وجناتها أذنت بالرحيل لحورية الغرب وجه جميل سماؤك فيها جمال القمر على العين والقلب كن ذا حذر - ويقصد بحورية الغرب هنا قرطبة-,وزار جامع قرطبة وقال فيه:
أيا جامعًا فيك جمع القلوب نسيمك عذب رقيق الهبوب أنا المؤمن الحق فيمن كفر أيًا جامعي خصني بالنظر وإيمانه زاد دومًا وزاد لكم حسن شوقًا لرب العباد. ونادى بضرورة انفصال المسلمين عن الهندوس وتأسيس دوله اسلامية تحمل اسم باكستان, و تعني الدولة النقية.
وفي 21 من إبريل 1938 وفي تمام الساعة الخامسة صباحًا فاضت روح إقبال إلى بارئها.
اعماله:
ترك شعرًا رائعأ ومحاضرات جُمعت في كتاب اسمه" تجديد الفكرالديني في الاسلام" والذي ظهرت فيه بعض انحرافاته في الاسلام, ومن اعماله: رسالة المشرق, زبور العجم, والآن ماذا ينبغي ان تفعل يا امم الشرق, والفتوحات الحجازية.
انحرافاته:
لقد كان لدراسته بكلية اللاهوت , جامعة كامبردج واستاذه الاثر في انحرافات تفكيره فقد كان كتابه (تجديد التفكير الديني في الإسلام) والكتاب في الأصل كتاب فلسفي، وهو محاولة -كما يقول عنه مؤلفه- لإعادة بناء الفلسفة الإسلامية بناءً جديدًا، آخذًا بعين الاعتبار المأثور من فلسفلة الإسلام، إلى جانب ما جرى على المعرفة الإنسانية من تطور في نواحيها المختلفة.
إنه يرى أن القرآن هو الأصل للشريعة الإسلامية، وليس مِنْ شك في أن القرآن يقرر بعض المبادئ والأحكام العامة في التشريع، ولكن القرآن ليس مدونة في قانون، فغرضه الأساسي هو أن يبعث في نفس الإنسان أسمى مراتب الشعور بما بينه وبين الله، وبينه وبين الكون مِنْ صلات. على أن الأمر الجدير بالملاحظة في هذا الصدد هو أن القرآن يعتبر الكون متغيرًا، ومن الواضح أن القرآن بما له من هذه النظرة لا يمكن أن يكون خَصْمًا للتطور، وأن المبادئ التشريعية في القرآن رَحْبَة واسعة وأبعد ما تكون عن سد الطريق على التفكير الإنساني والنشاط التشريعي، وأن الرعيل الأول من الفقهاء اعتمدوا على هذه المبادئ، واستنبطوا عددًا من النظم التشريعية، على أن مذاهبهم مع إحاطتها وشمولها ليست إلا تفسيرات فردية، وهم لم يزعموا أبدًا أن تفسيرهم للأمور واستنباطهم للأحكام هو آخر كلمة تقال فيها. وبما أن الأحوال قد تغيرت والعالم الإسلامي يتأثر اليوم بما يواجهه من قوى جديدة، فالرأي عنده «أن ما ينادي به الجيل الحاضر من أحرار الفكر في الإسلام من تفسير أصول المبادئ التشريعية تفسيرًا جديدًا، على ضوء تجاربهم، وعلى هدي ما تقلب على حياة العصر من أحوال متغايرة هو رأي له ما يسوغه كل التسويغ.
ثم يتعرض إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والتي هي الأصل الثاني العظيم للشريعة، وينقل رأي المستشرق (جولد زيهر) بأن إخضاع الأحاديث للفحص الدقيق على ضوء القوانين المستحدثة في النقد التاريخي يظهر أنها في جملتها لا يوثق بصحتها.
والإجماع عند إقبال -الذي هو الأصل الثالث من أصول التشريع الإسلامي- قد يكون من أهم الأفكار التشريعية في الإسلام، وهو يرى ضرورة انتقال حق الاجتهاد من الأفراد إلى هيئة تشريعية إسلامية؛ لأن ذلك هو الشكل الوحيد الذي يمكن أن يتخذه الإجماع في الأزمنة الحديثة؛ لأن هذا الانتقال يكفل للمناقشات التشريعية الإفادة من آراء قوم من غير رجال الدين ممن يكون لهم بصر نافذ في شؤون الحياة. وهو يتوقع لمثل هذه الهيئة التشريعية أن تخطئ خطأ فاحشًا في تفسير الشريعة؛ لأنها قد تتآلف من رجال ليست لهم دراية بوقائع التشريع الإسلامي، ولكنه يستبعد أن يكون الحل تأليف لجنة دينية مستقلة، تكون لها سلطة الرقابة، ويرى أن العلاج الوحيد الناجع للتقليل من قوى الأخطاء في التأويل هو إصلاح نظام التعليم القانوني وتوسيع مداه.
ثم يتساءل عن إجماع الصحابة، وهل إذا انعقد إجماعهم على أمر ما يكون ملزمًا للأجيال التي بعدهم؟ ويخلص إلى أن القول الجريء في ذلك هو أن الأجيال اللاحقة ليست ملزمة بإجماع الصحابة.
والأصل الرابع من أصول الفقه هو (القياس)، ويرى إقبال أن القياس كان في الأصل ستارًا يتوارى خلفه الرأي الشخصي للمجتهد، وأن النقد الدقيق الذي وجِّه لمبدأ القياس أن يهدف إلى كبح الميل إلى إيثار النظر المجرد، والفكرة التي تدور في العقل على الأمر الواقع، على أن المنتقدين أنفسهم وقعوا في خطأ آخر، وهو أنهم -ورغم إدراكهم ما للواقع من شأن- جعلوه ثابتًا إلى الأبد، وقصروا نظرهم على (السباقات) التي وقعت بالفعل في أيام النبي وصحابته، ثم يدعو إلى إحسان فهم وتطبيق مبدأ القياس، وهو أنه حق طليق في حدود النصوص الملزمة.
وينظر الى الامور الدينية نظرة عصرانيه فقال في امر آدم: وهكذا نرى أن قصة هبوط آدم كما جاءت في القرآن لا صلة لها بظهور الإنسان الأول على هذا الكوكب، وإنما أريد بها -بالأحرى- بيان ارتقاء الإنسان من الشهوة الغريزية إلى الشعور بأن له نفسًا حُرَّة قادرة على الشك والعصيان.
ويقول عن الجنة والنار:
«أما الجنة والنار فهما حالتان لا مكانان، ووصفهما في القرآن تصوير حسي لأمر نفساني؛ أي لصفة أو حال".
وفي كتابه أسرار النفس، وهو كتاب كتب أصلاً في الفارسية، يقول اقبال ان العالم نشأ في النفس المطلقة (الله) وان استمرار حياة الأفراد تتوقف على هذه النفس. ويعبر عن رأيه ان الحياة تنشأ عن وجود الرغبات واخراج هذهالرغبات الى حيز الوجود.