هيْنماتٍ رَتَّلوها في دَعَة
كغبارٍ خَلَّفَتْه الزوبعة
أنت تدري أنهم كالإمعة
فَلِمَ التسآلُ هذا؟ أنا أدري
سوف تدري
تُكْثِرُ التَّسْآلَ هلْ تَبغي جَوابا؟
أمْ بحقٍّ أنتَ ترتادُ الصوابا؟
أمْ هو التشكيكُ أسلوباً معابا؟
يُقْلِقُ المَرْءَ فيزدادُ اضطرابا
إن في الزهرِ رحيقاً مُستطابا
فاسألِ النحلَ لِمَنْ تَجني الرُّضابا
إن في الكونِ لذي اللبِّ كِتابا
آيةً بَيِّنَةً مِنْ سِفْرِ عُمري
أفتدري؟
عاقلٌ يَسألُ غيرَ العاقلِ
ما سيلقى عالمٌ من جاهلِ؟
إنه عَيْبٌ كَشِقٍّ مائلِ
ليس في المسؤولِ عيبُ السائلِ
ما تَساوَى أكثمُ مع باقلِ
ذاك حَقٌّ زاهِقٌ للباطلِ
لَوْ وَعَى الطيرُ شِباكَ الحابلِ
مادنا منها ولكنْ ليس يدري
أفتدري؟
وسؤالٌ دونَهُ أَلْفُ سؤالْ
وافتراضاتُ حِوارٍ وجِدالْ
صُغْتَها مِنْ بينِ طَيَّاتِ المُحالْ
إنَّه الإنكارُ والداءُ العُضالْ
مِنْ نُفوسٍ مُفْعَماتٍ بالضلالْ
مُسْبَقاً هَيَّأْتَهُ مِنْ حيثُ تدري
(لست أدري) سوف تدري
لا دريت
المَعَرّي قالَ: ميلادي جِناية
هَرْطَقَاتٌ وضَلالٌ وغِواية
قَصَصُ الماضينَ مَوثوقُ الرِّواية
وكتابُ الكونِ فيه ألفُ آية
إنني أحكي كلاماً عن دِراية
إنَّ للخلقِ وللكونِ بِداية
فَحَقيقُ أنَّ للكلِّ نِهاية
أفتدري؟ لست تدري
لا دريت
أعْمِلِ العقلَ وفَكِّرْ في الوجودْ
تَجِدِ الكونَ تَناهَى بِحُدودْ
أرضًنا دَوْرَتُها ضِمْنَ قُيودْ
أنتَ والناسُ على هذا شُهودْ
وفَناءٌ وبَقاءٌ وخُلودْ
عَبَثاً أمْ صُدفةٌ، أمْ جُحودْ؟
أمْ قوانينُ، ومَنْ قَنَّنَها؟
أإلى الله أم الكونِ تُعودْ؟
أنا أدري
كنتَ ثُعباناً تَلَوَّى زاحِفَا
أو كخلدِ الأرضِ وَلّى خائفا
أو كبعضِ الطيرِ يغفو واقفا
حِكْتَ من حولِكَ جواً عاصِفا
لم تكنْ يوماً لذنبٍ آسفا
تُطْلقُ القوللَ مُعمًّى زائفا
هل حَسِبْتَ الشكَّ ظِلاًّ وارِفا
لستُ أدري هي تعني لستُ أدري
في رحابِ الأرضِ لا فوقَ الغمامْ
أَفَتدري أَنْ ستمشي للأمامْ
لِمَ لا تُبصرُ ليلاً في الظلامْ؟
لِمَ لا تمشي مَقُوداً بِزِمامْ
تُهْتَ ما بين مُباحٍ وحَرامْ
مثلما عن بيضِهِ تاهَ النعامْ
ثَمَّ: إبصارٌ، فَمَشْيٌ بِنِظامْ
أعْتِسافٌ تَمَّ هذا أمْ بِقَدْرِ؟
لست تدري
لو تأمَّلْتَ نسيجَ العنكبوتْ
بنظامٍ يَبْتَني أَوْهَى البيوتْ
أين هذا من شُموخِ المَلَكُوتْ؟
لو تَعَقَّلْتَ لآثَرْتَ السكوتْ
سوف تدري وترى يومَ تموتْ
ثَمَّ هَوْلاً لا تُدانيه النُّعوتْ
