[من أخطاء ابن هشام في مغني اللبيب]
ـ[30131]ــــــــ[16 - 04 - 2010, 03:33 م]ـ
:::::: السلام عليكم لقد وجدت شيئا مهما في احدى المنتديات ارجوا وهو اخطاء لابن هشام الانصاري في مغني اللبيب
من أخطاء ابن هشام في المغني
من أمثلة تثنية اسم الجمع: قومان. قال الفرزدق:
وكلُّ رفيقَيْ كلِّ رحْلٍ و إِن هما تَعاطىَ القنا قوماَهُما أخوَانِ.
و استشهد به ابن عصفور (في شرح الجمل الكبير) على تثنية قوم.
و كذا ابن مالك (في شرح التسهيل). فقوماهما فاعل تعاطى، و حذف نون التثنية للإضافة إلى هما.
و فيه شاهد أيضا على تثنية المضاف إلى اثنين المرجوحة، فيكون من قبيل:
* ظهراهُما مثلُ ظهورِ التُّرسين *
و معنى البيت أن كل رفيقين في السفر أخوان و إن تعادى قوماهما و تعاطََوُا المطاعنة بالقنا. و رحلُ الشخص: مأواه في الحضَر، ثم أُطلق على أمتعة المسافر، لأنها هناك مأواه.
و هذا البيت مع وضوح معناه قد حرَّفه أبو علىّ الفارسي (في المسائل البغداديات) بتنوين قوم، و زعم أنه مفرد منصوب، فاختل َّعليه معنى البيت و إعرابه، فاحتاج إلى أن صَحَّحَه بتعسُّفات و تمحُّلات كان غنياً عنها، و مقامه أعلى و أجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف، و لكن هو كما قيل:
* كفى المرءَ نبلاً أًن تعد معايبُه.*
و قد تبعه على هذا التحريف و التخريج ابن هشام (في مغني اللبيب) و لخَّص كلامه من غير أن يعزوه إليه. و أنقل لك كلامهما حتى لا تقضيَ العجبَ منهما.
قال أبو على ّ (في البغداديات): ينشد بيت الفرزدق و هو:
و كل رفيقي كل رحل ...................... البيت.
و فيه غير شيء من العربية. فمنه: قال تعاطى و قد تقدمه اثنان و لم يقل تعاطيا. فإن قلت: إنه حذف لام الفعل من تعاطى لالتقاء الساكنين و لم يرده إلى أصله للضرورة فيقول تعاطيا، فهو قول. و هذه الضرورة عكسُ ما في قول امرئ القيس:
• لها متنتان خظاتا *
لأن هذا البيت اللام في موضع و جب حذفها، مثل رمَتَا، لأن الحركة للتاء في رمتا غير لازمة، و الفرزدق حذفه في موضع و جب إثباته، لأنك تقول تعاطيا و تراميا. و إن قلت تعاطى تفاعلَ، و الألف لام الفعل ليست بضميره، و في الفعل ضميرُ واحدٍ و إن كان في اللفظ مُثنى، فهو في المعنى كناية عن كثرة، و ليس المراد بالتثنية هنا اثنين فيحمل الكلام عليها، و لكنه في المعنى يرجع إلى كل، فحملت الضمير على كل، فهو قول. و يقوي هذا: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}.ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعا لم يرجع الضمير إليهما مثنى لكنه جمع على المعنى. وكذلك تعاطى، أفرد على المعنى إذ كان لكل، ثم حمل بعد الكلام على المعنى فقال: هما أخوان. فالقول في هما أنه مبتدأ في موضع خبر الابتداء الأول وهو كل، وثناه وإن كان في المعنى جمعا للدلالة المتقدمة أن المراد بهذه التثنية الجمع. ألا ترى أن قوله كل رفيقي كل رحل، جمع؟! و نظيره قوله {بينهما} بعد: {و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}.
فإن قال قائل: إنَّ هما يرجع إلى رفيقين على قياس قولهم في قوله تعالى: {و الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن} فهو عندنا مخطئ، لأن الاسم الأول يبقى متعلقا بغير شيء. و هذا القول ينتقض في قول من يقول به، لأنه عندهم يرتفع بالثاني، أو بالراجع إليه، فإن لم يكن له ثان كان إياه في المعنى و لم يعد إليه شيء، وجب أن لا يجوز ارتفاعه به عندهم. و الجملة التي هي هما أخوان رفعٌ خبر لكل. و لا أستحسن أن يكون هما فصلا لو كان المبتدأ والخبر معرفتين، لأني وجدت علامة ضمير الاثنين يُعنى به الجمع في البيت و الآية، و في قول الآخر:
إن المنية و الحتوف كلاهما يُوفي المخارمَ يرقُبان سَوادي.
¥