ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 04:57 م]ـ
فتح الله عليك يا أستاذ سليم .. إن الهدف النهائي للحداثة هو بالضبط ما ذكرته في السطرين الأخيرين من مداخلتك .. شاهد لأدونيس .. وتعقيبك عليه .. فهنا مربط الفرس ..
ـ[وردة الحزن]ــــــــ[28 - 03 - 2006, 03:41 م]ـ
لا يمكننا أن نعتبر الحداثة معول هدم بهذه البساطة، ففي ذلك تسخيف لكل التراث العربي المبدع الذي كان يعثبر حداثة و تحديثا آنذاك.
الحداثة فعل انساني وحضاري لا يمكن نفيه. ان نهر الزمن يجري الى الأمام وليس الى الوراء. أليست الحضارة الاسلامية حداثة قامت لتنهي تخلف الجاهلية وأوثانها؟
لا يستطيع فرد ولا شعب من الشعوب أن يقاوم تيار الصيرورة الحتمية.
والوجود الانساني لا يستمر بدون ثقافة متجددة تبني ولا تهدم، تزرع ولا تقطع.
والحداثة العلمية اليوم هي وجه حتمي للحداثة الفكرية التي لولاها لما كنا الآن خلف هذه الشاشة نتحاور بمنتهى الحضارة وبأدوات حديثة ومختلفة تماما عن أدوات أجدانا المستنيرين.
فات الأوان على طرح السؤال حول وجود الحداثة أم لا؟
والسؤال الأجدى هو:
كيف نتعاطى مع الحداثة للحفاظ على خصوصيتنا العربية وتميزنا الحضاري بين بقية الحضارات الانسانية.
ـ[المبتدأ]ــــــــ[28 - 03 - 2006, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردة الحزن , عفوا
فالحداثة التي التي يريدها أدونيس وأتباعه ليست كما يظن من يحسن الظن بهؤلاء
إنها تتضح في قوله:
" لا يمكن أن تنهض الحياة العربية، ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العربي، ويتخلص من المبنى الديني التقليدي الاتباعي ". ليست هي إلا هدم القيم والتخلص من المبنى الديني الذي ينعته بالتقليدي الاتباعي , وهو ـ أعني أدونيس ـ يرى أن الإبداع والحداثة والتجديد لا تتم ولا يمكن أن تكون إلا بالقضاء على القيم الدينية. وبهذا يتبين مفهوم الحداثة لديه ولدى أتباعه
و تتجلى هذه الحداثة في قول أدونيس في كتابه (زمن الشعر) ـ وبئس ما قال ويقول ـ:
((ومن أعقد مشكلات الحياة العربية وأكثرها حضورا وإلحاحا مشكلة الجنس لكن حين يعالجها كاتب شاب بأقل ما يمكن من الصراحة والجرأة تهب في وجهه رياح التأفف والشتيمة ..... ومن أعقد مشكلاتنا مشكلة الله , وما يتصل بها مباشرة وفي الطبيعة وفيما بعدها و ونعرف جميعا ماذا يهيأ للذين يعالجونها بأقل ما يمكن من الجرأة والصراحة))
وماذا يعني قولهم هذا:
(( .... إننا في مجمل الأحوال نسير في اتجاه معاكس لما هو سائد ومكرس في بنية المجتمع وذلك هو المأزق الشائك الذي لا تدري كيف يمكن بالكاد تجاوزه وتخطيه أنت في كل هذا تصطدم بجملة حقائق ومسلمات اجتماعية ثابتة راسخة رسوخ الجبال الرواسي في أذهان الناس ألا بديل لما هو سائد ومكرس أيضا , إذا كيف يمكنك تمرير ما تحلم به وما تود أن تقوله علنا))
تلك هي حداثتهم التي يريدون إنها (حداثة الجاهلية والضلال) وليس العلم والإبداع والتجديد!
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 03 - 2006, 09:47 م]ـ
السلام عليكم
وبارك الله في الاخوة الغيّورين على الاسلام ومعتقداته, ويبدو ان الاخت وردة الحزن لم تفرق بين الحداثة باطارها المادي (المتعلق بتطوير الوسائل المستخدمة في الحياة مثل التلفون والسيارة والطائرة) والحداثة بمنظورها واطارهما الفكري الداعي للتخلي عن القيم والمفاهيم القديمة بما فيها القيم والمفاهيم الاسلامية.
ولأجل هذا وجب تعريف وتبيان مفهومين طالما خلط المفكرون فيهما ونزحوا عن حقيقتهما وهما: الحضارة والمدنية.
الحضارة:مجموع المفاهيم عن الكون والانسان والحياة, وبعبارة آخرى الفكرة الكلية او العقدة الكبرى عند الانسان, وهي خاصة في كل أُمة اي ان كل أُمة لهم مفاهيمها وافكارها عن الكون والانسان والحياة والعلاقة فيما بينهم.
واما المدنية:مجموع الوسائل المادية المستخدمة في الحياة, وهم عامة اي ان كل الامم تشترك فيها وتأخذ منها, مثل السكن في العمارات بدل الخيم والسيارات والقطارات والطائرات بدل الخيل والجمال ... وهكذا.
وعليه يجب التفريق بينها وعدم الخلط لتفادي الوقوع في مطبات هذا العصر الخلقية والانحلالية.
والله اعلم