[وفاة الشاعر محمد الماغوط]
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 08:24 م]ـ
كتب هشام صلاح الدين:
غادر دنيانا الشاعر والكاتب محمد الماغوط، بعدما اثرى المكتبة العربية، بالعديد من المؤلفات الادبية والمسرحية، والتي تبقى كعلامات سواء في دنيا الادب .. او عالم المسرح.
الماغوط الذي رحل عن عمر يناهز 72 عاماً، ولد في مدينة »سَلمية« التابعة لمحافظة حماه الواقعة بوسط الجمهورية العربية السورية، والتحق بالمدرسة الزراعية للدراسة، لكن حبه للآداب، دعاه لهجر الدراسة مبكراً، ليبدأ بتثقيف نفسه ذاتياً، ومن ثم يخوض في كتابة الشعر والمقال، المسرح، والدراما التلفزيونية، حيث يعد الماغوط من رواد قصيدة النثر بالعربية، تلك القصيدة التي اثرت في الكثير من شعراء العربية، عبر طريقته الرائعة والبسيطة .. في تناول وصياغة »الشعري«.
كان الماغوط ـ رحمه الله ـ من الكتاب الساخرين واللاذعين في آن، ويتبدى ذلك من خلال مقالاته و»مسرحه« فقد نحا بموهبته الى مخاطبة »الوجدان« الجمعي العربي، محاولاً الوصول الى الانسان البسيط، دون ان »يجامل« سلطة ما .. او يداهنها.
ففي مسرحية »كاسك يا وطن« نقد الاوضاع العربية من المحيط الى الخليج، وشاركه ذلك الفنان المعروف »دريد لحام« قبل ان ينفصلا وينقطع التعاون بينهما، وابتدع محمد الماغوط كذلك شخصية »غوار الطوشة« التي اداها دريد في مسلسل تلفزيوني ونقد خلالها الاوضاع في الشام، ولا تزال اصداء مسرحيات الماغوط، تتردد في الوجدان الشعبي، حيث ان معظمها يجيء في سياق »الكوميديا« السوداء.
عاش الماغوط واقعاً شديد البؤس في بدايات حياته، الا انه بالدأب والمثابرة استطاع ان يصل الى قمة فنية / ادبية قلما بلغها الكثيرون ممن توافرت لهم معطيات الحياة المستقرة، اذ يقول عنه الناقد خليل صويلح في كتابه »كان وأخواتها« والذي يرصد لحياة الاديب الكبير: الماغوط انتسب للحزب السوري القومي الاجتماعي في صغره، ليس عن ايمان واقتناع بمبادىء الحزب، لكن لاقترابه من سكن الماغوط ليس إلا!
واكد ان العمل الحزبي الوحيد الذي قام به الماغوط هو جمعه لتبرعات للحزب الذي كان ينتمي اليه، وبدلا من توريد المبالغ النقدية الى صندوق الحزب، اشترى بها الماغوط ملابس له!.
غادر محمد الماغوط سورية الى بيروت في العام 1955 وذلك إثر حادثة اغتيال العقيد عدنان المالكي، حيث بدأت كراهيته لاجهزة الامن، وقد تناوب على كتابة زاوية صحفية مع القاص والكاتب زكريا علي في صحيفة تشرين السورية في العام 1975، وتعد زاويته الشهيرة» أليس في بلاد العجائب« الخاصة بمجلة »المستقبل« التي كانت تصدر في باريس »اسبوعيا« من اهم الزوايا التي حملت فكره وتوجهه.
المجموعة الاولى
في مجموعته الاولى »حزن في ضوء القمر« حاول الماغوط ان يرى العالم، ويستشعر بالحرية، وراح يصر إصراراً على تغيير الواقع بسلاح الشعر ومما جاء فيه:
إصرف أولادك ومرشديك
والق إلى الوصل أو إلى النار بكل ما كتبت من حواشي وانطباعات
إن أي فلاح عجوز
يروي لك في بيتين من العتابا كل تاريخ الشرق
وهو يدرّج لفَّافَتَه أمام خيمته
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف ولكنني أحب الرصيف أكثر
أحب الشهيق والزفير ورياضة الصباح
ولكنني أحب السعال والدخان أكثر.
كان الماغوط يرى ان الكتابة الساخرة هي ذروة الألم، فالإنسان الذي يكون جديا دائما هو إنسان مريض.
من أبرز أعماله»حزن في ضوء القمر، وغرفة بملايين الجدران. وغيرها ومن المسرحيات ضيعة تشرين وغربة، كاسك يا وطن وشقائق النعمان، ومن المسلسلات التلفزيونية حكايا الليل ووادي المسك، اما الافلام السينمائية فله (التقرير والحدود).
تزوج الماغوط من الشاعرة الراحلة سنية صالح وله منها ابنتان هما »شام«طبيبة، و»سلافة« التي تخرجت في كلية الفنون الجميلة.
حصل الماغوط على جائزة »العويس« الأدبية وكرمته سورية بالحصول على وشاح امية، أعلى وسام بالبلاد قبل 3 سنوات.
تاريخ النشر: الاربعاء 5/ 4/2006
المصدر: جريدة الوطن الكويتية
ـ[معالي]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم
رحمه الله وتجاوز عنه.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 10:13 ص]ـ
العجيب أن الفضائية السورية أذاعت مقابلة مسجلة مع الفقيد، قال فيها إنه لا يحمل سوى الشهادة الإعدادية، وإنه لا يتقن لغة ثانية .. وقد كان يتكلم العامية غالبا .. ومما قاله: أنا أمشي في العتمة (أو الظلام) عتمة الكلمة وعتمة الوطن و ... ثم قال تعليقا على الكلاسيك: أنا بكره عتمة القواميس .. ) فلا أدري لماذا يكره هذه العتمة من بين العتمات الأخرى؟. ولكنني أعجبت من قبل بقول قرأته له يقول فيه (أنا أكتب نصوصا، ولن أغضب إذا قيل إنني كاتب نصوص ولم يقل إني شاعر) وقد أعاد هذه العبارة في المقابلة بالعامية (لما واحد بيقول لي هذا مو شعر ما بيشكل عندي مشكلة) وهذا من أعدل ما قيل في الفصل بين خصومات الحداثيين وسواهم ..