابت .. ــ .. الأرض الدما والطفل رعبا شابا
ركزوا قناهم في صدور عداتهم .. ــ .. ولبيضهم جعلوا الرقاب قرابا
تجلو وجوههم دجى النقع الذي .. ــ .. يكسو بظلمته ذكاء نقابا
وتنادبت للذب عنهم عصبة .. ــ .. ورثوا المعالي أشيبا وشبابا
من ينتدبهم للكريهة ينتدب .. ــ .. منهم ضراغمة الأسود غضابا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم .. ــ .. ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أسد قد اتخذوا الصوارم حلية .. ــ .. وتسربلوا حلق الدروع ثيابا
تخذت عيونهم القساطل كحلها .. ــ .. واكفهم فيض النحور خضابا
يتمايلون كأنما غنى لهم .. ــ .. وقع الضبا وسقاهم أكوابا
برقت سيوفهم فامطرت الطلى .. ــ .. بدمائهم والنقع ثار سحابا
وكأنهم مستقبلون كواعبا .. ــ .. مستقبلين أسنة وكعابا
وجدوا الردى من دون آل محمد .. ــ .. عذبا وبعدهم الحياة عذابا
ودعاهم داعي القضاء وكلهم .. ــ .. ندب إذا الداعي دعاه أجابا
فهووا على عفر التراب وإنما .. ــ .. ضموا هناك الخرّد الأترابا
ونأوا عن الأعداء وارتحلوا إلى .. ــ .. دار النعيم وجاوروا الاحبابا
وتحزبت فرق الظلال على ابن من .. ــ .. في يوم بدر فرق الأحزابا
فاقام عين المجد فيهم مفردا .. ــ .. عقدت إليه سهامهم أهدابا
أحصاهم عددا وهم عدد الحصى .. ــ .. وأبادهم وهم الرمال حسابا
يومي عليهم سيفه بذبابه .. ــ .. فتراهم يتطايرون ذبابا
يدعوا ألست انا ابن بنت نبيكم .. ــ .. وملاذكم إن صرف الدهر نابا
هل جئت في دين النبي ببدعة .. ــ .. أم كنت في أحكامه مرتابا
أم لم يوص بنا النبي وأودع الـ .. ــ .. ـثقلين فيكم عترة وكتابا
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا .. ــ .. أحسابكم إن كنتم أعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه .. ــ .. إلا الأسنة والسهام جوابا
حتى إذا أسفت علوج أمية .. ــ .. أن لا ترى قلب النبي مصابا
صلت على جسم الحسين سيوفهم .. ــ .. فغدا لساجدة الضبا محرابا
ومضى لهيفا لم يجد غير القنا .. ــ .. ظلا ولا غير النقيع شرابا
ضمآن ذاب فؤاده من غلة .. ــ .. لو مست الصخر الأصم لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجردا .. ــ .. عريان تكسوه الدماء ثيابا
ترب الجبين وعين كل موحد .. ــ .. ودت لجسمك لو تكون ترابا
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا .. ــ .. يكسوه من أنواره جلبابا
يتلوا الكتاب على السنان وإنما .. ــ .. رفعوا به فوق السنان كتابا
لينح كتاب الله مما نابه .. ــ .. ولينثني الإسلام يقرع نابا
وليبك دين محمد من أمة .. ــ .. عزلوا الرؤوس وأمروا الأذنابا
هذا ابن هند وهو شر أمية .. ــ .. من آل أحمد يستذل رقابا
ويصون نسوته ويبدي زينبا .. ــ .. من خدرها وسكينة وربابا
لهفي عليها حين تأسرها العدا .. ــ .. ذللا وتركبها النياق صعابا
وتبيح نهب رحالها وتنيبها .. ــ .. عنها رحال النيب والأقتابا
سلبت مقانعها وما أبقت لها .. ــ .. حاشا المهابة والجلال حجابا