أتظنَّنَ بأنْ سوف تَفُوتْ
من شُواظٍ يُنْضِجُ الجلدَ ويَفْرِي؟
سوف تدري
إنّه الكونُ فسيحٌ وجميلْ
نظراتٌ في شروقٍ وأصيلْ
وورودٌ وشرابٌ سَلْسَبيلْ
وجبالٌ شامخاتٌ وسهولْ
ومياهٌ جارياتٌ وحُقولْ
رحلةُ العُمْرِ تَنَاهَتْ بالرحيلْ
لو وضعْنا نملةً في إسْتِ فيلْ
أنتَ تجري، وَهْيَ تجري
أفتدري؟
إنَّني أدري وأدري كيفَ أدري
إنّني أملِكُ من شأني وأَمْري
إنّني أفهمُ ما في الكونِ يَجْري
في حدودٍ ضمنَ تفكيري وقَدْري
وسُلوكي باختياري لا بِقَسْرِ
غايتي إرضاءُ مَنْ قَدْ شَدَّ أسْرِي
شرعُ رّبي فيه إصِلاحي وخَيْري
ليس شيءٌ في الدُّنا يُسْمَى طلاسمْ
سوف تدري
إنَّ في العقربِ والأفعى سُموما
إنَّ في النحلةِ ما يَشفي السقيما
إنَّ في الناس كريماً وحليما
إنَّ فيهم خاسئاً وغْداً لئيما
إنَّ في الجنّة خيراً ونعيما
إنَّ في النار عذاباً وَسموما
جمِّعَت أضدادها جمعاً حكيماً
فاتركِ العام لمَنْ يدري ويدري
سوف تدري
إنَّ للحسن وللقبحِ قياسا
ليسَ ذاتُ الفعلِ – فتتعلم أساسا
لا ولا العقلُ ولو جَلّى مِراسا
إنّ للعقلِ ارتقاءً وَارْتِكاسا
للكلامِ الفصل فَلْنبْغِ التماسا
فهو شرعُ الله لا يُؤْتى مساسا
فاجْعَلِ الفهمَ مع التَّقوى لِباسا
والْزَم الجِدَّ وَنَقِّبْ فستدري
أنا أدري
إنَّ في الديرِ عقولاً خَرِبَة
في ابتهالٍ يعبُدون الخَشَبَة
يغفرونَ الذنبَ عن ذي مَقْرَبَة
أهُمو قدّيسونَ أم هم كَذَبة؟
كلّهم يبغي يُقوّي مذهَبَه
ويقضي في سكون مَأرَبَه
كلُّ أنثى بأبيها مُعْجَبَه
فلِمَ استغربْت؟ هَلْ من لست أدري
يسألُ السائلُ عن أمرٍ عُضالْ
ويناجي نفسه قبلَ السؤالْ
(لست أدري) ضاعَفََتْ منك الخَبالْ
أو ردتْ أمثالَكُم ورد الضلالْ
أنتَ لا تثبتُ في ساحِ القتالْ
لو تفحّمت حيازيَم الرجالْ
وجبانٌ ليس يَقْوَى في النزالْ
هاربٌ مختبىءٌ في لست أدري
سوف تدري
ـ[عبدالرحيم المسلم]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 03:53 ص]ـ
إيليا أبو ماضي لا يعلم من أين جاء، فهو جاهل ولكننا معشر المسلمين نعلم البداية والنهاية، أليس كذلك؟ وعلى هذا أقول:
جئت، قد أعلم من أين، وإني قد أتيت
ولدار الخلد أرجو .......... إن سعيتُ
ليس للشيطان حظٌّ ........ قد أبَيْتُ
وسأبقى للهدى .. روحي لربي قد شرَيْتُ
هل دريْتُ الحقَّ؟ ...... طبعاً
أنا أدري
فما رأي إخواني الشعراء ومحبي الشعر أن يكتبوا معي ملحمة الحق؟
سوف ندري ......
انت رجل جميل
¥