[التقاء الساكنين]
ـ[أبومصعب]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 01:14 م]ـ
قال ابن مالك رحمه الله:
إنْ سَاكِنَان التَقيَا اكْسِر مَا سَبقْ * فَإِنْ يَكُن لينًا فَحَذْفُه اسْتَحَقّ
إذا التقى ساكنَان وكان الأولُ حرفَ مدٍّ حذف، سواءٌ أكانا في كلمة واحدةٍ مثل (لم يَقُل) و (لم يبِع) و (لم يخَفْ) أم في كلمتين نحو " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ" " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ " و " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ "، فإنْ كانَ غيرَ مدٍّ حُركَ بالكسرِ، سواءٌ أكان في كلمة واحدة مثل (يخِصِّمون) و (نعِمَّا) و (يهِدِّي) أم في كلمتين مثل " وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ ".
قال الزمخشري في المفصل 465: [والأصل فيما حُرِّك منهما أن يحرَّك بالكسر، والذي حُرّك بغيره، فلأمر، نحو ضمهم في نحو: " وَقَالَتُ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ "، و" عَذَابِنُ ارْكُضْ "، و" عُيُونِنُ ادْخُلُوهَا " للإتباع، وفي نحو (اخْشَوُا اللهَ)، للفصل بين واو الضمير وواو "لو"، وقد كسرها قوم، كما ضمَّ قوم واو "لو" في " لَوُ اسْتَطَعْنَا " تشبيهاً بها]
1 - تحريك الأول بالكسر، وهذا هو الأصل:
قال الله تعالى: " وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ "
وقال سبحانه: " وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ "
وقال تعالى: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ "
وقال: " قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ "
وقال: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ "
وقال عز وجل: "مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ "
2 - الحذف، ولا يكون إلا إذا كان الساكن الأول حرف لين (ألفا أو ياءً قبلها كسر أو واوًا قبلها ضم):
كقوله سبحانه: " اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ "
وقوله سبحانه: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ "
وقوله سبحانه: " وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ "
وقوله سبحانه: " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْض"
3 - تحريك الأول بالضم للإتباع
وأما التخلص من الساكنين بالتحريك بالضم للإتباع فالقراء مختلفون فيه
قال الشاطبي رحمه الله:
وَ ضَمُّكَ أُولَى السَّاكِنَينَ لِثَالِثٍ * يُضَمُّ لُزُومًا كَسْرُهُ فِي نَدٍ حَلاَ
قُلِ ادْعُوا أَوِ انْقُصْ قَالَتِ اخْرُجْ أَنِ اعْبُدُوا * وَمَحْظُورًا انْظُرْ مَعْ قَدِ اسْتُهْزِئَ اعْتَلا
أشار الشاطبي رحمه الله بأن أول الساكنين يضم اتباعًا للثالث المضموم لزومًا من الكلمة الثانية، وحمزة وعاصم وأبو عمرو البصري يكسرون الساكن الأول على الأصل في التقاء الساكنين
فتحصل أن ابن كثير ونافعًا والكسائي وابن عامر يحركون الساكن الأول بالضم تبعًا لضم الثالث إذا كان الساكن الأول آخر الكلمة، والساكن الثاني في كلمة مبدوءة بهمزة وصل مضمومة في الابتداء لضم الثالث ضمًّا لازمًا، وأما حمزة وعاصم وأبو عمرو فيحركون الساكن الأول بالكسر على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين.
ومثل الشاطبي رحمه الله بقول الله تعالى: " قُلِ ادْعُوا "، وبقوله تعالى:" أَوِ انْقُصْ " و بقوله تعالى: " قَالَتِ اخْرُجْ " وبقوله تعالى: " أَنِ اعْبُدُوا " وبقوله تعالى: " مَحْظُورًا انْظُرْ " وبقوله تعالى: " قَدِ اسْتُهْزِئَ "، وهذا على كسر الساكن الأول على الأصل لحمزة وعاصم و أبي عمرو،
أما ابن كثير ونافع والكسائي وابن عامر فيقرؤون: " قُلُ ادْعُوا اللَّهَ "، " أَوُ انْقُصْ "، " قَالَتُ اخْرُجْ "، " أَنُ اعْبُدُوا "، " مَحْظُورًا انْظُرْ "، " قَدُ اسْتُهْزِئَ "
وذلك اتباعا للضم اللازم في الحرف الثالث من الكلمة الثانية، قال ابن القاصح في سراج القارئ المبتدىء ص 185: (والدليل على لزوم ضمة العين أنك تقول تدعوا ويدعوا وادعوا فتجد العين مضمومة في الفعل المستقبل وفعل الأمر على أصل البناء)
4 - تحريك واو الفاعل المفتوح ما قبلها بالضم
قال الله عز وجل: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ "
وقال عز وجل: " أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ "
وقال سبحانه: " فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ"
وقال تعالى: " وَرَأَوُا الْعَذَابَ"
¥