[إن هذان لساحران]
ـ[محب العلم]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 04:38 م]ـ
أنقل لكم هذا ا لموضوع من باب المدارسة والفائدة:
إعراب قوله تعالى إن هذان لساحران
فقد قرئت هذه الآية بعدة قراءات كما ذكر الجزري في النشر والشاطبي في الحرز:
1 - قراءة حفص وابن كثير بتخفيف نون إنَّ وإثبات الألف في هذان، إلا أن ابن كثير يشدد النون من هذان.
2 - قراءة أبي عمرو البصري بتشديد نون إن وإثبات ياء ساكنة بعد الذال.
3 - قراءة الباقين بتشديد النون من إن وإثبات الألف بعد الذال في هذان.
فإذا تقرر هذا فليعلم أن قراءة ابي عمرو لا إشكال فيها، فقد جاء اسم الإشارة فيها على حاله الطبيعي فهو إسم إن وقد أثبتت فيه الياء التي تأتي في مثنى اسم الإشارة الواقع في محل نصب ولساحران خبر إن.
وأما قراءة حفص وابن كثير ففي إعرابها احتمالان:
1 - أن تكون إن الساكنة النون مخففة من إن المؤكدة واللام الواقعة بعدها هي اللام الفارقة بين إن المثبتة المؤكدة وإن النافية المشبهة بليس.
وعليه؛ تكون إن هنا مهملة والجملة الواقعة بعدها مبتدأ وخبر.
2 - أن تكون إن نافية واللام الواقعة بمعنى إلا فيكون المعنى ما هذان إلا ساحران، وعليه فإنْ نافية وما بعدها مبتدأ وخبر.
3 - أن يكون هناك ضمير مستتر وهو اسم إن والجملة الواقعة بعده خبر إن.
وأما قراءة الجمهور فقد ذكر العلماء فيها عدة أقوال، وأوجهها أن هذين اسم إن وقد جاء الألف هنا بدلاً من الياء على لغة من يبدل الياء الساكنة بعد الفتح ألفاً وهي لغة خثعم وكنانة بن زيد وبني الحارث بن كعب وزبيد، وقد حكاها الفراء والكسائي والأخفش وأبو زيد الأنصاري شيخ سيبويه.
وقد جاء على هذه اللغة قول الشاعر:
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى ... مساغاً لناباه الشجاع لصمما
يعني لنابيه.
وجاء عليها قول آخر: تزود منا بين أذناه ضربة ... دعته إلى هابي التراب عقيم
يعني بين أذنيه.
وجاء عليها قول الراجز: طاروا علاهن فطر علاهما
يعني: طاروا عليهن فطر عليهما.
قال النحاس إن هذا الوجه من الإعراب هو أحسن الأوجه.
وقال الزجاج: هنا هاء مضمرة هي اسم إن، والجملة بعد ذلك مبتدأ وخبر، وهي خبر إن.
وقال المبرد: إن هنا بمعنى نعم، وعليه فالجملة بعدها مبتدأ وخبر.
وأما دخول اللام على الخبر، فقد أجيب عنه بأن من العرب من يدخل لام التوكيد في خبر المبتدأ فيقول زيد لأخوك، ومنه قول الشاعر:
خالي لأنت ومن جرير خاله ... ينل العلاء ويكرم الأخوال
وليراجع في هذا الموضوع النشر في القرآت العشر للجزري، وشرح الشاطبية، وتفسير القرطبي والبغوي والشوكاني والبيضاوي والزمخشري وصحبة القراءات لابن زنجلة وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك حاشية الصبان، وشروح التسهيل كالمساعد، وشرح المؤلف نفسه، وشرح الدمامين ويراجع أيضاً المغني لابن هشام.
والله أعلم.
المصدر
اسلام ويب
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=43468&Option=FatwaId
ـ[عاشق التراث]ــــــــ[10 - 11 - 2008, 07:17 ص]ـ
يقول ابن هشام: "هذان مبني لدلالته على معنى الإشارة، وإن قول الأكثرين "هذين" جرًّا ونصبًا ليس إعرابًا أيضًا ... وعلى هذا فقراءة "هذان" أقيس، إذ الأصل في المبني ألا تختلف صيغته مع أن فيها مناسبة لألف ساحران" ().
وما ذهب إليه تمام حسان قريب من كلام ابن هشام، إذ يرى أن في قراءة التشديد والرفع "إهدارًا للعلامة الإعرابية التي أمن اللبس فيها؛ وذلك لأنه لا يتقدم خبر إن على اسمها إلا إذا كان ظرفًا أو جارًا ومجرورًا، وليس قوله "لساحران" من هذا القبيل، فعلم أن "هذان" اسم إن فجاء الترخص في الإعراب لأمن اللبس، ولإيجاد نوع من المناسبة الصوتية بين اسم إن وخبرها" ().
ـ[أبو إشراق]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 03:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ محب العلم: شيئ في نفسي من التأويل في النحو، فأنا أكره اللجوء إلى التأويل في النحو إلا مضطرا إليه ومرغما، ومع ذلك فالمعول في النحو على الظاهر، ناهيك عن أن هذا النوع من اللغة مسموع عن العرب الفصيحين، وهذا اساس العربية وأساس النحو الذي ينحو نحو العرب في لغتهم
كما اقول لعاشق التراث: الحديث عن القياس في النحو كذلك أجد منه في نفسي شيئا، والحقيقة أنني من أنصار (تعريب النحو) وتغليب السماع على الأقيسة لأن القيسة ترسو بك على الشبه ربما، لكن التعويل على الشبه بترك الصل الذي هو السماع ضرب من التفريع، والفرع لا يمكن له أن يكون أصلا.
أما مذهب ابن هشام ومذهب تمام حسان فيقال أنه أعرب في باب النحو وأقرب إلى الصواب
لو امن الالتباس بمذهب فريق آخر من العرب الذين لا يعملون (إنَّ) ويكفونها عن نصب ورفع المبتدأ والخبر، إذ والحال هذه وجب التفريق بين المذهبين لنا نحن عرب اليوم بإثبات الياء في اسم الاشارة عند الإعمال وتركها على أصلها عند عدم الإعمال
والله تعالى اعلم
¥