هذه محاولة وأرجو من الأساتذة تقويمي
في المصباح المنير
"قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الرُّوحُ وَالنَّفْسُ وَاحِدٌ غَيْرَ أَنَّ الْعَرَبَ تُذَكِّرُ الرُّوحَ وَتُؤَنِّثُ النَّفْسَ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا الرُّوحُ مُذَكَّرٌ وَقَالَ صَاحِبُ الْمُحْكَمِ وَالْجَوْهَرِيُّ الرُّوحُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَكَأَنَّ التَّأْنِيثَ عَلَى مَعْنَى النَّفْسِ"
ولعل التذكير في الحديث على معنى الروح أو الإنسان كما وردت بعض الرويات بهذا اللفظ (تسعة وتسعين إنسانا)
وتذكير وتأنيث الكلمة لحملها على معنى غيرها هو من توسع اللغة وأظن أن له شواهد ولعل الأساتذة يوضحون لنا هذا
ومن ذلك مثلا الحرب: القتال بين فئتين. وهي مؤنثة. وقد تذكر على معنى القتال
يقول ابن منظور
"حكى ابن الأَعرابي فيها التذكير وأَنشد
وهْوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه ... كَرْهُ اللِّقاءِ تَلْتَظِي حِرابُه
قال والأَعرَفُ تأْنِيثُها وإِنما حكاية ابن الأَعرابي نادرة قال وعندي أَنه إِنما حَمَله على معنى القَتْل أَو الهَرْج وجمعها حُرُوبٌ ويقال وقَعَتْ بينهم حَرْبٌ الأَزهري أَنَّثُوا الحَرْبَ لأَنهم ذهَبُوا بها إلى المُحارَبةِ وكذلك السِّلْمُ والسَّلْمُ يُذْهَبُ بهما إِلى المُسالمةِ فتؤَنث"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القول ما قال أخي أبو سهيل فالحمل على المعنى شائع في باب التذكير والتأنيث وأدل على المقصود من مراعاة اللفظ.
فتأنيث العدد تسعة في قوله صلى الله عليه وسلم " تسعة وتسعين نفسا .... " يدل على أن النفس هنا وإن كانت مؤنثة لفظا إلا أنها تدل على مذكر، مما يفهم منه أن جل القتلى المذكورين رجال إن لم يكن كلهم.
ومثل ذلك قوله تعالى: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ... " لأن مِثْل الحسنة حسنة، ولو روعي تذكير المثل لقيل عشرة أمثال.
ومما ورد أيضا في هذا الباب قول الحطيئة:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود ... لقد جار الزمان على عيالي.
راعى التذكير في الأنفس والتأنيث في الأذواد في المعنى دون اللفظ.
وقول عمر بن أبي ربيعة:
فكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر.
لما كانت شخوصه نساء (كاعبين ومعصرا) ذكَّر العدد مراعاة لتأنيث المعدود المراد، ولو راعى اللفظ لقال ثلاثة.
والله أعلم.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[29 - 03 - 2010, 11:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا
مشاركاتكم لا تخلو أبدا من فائدة
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 04:41 م]ـ
السلام عليكم.
شكرا للجميع سائلا و مجيبا مناقشة مفيدة جزاكم الله خيرا.