[سؤال عن معاني بعض الشواهد الشعرية]
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 02:25 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
كثيرا ما يستشهد النحويون ببيت الفرذدق الشهير:
وما أنت بالحكم الترضى حكومته ******* ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
على مسألة: اتصال "أل الموصولة" بالفعل المضارع، فيكون معنى البيت: وما أنت بالحكم الذي ترضى حكومته.
وقد ذكر الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، رحمه الله، في تعليقه على شرح ابن عقيل، رحمه الله، أن سبب قول الفرزدق هذا البيت هو الرد على الرجل العذري الذي هجاه والأخطل ومدح جريرا في حضرة أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، رحمه الله، إذ قال:
فحيا الإله أبا حزرة ******* وأرغم أنفك يا أخطل
وجد الفرذدق أتعس به ******* ودق خياشيمه الجندل
والنحويون يستشهدون بالبيت الثاني من أبيات العذري على جواز وقوع الجملة الإنشائية، وهي هنا جملة التعجب "أتعس به"، خبرا، وهذا خلاف الأصل في جملة الخبر، التي يحسن أن تكون خبرية لا إنشائية لأن جملة الخبر حكم على المبتدأ والحكم يكون بخبر لا إنشاء.
والسؤال هو: ما معنى الجندل؟
وكذا في قول الفرزدق:
إذا باهلي تحته حنظلية ******* له ولد منها فذاك المذرع
فهو من الأبيات التي يستشهد بها النحويون على وجوب تقدير فعل محذوف قبل الاسم الواقع بعد "إذا"، فيكون التقدير: إذا كان باهلي تحته حنظلية، على تفصيل ليس هذا موضعه، والسؤال هو: ما معنى: "المذرع"، وما معنى هذا البيت، وأعتذر على الإطالة، وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 09:48 ص]ـ
السلام
أصل الجندل هو الصخر.
والمذرع كلمة تقال لولد الأم الأصيلة من الأب الخسيس،وأصل التسمية مأخوذة من الرقمتين في ذراعي البغل،لأنه اكتسبهما من جهة الحمار!
هذا مالدي، والله أعلم
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا ونسأل الله أن يعلمنا ويعلمكم
فارس العربية زيـ الخيل ـــــــــــــد
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 03:52 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أبا سارة أيها المشرف الكريم
معنى ذلك أن الفرزدق يهجو ذلك الباهلي، هذا ما فهمته.
ولي سؤال آخر أيها الجزيري الكريم
عن بيت من الأبيات التي يستشهد بها النحاة على وجوب تقدير منادى محذوف إذا وقع بعد أداة النداء فعل، وهو قول الشاعر:
ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد ******* وذات الثنايا الغر والفاحم الجعد
فتقدير الكلام: يا ذات الدماليج اسلمي ..................... ، لأن النداء من خصائص الأسماء كما قرر ذلك علماء النحو، والسؤال: ما معنى الدماليج، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 05:04 ص]ـ
قال ذو الرَّمَّة:
كأنّه دمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ ... في مَلعَبٍ من جوارِي الحيِّ مَفْصومُ
الدملج: سوار المعصم.
والله أعلم
ـ[القيصري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 05:36 ص]ـ
السلام عليكم
قال الشاعر في قصيدة يمدح بها عضد الدولة:
1 لَوَيْتُهُ دُمْلُجاً عَلى عَضُدٍ ... لِدَوْلَةٍ رُكْنُها لَهُ وَالِدْ
2 يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: يقول: لويت مدحي: اي جعلته دُمْلُجاً، وهو ما يلبس في العضد، فلما كان لقبه عضد الدولة، استعار لمدحه دملجاً، لملابسة الدملج العضد، وركن الدولة والده.
وقال أبو الطيب في قصيدة يمدح بها علي بن ابراهيم التنو خي:
2 ذِرَاعاها عَدُوَّا دُمْلُجَيْها ... يَظُنُّ ضَجِيعُهَا الزَّنْدَ الضّجِيْعا
يقول العكبري عن هذا البيت: المعنى: يقول: ذراعا هذه المرأة عَدُوَّان لدملجيها، لعظمهما وغلظهما، يكادان يقصمان الدملجين لامتلائهما، فاذا نامت عند أحد يظن ان زندها لسمنه هو الضجيع له لا هي.
وقال المتنبي في قصيدة يمدح بها أحمد بن عبد الله الأنطاكي:
3 مِنْ طاعِني ثُغَرِ الرّجالِ جآذِرٌ ... وَمِنْ الرّماحِ دَمَالجٌ وخَلاخِلُ
يقول العكبري عن هذا البيت:
الثغر جمع ثُغرة، وهي نقرة النحر التي بين الترقوتين.
والجآذر: جمع جؤذر، وهو ولد البقرة الوحشية ..
والدملج، الدُّمْلُوج: المعضد. وجمعه دمالج.
والخلخال: ما يكون من ذهب أو فضة في الساق.
والمعنى: قال أبو الفتح: نساء مثل الجآذر بحليهن يفعلن ما يفعل الطاعن بالرمح.
ورد في لسان العرب: الدَّمْلجة: تسوية الشيء كما يدملج السِّوار.
والدملج والدملوج: المعضد من الحلي.
لقد اشار شاعرنا في أبياته الثلاثة السابقة الى الدملج، وهو من أدوات الزينة والحلي التي تلبس في العضد ويسمى المعضد، وقد يكون الدملج من اي معدن ذا قيمة، او غير ذلك، وأكثر ما تستعمله النساء.
شكرا
القيصري
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 03:29 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 03:53 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وكثيرا ما يستشهد النحاة في باب "سنين"، بقول جرير رحمه الله:
أرى مر السنين أخذن مني ******* كما أخذ السرار من الهلال
بكسر "السنين"، يستشهدون بذلك على إعراب "سنين" بالحركات فتكون من باب "حين"، لأنه كسر نونها باعتبارها مضافا إليه مجرورا، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، في رواية، فنصب "سنين"، الأولى على أنها مفعول ثان للفعل "اجعل" وعلامة نصبها الفتحة، وجر "سنين" الثانية بالكاف الدالة على التشبيه، وعلامة جرها الكسرة، وأبقى النون فيها، رغم إضافتها، ولو كانت ملحقة بجمع المذكر السالم لحذف النون عند الإضافة فيكون السياق: كسني يوسف، والله أعلم.
وسؤالي عن معنى "السرار"، أي منزلة من منازل القمر هو؟، ومن كان عنده فضل علم عن منازل القمر، كالمحاق ونحوه فليتفضل علي وعلى إخواني بشرحها مع الاستشهاد لها إن وجد في الباب شاهد، وجزاكم الله خيرا.