[سؤال حول هذه الأبيات]
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 01:41 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
يقول شمس أئمة المغرب الحبيب، شيخ الإسلام في زمانه، القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي، السبتي، قاضي سبتة الحبيبة، ردها الله على أهل الإسلام، من أيدي الأسبان المعتدين، علم المالكية في زمانه، المتوفى سنة 544 هـ، بمراكش الحبيبة، قاعدة الإسلام في جنوب المغرب الأقصى، بل قاعدته في الشمال الإفريقي بأسره، يقول مخاطبا حمامة مرت به، بعد أن نفاه أمير الموحدين، غلاب الدول، داهية عصره، عبد المؤمن بن علي الكومي، ابن كومية، المولود بأعمال تلمسان، من الجزائر الحبيب، نفاه إلى مدينة "داي"، ببلاد المغرب سنة 541 هـ، يقول رحمه الله:
أقمرية الأدواح بالله طارحي ******* أخا شجي بالنوح أو بغناء
فقد أرقتني من هديلك رنة ******* تهيج من شوقي ومن برحائي
لعلك مثلي يا حمام فإنني ******* غريب "بداي" قد بليت بداء
فكم من فلاة بين "داي" و"سبتة" ******* وخرق بعيد الخافقين قواء
تصفق فيه للرياح خوافق ******* كما ضعضعتني زفرة الصعداء
يذكرني سح المياه بأرضها ******* دموعا أريقت يوم بنت ورائي
ويعجبني في سهلها وحزونها ******* خمائل أشجار ترف لرائي
لعل الذي كان التفرق حكمه ******* سيجمع منا الشمل بعد تنائي
وسؤالي عن معنى البيت الأول، فألفاظه مما استشكل علي.
ومعنى: "قواء" في البيت الرابع.
وأما البيت الخامس، فما فهمته منه أن الرياح تهب بشدة في هذه المفاوز، كشدة الزفرات التي تتردد في صدره. وما ترجح لي أن الضعضعة هنا بمعنى: الإضعاف، فشدة تردد زفرات صدره مما أضعف قواه.
وهل معنى: (بنت) في البيت السادس: فارقت، من البين، أي أن سح المياه بأرض "داي" كسحه الدمع يوم أبين من "سبتة" إلى "داي".
وأخيرا: في البيت قبل الأخير، يقول بأن ما أعجبه في سهول "داي"، وحزونها، أي أماكنها الوعرة، هو خمائل الأشجار التي ترف، من الرفرفة، لرائيها، وقد استشكل علي معنى الخمائل رغم قربه من ذهني فلم أستطع التعبير عنه، فما هو معنى الخمائل بالضبط؟
أرجو التعليق على هذه الإشكالات، وأعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 10:51 م]ـ
وعليكم السلام
أخي الأستاذ مهاجر
أهلا بك هنا.
البيت الأول هكذا:
أقمرية الأدواح بالله طارحي ******* أخا شجنٍ بالنوح أو بغناء
والقمرية ( http://www.alsirhan.com/Birds/images/Turtle_Dove_3.jpg): ضرب من الحمام رمادي اللون، يعرفه أهل الصيد عندنا، وله صوت حسن. والأدواح جمع دوح، والدوح جمع دوحة، فهي جمع الجمع. والدوحة: الشجرة العظيمة كثيرة الفروع. والشجن: الهمّ الحزن. وأخو كل شيء مُلازمُه.
المطارحة مبادلة بين الحبيبينِ، فهو: بادليني النوح أو الغناء
أما القواء فهو القفر من الأرض. والخَرْق: المَفَازة الواسعة البعيدة تَنخَرقُ فيها الرِّياح.
و (بِنْتُ) فعل ماض بمعنى: فارقت. وفي ترجمة ابنه محمد له أنه خرج من سبتة وهو يبكي، والناس يودعونه وهو يقول: يغفر الله لكم.
أما الخمائل فهناك نقاش قديم عنها في الفصيح، هنا، سأحاول البحث عنه لاحقًا، إن شاء الله.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 12:05 ص]ـ
هاك:
http://www.alfaseeh.net/vb/showpost.php?p=9071&postcount=4
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 01:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الشبل الكريم، ورزقك الخلد في الجنان بصحبة سيف الله شبل بني مخزوم، خالد بن الوليد، رضي الله عنه، وخالد بن يزيد بن معاوية، رحمه الله، وهوأحد علماء عصره، وإن كان الكثير لا يعرفه، وله اهتمام بعلوم الشريعة، فضلا عن بعض العلوم الطبيعية كالكيمياء.
ومعنى "قواء" الذي ذكرته يناسب تفسير قوله تعالى: (نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين)، فالنار متاع للمسافرين في الأراضي القفر الخالية، والله أعلم
لا عدمت الخير أيها الجزيري الكريم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 05:10 م]ـ
آمين.
شكرًا لك على لُطفك ونُبلك، أخي الأستاذ الكريم مهاجر.