تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 01:18 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكل عام أنت بخير، وبارك الله لنا ولك في هذه الليلة المباركة.

أخي الحبيب اللغات السامية لم تكتشف من مئتي سنة، ولكن تسمية الساميين هي التي استخدمت على وجه التحديد في عام 1781م، حيث أطلقها العالم الألماني August Ludwig Schlozer على مجموعة من شعوب الشرق الأدنى، اعتمادا على ما جاء في لوحة الأنساب الواردة في سفر التكوين من أن آشور وآرام وعابرا كانوا من أبناء سام بن نوح، ومن ثم كان القول أن هذه الشعوب كان لها لغة واحدة أسموها اللغة السامية الأم، وتعددت الآراء وتباينت في تحديد الموطن الأصلي لهذه اللغةزفمن قائل أنها مرتفعات كردستان، ومن قائل سهول العراق، وهو قول العالم الإيطالي جويدي، ويرى نولدكة الألماني أن أفريقيا هي مهد الساميين، ويرى الأمريكي كلاي أنها بلاد آمورو في شمال سوريا. أما أقوى الافتراضات فذهبت إلى أن شبه الجزيرة العربية هي مهد الساميين ومن أصحاب هذا الرأي ارهارد شرادر وجول ماير وشيرنجر و فنكلر وكيتاني وكارل بروكلمان و ....

هذا عن الدراسات التي تخص اللغة السامية الأم، أما اللغات السامية نفسها فمعروفة لنا وللقدماء، ومعرفة القدماء لها معرفة احتكاك وممارسة، لقد اتصل عرب الجاهلية بنصارى الحيرة ولغتهم الآرامية، وهاجر المسلمون الأوائل إلى الحبشة وتكلموا لغة أهلها وعرفوا عنها الكثير، لكنهم لم يعرفوا مصطلح السامية بل ربما عرفوا أن الأحباش حاميون ولكنهم لم يعرفوا أن لغتهم سامية.

وتزخر كتب اللغة العربية وكتب التفسيربمفردات وقواعد للغات سامية وغير سامية فتراهم يذكرون الآرامية والعبرية والسريانية والحبشية والقبطية والنبطية وغير تلك من اللغات.

أما عن التعدية بحرف السين، فربما تعني أن السين من أحرف الزيادة، نعم حرف السين من أحرف الزيادة ولكنه ليس حرف تعدية، فتزاد السين لا منفردة بل مع الهمزة والتاء للفعل الثلاثي فيصبح على وزن استفعل وذلك لإفادة معان منها الطلب والصيرورة والمصادفة واختصار الحكاية واعتقاد صفة الشيء ولكن ليس بيتها التعدية، والفعل المتعدي transitive هو الفعل الذي لا يكتفي بالفاعل بل يتعداه إلى غيره. إن كان كذلك فالخلاف في المصطلح.

أما أن السين تحولت إلى الهاء ثم تحولت الهاء إلى الهمزة، فهذا لا يعدو مجرد نظرية تفتقر إلى البرهان. وقول العرب هراد وأراد وهراح وأراح وهراق وأراق ليس دليلا على ذلك؛ فالعرب يبدلون حروف الحلق بعضها من بعض ولا زلنا نفعل ذلك في عامياتنا، ففي مدينة الإسكندرية التي أعيش فيها قد تسمع من أحدهم (حازورك بكرة) بمعنى سأزورك غدا، بينما يقول آخر (هازورك بكرة) أو (عازورك بكرة) أو (أزورك بكرة) ولا دليل في ذلك على ترتيب زمني أو تحول إلا اتحاد المخرج.

لا أقلل أخي الحبيب من قيمة الدراسات اللغوية المقارنة، فهذا علم نافع، وربما كان مجاله في العاميات أظهر، لكني أتحفظ من قبول ما لا دليل على صحته.

كان سيويه رحمه الله فارسيا وفي كلامه لكنة، لكنه أخذ العربية من أهلها فأصبح علما فيها، وكان ابن جني روميا وكان أستاذه أبو علي فارسيا ونبغا في العربية.

جزاك الله خيرا أخي وأعاد هذه الأيام المباركة علينا والمسلمون في حال خير من هذه الحال.

والسلام

ـ[عابر السبيل]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 08:38 ص]ـ

أستاذي أبا عبد القيوم ... أولا كل عام وأنت بخير وأعاده الله بالصحة والعافية ...

أنا لا شك عندي في أنك ضليع في اللغة العربية والدليل على ذلك إجاباتك القيمة لأسئلتي ... ولكن اسمح لي أن أخالفك في موضوع الساميات في جل ما تقول ...

اللغات السامية القديمة (الشرقية: البابلية-الآشورية والشمالية: الإبلية والأغاريثية) اكتشفت حديثا جدا وفي زمن يقل حتى عن مئتي سنة ... وهذا ما كنت أقوله ... وكثير من اللغات السامية اكتشفت حتى في الخمسين سنة الماضية (كالمهرية والجبالية والهبيوت والحرصوصية وغيرها) ...

والسين حرف تعدية يفيد السببية بالإجماع ولا خلاف على ذلك ودلائله لا تعد ولا تحصى وحتى في العربية نفسها كما ذكرنا ... صيغة أفعل أصلها هفعل (كما في العبرية hef3iil) وهفعل أصلها سفعل (كما في الأكادية suf3ul) ...

وبالمناسية فإن التحويلة س > هـ > أ لم تحدث فقط في صيغة أفعل وإنما في الكثير من الكلمات (الضمير هو أصله suwa وهي أصله siya إلخ).

وكون العرب يبدلون حروف الحلق من بعضها هو دليل على إمكانية هذه التحويلة وليس دليلا ضدها ... خاصة لوجود دلائل قوية جدا على وقوعها ...

وتعليق خارجي على المثال الذي تفضلت بذكره، من باب إشباع الهواية:

حأزورك أصلها "رايح أزورك" كما لا تزال موجودة في الشام ... في شمال سورية يقولون "راح أزورك" وفي جنوبها يقولون "رح أزورك" وفي فلسطين ومصر يبقون الحاء فقط ... "هأزورك" هي تخفيف لـ "حأزورك" ...

وعكس هذا المثال تماما كلمة "عمّال" كما في قولهم "عمّال يلعب" ... في فلسطين تتحول هذه الكلمة إلى أداة تأخذ الضمائر "عمّاله يلعب"، "عمّالها تلعب" ... في دمشق يقولون "عمّا يلعب" بحذف اللام ... في وسط سورية وشمالها يقولون "عم يلعب" أو "عبيلعب" ... وعلى الساحل يقولون "مَيلعب" بإبقاء الميم المفتوحة فقط ... تماما كما فعل المصريون بحاء "رايح":)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير