[الحال وعامله]
ـ[تسنيم عمر]ــــــــ[16 - 11 - 2008, 07:44 م]ـ
:::
الإخوة الفضلاء ..
بعد التحية والسلام ..
أشكلت عليّ مسألة نحوية أسأل الله أن يجزي خيرا كل من يعينني على فهمها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان يناديان .... الحديث)
إذا كان (يوم) صاحب الحال و (ملكان يناديان) الحال .. فما عاملهما؟!
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 01:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هذه الحال في الحقيقة ليس لها صاحب، لأنها لا تبين هيئة وإنما تبين الوقت الذي حدث فيه الفعل، وهي أقرب لظرف الزمان وهذه الواو تسمى واو إذ، لأنها بمعناها، فعندما نقول: جاء زيد وعمر قائم، فإن جملة الحال هنا لا تبين هيئة زيد، وإنما تبين أن مجيء زيد وافق وقتا كان عمرو فيه قائما، فكأننا قلنا: جاء زيد إذ عمرو قائم، فالأولى أن تكون الواو نائبة عن إذ الزمانية والجملة بعدها مضاف إليها. هذه هي الحقيقة في نظري، أما إعرابها حالا فتجوز وليس على الحقيقة.
وإعرابها على التجوز في الحديث هو أن هذه الجملة حال إما من العباد وإما من الضمير في (فيه) وفي كلتا الحالتين فالعامل في الحال هو الفعل يصبح التام، والتقدير: ما يصبح العباد في يوم إلا وملكان يناديان فيه، فإن جعلنا الجملة حالا للعباد، كان المعنى: يصبح العباد إذ ينادي ملكان في كل يوم، أي يوافق إصباحهم نداء الملكين، وإن جعلنا الجملة حالا من ضمير اليوم، كان المعنى: يصبح العباد كل يوم حالة كون اليوم موافقا لنداء الملكين، ومآل المعنيين واحد.
أرجو أن يكون الأمر واضحا.
مع التحية الطيبة.
ـ[تسنيم عمر]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 01:17 ص]ـ
شكر الله لكـ د. بهاء ونفعنا بعلمكـ ..
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 09:31 م]ـ
بسم الله والحمد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من باب إثراء الحوار وزيادة الفائدة أقول: ما ذهب إليه د. بهاء الدين جزاه الله خيرا في مثل هذا التركيب من أن هذه الحال أقرب إلى الظرف منها إلى الحال هو قول الزمخشري في الكشاف حيث قال "حكمها حكم الظرف فلذلك عريت عن ضمير ذي الحال".
ويرى ابن جني أنها تؤول فإذا استعرنا المثال الذي مثل به د. بهاء الدين (جاء زيد وعمرو قائم) فإن تأويلها يكون جاء زيد قائما عمرو عند مجيئه، يعني فهي كالحال والنعت السببيين.
كذلك يرى ابن عمرون أنها تؤول بحال مناسبة نحو جاء زيد موافقا قيام عمرو.
أما صدر الأفاضل تلميذ الزمخشري فكان يرى أن الواو هي واو المعية والجملة مفعول معه (وكان يجيز مجيء المفعول معه جملة).
أما العامل في الحال فأرى أنه الخبر المحذوف الذي تقديره موجود أو مستقر أو كائن ... لأن يوم نكرة والنكرة أحوج إلى التخصيص من الخب، ر فتكون جملة يصبح صفة ليوم، يعني - ما يوم صفته كذا موجود إلا حالة كونه ملكان يناديان فيه - وصاحب الحال يوم.
أما لو اعتبرنا جملة يصبح هي خبر المبتدأ (يوم) النكرة في سياق النفي - مما يفيد العموم الذي يسوغ الابتداء بها بدون تخصيص - فالعامل هو (يصبح) وصاحب الحال هو يوم أيضا.
أما لو تغير النص إلى ما قدره الدكتور (ما يصبح العباد في يوم إلا وملكان يناديان فيه .. ) فكما يقول.
نفعنا الله وإياكم بما فيه خير الدارين
والحمد لله رب العالمين
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 01:00 ص]ـ
أما العامل في الحال فأرى أنه الخبر المحذوف الذي تقديره موجود أو مستقر أو كائن ... لأن يوم نكرة والنكرة أحوج إلى التخصيص من الخب، ر فتكون جملة يصبح صفة ليوم، يعني - ما يوم صفته كذا موجود إلا حالة كونه ملكان يناديان فيه - وصاحب الحال يوم.
أخي الكريم
المبتدأ أحوج إلى الخبر من الموصوف إلى الصفة، لأن الخبر عمدة، والصفة فضلة، ففي قولنا: ما رجل قائم، لا يجوز أن نجعل قائما صفة ونجعل الخبر كونا عاما محذوفا، على تقدير: ما رجل قائم كائن، ولو جاز حذف الخبر هنا لجاز أن نقول: ما رجل، بحذف الصفة، وتقدير الخبر ب (كائن)، وهذا لا يجوز، فجملة يصبح خبر لا صفة. والفعل يصبح التام هو العامل في الحال، مع أني لا أعد هذه الجملة حالا فتأويل ابن جني فيه تعسف وتأويل ابن عمرون الحال بموافق لا حاجة إليه لأن تعلق الظرف بالفعل دال على الموافقة، ألا ترى أنك إذا قلت: جئت مساء، فهم منه أن
¥