[فروسية مكلومة ..]
ـ[كان هنا]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 01:19 م]ـ
إهداء .. إلى الفارس المُجندلِ تحت حوافر الواقِع ...
هل غادرَ التِعْدادُ لم أتسلَّمِ تلك العريضةَ كي أُبينَ تألمُّي
سطِّر بنزفِ الدمعِ أني عازبٌ أو أعزبٌ فأنا لعزْبَةَ أنتمي
يا عاملَ التعدادِ هل من خدمةٍ لعليلِ قلبٍ واجدٍ ومتيَّمِ
إن جُلتَ بين ديارهِم فتَمثَّلِ قولَ الأديبِ وما أَتيتَ بمَغْرمِ
يا دارَ سُعدى بالجِوار تنعَّمِ وعِمي ابتهاجاً دارَها وترنَّمِ
إني ذكرتُك والديونُ تدافعتْ نحْوي وهمُّ الصَّرفِ يلوي مِعصمي
فوددتُ تقليلَ الوصالِ لأنه أزرى بمثلي دفعُه بتألمُي
ولقد علمتِ بأن قلبي عامرٌ بهواكِ يا سُعدى ولم أتكلَّمِ
لكن جيبي للخواءِ مُشرَّعٌ صِفرٌ من الدينارِ لم يتدرهمِ
تلك الفواتيرُ التي جَنْدَلتُها باتت تُناوشني بخيلٍ أدهمِ
ولقد كوى قلبي وأرهقَ حِملَه همٌّ مِن التقسيطِ يومَ تسلُّمي
يومَ الكريهةِ والنِّصالُ تُحيطني والدِّرعُ بالٍ فوقَ خيلٍ مُحْجِمِ
ورفعتُ رايةَ مُفلِسٍ فتطاولتْ أيدي المُدينِ فزادَ وضعَ تأزمي
فأخفتُه أني هجائي قاذعٌ فأجابَ هل بالشعرِ مِني تحتمي
فأثارَ زوبعةَ العِراك مُردداً خُذها مُسدَّدَةً كلونِ العَنْدَمِ
فنبا بمُديتِه فلذتُ مُهرولاً والجمعُ بين مصفِّقٍ ومُنجِّمِ
كم شامتٍ قال الغَداةَ لصُحبِه ليس الأديبُ عن الأسى بمحرَّمِ
للشامتين على الأديبِ تندُّرا إن الأديبَ على الوغى شاكٍ كمي
لكن عصراً لا يراه مُقدَّماً يُقصِيهِ قسْراً عِندَ متْجَرِ مِنشَمِ
فترى الأديبَ يئن في حالاته بعد السنامِ يخافُ وطأَ المِنسَمِ
حتى إذا ما ماتَ من إعيائِه دفنوه واستسقوا من السُحبِ الهمي
يا من يُكرِّمُ ميِّتاً في رِمسِه هل كُنت تعلمُ كم تضوَّر أو ظمي
نصبوا له التمثالَ بعد رحيلِه وكأنَّه أوصى بإجلالِ السَمِي
سيظلُ يكرَهُكم وإن هو جامدٌ ويظل يرمُقُكُم بكُلِّ تجَهُمِ
إن الأديبَ لسانُ كُلِّ حَضارةٍ أولوا اهتمَامَكُمُ بتقَديرِ الفَمِ
شتَّان من يرقى بنزفِ يراعِه أو رَكْلِ جامدةٍ أعالي السُلَّمِ
هُم توجُوه على النجومِ مَفَاخِراً وحَبَوه فيضَ الجودِ أسْمَى مَغنَمِ
إن دَحْرَجَ الكُرَةَ المُخدِّرُ صيتُها هَتَفوا وقالوا يا له مِن مَعْلَمِ
أما إذا صَدَحَ الأديبُ بفنِّه ضجِروا وقالوا إننا لم نفهمِ
ويحَ الشعوبِ إذا تقَّزم همُها واستبدلوا كَنزَ الجدودِ بذا الطَّمي
عُذراً لأسيادِ الحِجى في قبرهِم رُحماكَ ربي بالعِظامِ الرُّمَّمِ
صَاغُوا لنا مجدَ التقدُّمِ حِقبَةً واليومَ تاجُ العِلمِ عِندَ الأعجُمِ
كادَ الأفولُ بذي العقولِ يُحيطُها لتعيشَ في جَهلِ الليالي المُظلِمِ
لكِن حِفظَ الله يكلَؤنا أخي فالعِزُّ كُلُّ العِزِّ نَهْجُ المُسلِمِ
في كُلِّ عَصْرٍ زهْرةٌ ريَّانةٌ وحقُولُنا مَمْلوءةٌ بالبُرعُمِ
هيا أحبائي أنيروا درْبَهَم بهُدى الكِتابِ وبالرَّسُولِ المُلهِم
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 03:42 م]ـ
السلام عليكم
جميلة جميلة بحق!
بديع هذا السبك الجميل على طريقة فارس بني عبس!
قصيدة جمعتْ إلى روعة لغتها سموّ مضمونها المؤثر فعلا
لا أدري إن كانتْ القصيدة من مقولك أو منقولك أستاذنا الفاضل
فبهيّ حروفك في مشاركاتك السابقة _على قلّتها_ يشي بأن القصيدة من إبداع يراعك،
وحضور القصيدة الفاتنة هذه في منتدى الأدب العربي يقول إنها من منقولك!
وأيًا كان القائل، فالنص غارق في الجمال، طاغ في البهاء!
تبارك الرحمن ..
ننتظر المزيد من هذه الروائع
بارك الله فيك
ـ[كان هنا]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 01:09 م]ـ
شكرا أخي معالي ...
وأثني بالشكر على إطرائك الجميل , وشهادتك وسام أفتخر به ..
أخي الكريم .. القصيدة من سبكي ونظمي قرضتها بيتا بيتا ..
وإن قلَّت مشاركاتي .. فللمنتدى هذا فقط يطيب لي الانتماء والاستمرار ..
أشكر إطلالتك البهية .. وحروفك الندية ..
تحياتي للجميع ..