تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن الهندسة النفسية (أو البرمجة اللغوية العصبية) عند تفكيكها والدخول في جوهرها ليست علماً محايداً بل فكر فلسفي مادي يدور حول تضخيم قدرات العقل، وإعطاء الإنسان قدرة حتمية على التغيير بعيداً عن قدر الله سبحانه وتعالى.

وفيما يلي بعض النصوص الدالة على ذلك:

* (إنها – أي الهندسة النفسية – تزيح الستار عن أسرار النجاح والتفوق لدى بعض الناس، وتتيح لنا الوصول إلى وصفة ملائمة لذلك النجاح والتفوق. ثم إنها تتيح لنا استخدام تلك الوصفة لتحقيق ما نريد تحقيقه من أهداف ومقاصد). [د. محمد التكريتي: آفاق بلا حدود، ص 21].

* (إذا كان أمر ما ممكناً لبعض الناس فهو ممكن للآخرين كذلك). [المرجع السابق، ص 22].

* (إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله). [د. إبراهيم الفقي: البرمجة اللغوية العصبية، ص16].

* (نحن جميعاً كبشر لنا عقل وجسد وروح، فإذا كان في استطاعة أي إنسان أن يفعل أي شيء في أي مجال، فأنا وأنت وكل إنسان آخر يستطيع أن يتعلمه ويتقنه، ويعمله بنفس الطريقة، وربما يتفوق عليه) [المرجع السابق، ص 32].

وهذه النصوص تحمل في طياتها فكر المدرسة العقلانية، الذي يعد امتداداً لمذهب القدرية القائلين بأن الإنسان يستطيع أن يخلق فعله، وأن كل أمر يمكن أن يكتسب بالجد والاجتهاد، بعيداً عن مشيئة الله، أو ما يسمى بحتمية تحقيق النجاح، متى ما عرف الإنسان وصفة النجاح.

وحتى تتضح حقيقة هذه الفلسفة عملياً، إليكم هذه القصة التي يرويها أحد المبهورين بالنظريات الغربية المادية:

(يحكى أن فقيراً أصبح غنياً فجأةً، وحين سئل عن سر ذلك أجاب أن هناك شرطين لهذا الأمر، يستطيع كل من يطبقها أن يصبح غنياً، الأول: أني قررت أن أصبح غنياً، الثاني: شرعت في تنفيذ هذا القرار)، بعد ذلك تأتي الطامة الكبرى عندما علق ذلك المحاضر على هذه القصة فقال: (مو ودّي، مو ياريت، مو إن شاء الله أنا قررت .. ).

نسأل الله السلامة والعافية، وإنا لله وإنا إليه راجعون. لقد عاتب الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، حينما قال لكفار قريش وهو يحاورهم: إني فاعل ذلك غداً، ولم يستثن، فكانت النتيجة انقطاع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن، ثم نزل الوحي بعد ذلك معاتباً رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً، إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً).

إن الهندسة النفسية تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو: الإيمان بالقدر خيره وشره، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح، أو حتمية النجاح، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور، وكل الإخفاقات، وكل أنواع الفشل.

ولما كان الحديث لا يزال موصولاً عن البرمجة اللغوية العصبية فأقول: إن ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو: انتوني روبنز، في كتابه قدرات غير محدودة: (كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.

وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا؟ لقد حددت هدفاً لنفسي، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول: إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها).

إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة: إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو، نسأل الله السلامة والعافية.

أما د. جوزيف ميرفي، فيذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن: (تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد).

كذلك عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة، ومن ذلك قوله: (عندما تذهب للنوم ليلاً: كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن) [ص117].

لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية، صنماً يعبد من دون الله، فهو الرزاق، وهو الشافي، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه.

أحبتي في الله، إن الحديث عن الهندسة النفسية يحتاج إلى مزيد من البسط، وإطالة النفس، لكن المقام مقام إيجاز، وأما التفصيل فله مجال آخر بإذن الله، هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.

================

http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=24512&hl=

ولمن أراد المزيد:

http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=24512&hl=

====================

نرجو ممن يستطيع إبلاغ االشيخ عوض القرني بذلك وجزاكم الله خيراً

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير