تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المصطلحات النحويّة بين الكوفة والبصرة

ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[09 - 04 - 2010, 10:03 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

يعود الفضل في تقعيد علمي النحو والصرف إلى المدرسة البصريّة , وخاصّة الشيخين الخليل بن أحمد الفراهيدي , وتلميذه سيبويه (عمرو بن عثمان) الذي جمع خلاصة علم شيخه في الكتاب المنسوب إليه (كتاب سيبويه)

ثمّ تبع سيبويه علماء النحو البصريّون الذين تتلمذوا على سيببويه في تأصيل هذين العلمين منهم الأخفش الأوسط أبو الحسن (سعيد بن مسعده) , والذي نراه يستقل في كثير من الآراء النحويّة والصرفيّة التي خالف فيها شيخه , ثمّ قطرب (محمد بن المستنير) , والجرمي (صالح بن إسحاق) , والمازني (بكر بن بقيّة) ثمّ المبرّد أبو العباس (محمد بن يزيد الأزدي) وأصحابه الزجاج أبو إسحاق (إبراهيم بن السريّ) وابن السراج أبو بكر (محمد بن السريّ) والسيرافي أبو الحسن (عبد الله بن المرزبان) , والذي به تنتهي المدرسة البصريّة.

والأخفش هو أوّل من فتح باب الخلاف على سيبويه , ومهّد لتأسيس المدرسة الكوفيّة حيث تتلمذ على يديه بعض علماء الكوفة منهم الكسائي , (علي بن حمزة) , الذي أسّس المدرسة الكوفيّة فعلا , والذي تأثّر بأساتذه الأخفش , ولكنّه أيضا كان له آراء مستقلة خالف فيها أستاذه , ثمّ تبعه علماء النحو الكوفيّون منهم الفرّاء (يحي بن زياد) وثعلب أبو العباس (أحمد بن يحي) , وغيرهم في إتمام تشكيل المدرسة الكوفيّة , والتي حاول علماؤها أن يكون لهم طابعهم الخاص , حاولوا أن ينحوا بعلمي النحو والصرف منحى مستقلاّ مخالفا للنحو البصريّ في كثير من المسائل.

وفيما يلي نعرض عددا من هذه القضايا التي خالف فيها الكوفيّون البصريّين , وخاصّة في مجال المصطلحات النحويّة والصرفيّة:

ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[09 - 04 - 2010, 10:27 م]ـ

1 - لعلّ أهم ما يميّز المدرسة الكوفيّة عن المدرسة البصريّة هو اتّساعها (الكوفيّة) في رواية الأشعار وعبارات اللغة عن جميع العرب بدويّهم وحضريّهم , بينما كانت المدرسة البصريّة تتشدّد تشدّدا جعل أئمّتها لا يثبتون في كتبهم النحويّة إلاّ ما سمعوه من العرب الفصحاء الذين سلمت فصاحتهم من شوائب التحضّر وآفاته , وهم سكّان بوادي نجد والحجاز وتهامة من قيس وتميم وأسد , فإنّ هؤلاء هم الذين أُخذ عنهم , واتُكّل عليهم في الغريب وفي التصريف ولإعراب. ثمّ هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيّين ....

وكان ذلك بدءً لخلاف واسع بين المدرستين فالبصرة تتشدّد في فصاحة العربيّ الذي تأخذ عنه اللغة والشعر , والكوفة تتساهل مّما جعل بعض البصريّين يفخر على الكوفيّين بقوله: نحن نأخذ اللغة عن حرشة (أكلة الضِباب , وأكلة اليرابيع) أي البدو الخلّص , وأنتم تأخذونها عن أكلة الشوازير وباعة الكواميخ (أي عرب المدن)

بتصرّف من كتاب المدارس النحويّة للدكتور شوقي ضيف

وللحديث بقيّة

ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[10 - 04 - 2010, 02:45 م]ـ

2 - وأمّا القضيّة الثانية التي كانت سببا في الأختلاف بين المدرستين هي أنّ الكوفيّين اتسعوا في القياس , وضبط القواعد النحويّة.

ذلك أنّ البصريّين اشترطوا في الشواهد المستمدّ منها القياس:

- أن تكون جارية على ألسنة العرب الفصحاء ,

- وأن تكون كثيرة بحيث تمثّل اللهجة الفصحى ,

- وبحيث يمكن أن تستنتج منها القاعدة المطّردة ,

وهذا ما جعلهم يرفضون ما شذّ على قواعدهم ومقاييسهم , بل وصفوه أحيانا باللحن والغلط , ويقصدون أنّه شاذ على القياس الموضوع , وخارج عليه فلا يلتفت إليه.

أمّا الكوفيّون فقد تساهلوا في هذه المسألة إلى أبعد الحدود , فقد اعتدّوا بأقوال وأشعار المتحضّرين من العرب , واعتدّوا بالأشعار والأقوال الشاذّة مما خرج على قواعد البصريّين وأقيستهم وما نعتوه بالخطأ والغلط

ونحن نخلص بذلك إلى أنّ المدرسة الكوفيّة توسعت في الرواية , وفي القياس توسعا جعل البصرة أصحّ قياسا منها لأنّها لم تقس على الشواذ النادرة , وطلبت في قواعدها الاطّراد والعموم والشمول.

المصدر السابق (تلخيصا)

ـ[درعمية وأفتخر]ــــــــ[10 - 04 - 2010, 06:04 م]ـ

مشكور أخي الفاضل

ولا حرمك ربي الأجر

جزيت الجنة

مجهود موفق ممتاز

بارك الله فيك

ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[10 - 04 - 2010, 06:33 م]ـ

مشكور أخي الفاضل

ولا حرمك ربي الأجر

جزيت الجنة

مجهود موفق ممتاز

بارك الله فيك

لا شكر على واجب أختنا الكريمة

وفيك بارك الله

وشكرا لك على المرور والاهتمام

ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[10 - 04 - 2010, 11:28 م]ـ

3 - وينبغي أن نعرف أنّ الكوفيّين لم يقفوا بقياسهم عند حدّ سماعهم ممن فسدت سلائقهم من أعراب المدن أو ما شذّ على ألسنة بعض أعراب البدو , فقد استخدموا القياس أحيانا بدون إسناد أو سماع , ونضرب لذلك مثلا:

قياسهم العطف بلكن في الإيجاب على العطف ببل في مثل (قام زيد بل عمرو)

فقد طبّقوا ذلك على لكن وأجازوا (قام زيد لكن عمرو) بدون أي سماع عن العرب يجيز هذا القياس

(انظر المغني صفحة 289 , في باب " لكنّ ")

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير