هناك بعض المعلومات لا يستوعبها طالبُ المرحلة الابتدائية , أو الإعدادية فيضطر ّ المعلمُ لإيصال المعلومة غير دقيقة أحيانا.
أمثلة لذلك:
رسخ في أذهان بعض الطلاب أن َّ من نواصب الفعل المضارع: لام التعليل , وعند سؤال الطالب:
ما أدوات نصب الفعل المضارع؟
يقول: أنْ ولن وكي ولام التعليل.
السبب في ذلك أن َّ طالب المرحلة الابتدائية أو الإعدادية لا يستوعب معنى تقدير أن المصدرية بعد لام التعليل , وأنها هي الناصبة وليست اللام على مذهب جمهور البصريين.
مع العلم أنَّ طالبَ الشهادة الثانوية يدرُس إعراب الفعل المضارع , ويتعرَّض لقول ابن مالك رحِمه الله:
ونصَبُوا بـ "إذن " " ِ المستقبلا * إن صُدِّرتْ والفعلُ بعد ُ موصلا
أو قبله اليمين ُ وانصِب ْ وارفعا * إذا "إذن ْ" من بعد ِ عطْف ٍ وقعا
ومنها أيضا: كان معلُّمنا في الشهادة الابتدائية يقول:
المضاف لا يقترن بال
ولما تعمَّقنا في التخصص وجدنا أنَّ ذلك جائز في الإضافة غير المحضة كقوله تعالى: " وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ " الحج / 35
وقد يكون المعلم ضعيفا في تخصصه فيخطئ في توضيح القاعدة.
وأذكرمثالا لذلك:
أحد المعلمين كان يدرِّس لفتيات في المرحلة الثانوية مادة اللغة العربية , وهو يعلم تمام العلم أنه ضعيف جدا في النحو , فاختار الأدب والنصوص؛ ليبتعد عن النحو , وللأسف لا يعرف أنَّ من يقوم بتحليل النص ِّ الأدبي يجب أن يكون على دراية تامة بالنحو والصرف والبلاغة , فكتب بعض الأبيات على السبورة وأخطأ في ضبطها , فقامت تلميذة تستأذنه في قراءة الأبيات فأذِن لها , فصوَّبت أخطاءه , فسألها عن وظيفة أبيها فقالت له: أستاذ في قسم الأدب والنقد.
أخذ هذا المعلمُ عهدا على نفسه ألا يدخل حصته إلا بعد تمكُّنِه من قراءة الأبيات قراءة صحيحة مع زملائه الأكفاء.
أسأل الله جلَّت قدرته أن يرزقنا العلم النافع والعمل به.
توضيح جميل دكتور حسانين، وفيه الكثير من الخبرة، فبارك الله فيك.
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 12:27 ص]ـ
شكراً لكم جميعاً أخوتي، توضيحات رائعة، وفيها الكثير من الفائدة.