سبب انتشار اللحن هو اختلاط العرب بالعجم بسبب انتشار الإسلام في كل الأقطار , ففشى اللحن إلى الألسنة , حتى أنهم صاروا يعدون الذين لا يلحنون في عصر بني أمية يقولون: إنهم من الرجال لا يلحنون في جد ولا هزل: عبدالملك بن مروان والشعبي و الحجاج و ابن القرية.
* ولفشو اللحن مظاهر وأمثلة كثيرة منها:
1ـ قرأ قارئ في المدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قول الله تعالى {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله}
فقال الأعرابي على السليقة و أنا أبرئ مما برئ منه الله.
فقيل لعمر ذلك فأستدعى الأعرابي وسأله عن ذلك فقال له إن الإمام قرأ " وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله "
فأصدر عمر أمراً أن لا يقرأ القرآن إلا عالم بالعربية.
2 ـ أرسل أبو موسى الأشعري كتاباً إلى عمر رضي الله عنه يقول فيه " من أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب "
فلم يرق ذلك لعمر رضي الله عنه فأرسل خطاباً عاجلاً إلى أبو موسى يقول فيه
" عزمت عليك إلا ضربت كاتبك سوطاً ".
3 ـ اعتزاز العرب بلغتهم وحرصهم عليها ورغبتهم في المحافظة عليها.
4 ـ أن غير العرب لما دخلوا الإسلام أحسوا بحاجتهم الشديدة لمن يرسم لهم أوضاع العربية بإعرابها وتصريفها.
5 ـ يضيف الدكتور شوقي ضيف أن العقل العربي رقى وتغير ونمى نمواً أعدة للنهوض لرصد الظهوار اللغوية وتسجيل الرسوم النحوية تسجيلاً تطرد فيه القواعد.
* من وضع النحو؟
للعلماء أقوال عديدة:
فمنهم من يقول أنه على بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنهم من يقول أنه أبو الأسود الدوئلي و عرضه على علي بن أبي طالب فقال له علي رضي الله عنه: ما أحسن النحو الذي نحوت.
ومنهم من ينسبه للخليل بن أحمد.
ولعل الصواب أن واضع النحو هو أبو الأسود الدوئلي وتطور بعده.
*مراحل التأليف في هذا العلم ما هي؟
1/ طور الوضع والتكوين:
من عصر أبو الأسود إلى عصر الخليل /بصري
وهو على طبقتين:
الأولى: عنبسة بن معدان ـ نصر بن عاصم ـ عبدالرحمن بن هرمز ـ يحي بن يعمر
وكان النحو قليل ولم يتعد إلى الرواية ولم يقيسوا.
الثانية: عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي ـ عيسى بن عمر ـ أبو عمرو بن العلاء
وفي هذه الطبقة بدأ في التوسع وفي القياس
ولعيسى كتابان: الإكمال والجامع , أثنى عليهما الخليل بن أحمد
2 / طور النشأة والنمو: بصري /كوفي
وتأخر الكوفيين علم النحو لانشغالهم بجمع الأشعار و الأخبار , وهذا ما أدى لتوسعهم في القياس.
ويبدأ هذا الطور من عهد الخليل عند البصريين ومن عهد أبو جعفرالرؤوسي عند الكوفيين
وينتهي عن المازني البصري و عند ابن السكيت الكوفي.
وفي هذا الطور اشتركت الكوفة مع البصرة في النهوض بهذا الفن. وبدأت المنافسة وحتى هذا العصر لم يفصل الصرف عن النحو.
وبدأت في أواخر هذا الطور المنافسات والمناظرات بين الكوفيين والبصريين ولم تكن قوية جداً.
3 / طور النضج والكمال: بصري /كوفي
ويبدأ من عصر المازني البصري و ابن السكيت الكوفي وينتهي من عصر المبرد البصري و عصر ثعلب الكوفي.
فائدة: أبو عمرو عند البصريين هو أبو عمرو بن العلاء , وعند الكوفيين فهو الشيباني.
فائدة: أبو العباس عند البصريين هو المبرد , وعند الكوفيين هو ثعلب.
وفي هذا الطور بلغ النحو مبلغاً طيباً , وأشتعل الحوار و المنافسة و المناظرة وكلٌ يتعصب لمدرسته " المسألة الزنبورية "
وفي هذا العصر فصل علم الصرف عن علم النحو. فصار في كتب مستقلة.
و أول كتاب في الصرف هو كتاب التصريف للمازني.
وفي نهاية هذا العصر انتثر العلم في مدن ثلاثة. البصرة والكوفة وبغداد و ذلك لانتقال الخلافة لبغداد.
وما يميز هذا العصر هو اتساع المناظرات وشدتها
4 / طور الترجيح و البسط:
هذا الطور لم يحدث فيه بناء قواعد جديد بل شرحوا ورجحوا الآراء.
وهذا الطور كان في بغداد والشام ومصر و الأندلس. و أستمر إلى حدود القرن السابع أو السادس الهجري.
وما جاء بعد هذه القرون كان للتيسير و الترتيب والشرح.
ثالثاً: ذكر أبرز المؤلفات و المصادر لهذا العلم
كتب النحو كثيرة جداً. وكذلك الكتب المتعلقة بالنحو كثيرة. ولكن سأعطيكم أبرز الكتب لمن أراد تكوين مكتبة:
¥