ولما كنت قد ذكرت انتفاخ هذا الخطاب غرورا حتى وقع في وهم مخاطبة واسعة لجمهور لا يؤيد الواقع كونهم من متلقي هذ الخطاب وهو أمر يظهر بحد ذاته هذه السباحة لتي يمارسها هذا لخطاب في الهواء ومجافاته لحقائق الواقع وهو ما يكون كافيا لو صدقنا مع عقولنا لهدم كل مصداقية هذا الخطاب وما يعطى من قيمة. ففي الحلقة السابعة يقول عمرو خالد وأنا أنقل كلامه هنا نقلا حرفيا " هذا هو ديننا هذا هو إسلامنا ياغرب أنا أخاطبك بهذه الحلقات لأن الحلقات كما تذاع في القنوات العربية تذاع في القنوات الغربية أنا أقول للغرب تعلم التعايش من إسلامنا لا تجبرنا على ثقافتك لا تدعي أنك الوحيد الذي تجيد التعايش ".
فلينظر الفقاريء إن أحب بحيادية تامة لهذا النص الذي تظهر فيه سذاجة الخطاب مع إدعاء لا تسنده حقيقة وأطلب من القاريء أن يسأل نفسه بصدق هل خطر في باله يوما وهو يشاهد هذا البرنامج أن هناك في الغرب من يجلس ليتابعه كما يتابعه هو؟ هل أحس يوما أن هذا البرنامجمعد وموجه للغرب كما هو معد وموجه له؟ اللهم إن اعتبرنا العرب المسلمين المقيمين في دول الغرب غربا وهو ما لايقبله عاقل. ثم أية قنوات غربية تعرض هذا البرنامج وتذيع حلقاته كما تذاع في القنوات العربية؟ ولم إذن لا تجرى متابعات وحوارات مع متابعي البرنامج من الغربيين على قنواتهم الفضائية لنعلم مدى ما يحققه البرنامج من نجاح يفوق الحد؟
ونضيف إلى ذلك أن كل هذا لو صح لبقي لنا أن نتساءل هل هكذا يمكن أن يخاطب الغرب؟ وهل هذا الأسلوب ملائم للحوار والإقناع " أنا أقول للغرب تعلم التعايش من إسلامنا لا تجبرنا على ثقافتك لا تدعي أنك الوحيد الذي تجيد التعايش " خاصة عندما يكون هذا المخاطب الموهوم كيانا ثقافيا وفكريا كبيرا بحجم الغرب له من الإمكانيات العلمية والفكرية والفلسفية ما لا سبيل إلى نكرانه.
علينا أن نرقى إلى مستوى المسئولية ولن نفعل ذلك إلا إذا احترمنا العقل وارتفعنا عن الأساليب الغرقة في السطحية والموصومة بالسذاجة.
ونحن نراه يعيد هذا الخطاب لموجه للغرب بكامل خلله أكثر من مرة فهو يقول مثلا في الحلقة الثالثة عشرة بعد أن ذكر رفض الإمام الشافعي طلب الإمام مالك منه للجلوس للفتيا وقوله معللا ذلك الرفض " لا يا سيدي حتى استكمل علم العراق " فيقول معلقا على ذلك " هل رأيتم يا غرب؟ هذه نماذج من المسلمين هل يوجد مثل هذه النماذج في العالم؟ ".
وأنا اقول مع احتفاظي الكامل بفخري لانتمائي لهذه الأمة واعتزازي البالغ بديني: نعم يوجد ذلك في العالم ويوجد في الغرب على وجه الخصوص وإدعاء غير ذلك سذاجة غير مقبولة وفيه ما فيه من عدم العدل والإنصاف ومن المتوجب إحترام حقائق الواقع وضوابط العقل والمنطق.
فلندع الغرب جانبا فمثل هذا الخطاب لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد فإنما هو أثر من آثار انتفاخ الغرور ولكنه من جهة أخرى وهذا هو الأهم عامل من عوامل الخداع والتزييف إذ يلعب بخفاء على ما في التفوس من إحساس بالهوية والتغار مع الغرب والتقابل معه ويعطي إيحاء بالمجابهة مع الغرب وتحديه بل وإخراسه وإفحامه ويحث كل ذلك في فضاء من وهم زائف كما يدخل المشاهد في دوامة الانتشاء من مشاهدة توجيه ضربة قاسية للغرب تداعب في أعماقه غحساسا بنصر زائف وموهوم أيضا. وكل هذه الألاعيب هي من سمات هذا لخطاب الذي نحن بصدد الكلام عنه وسيكون لهذه الألاعيب والإيحاءات الخادعة نصيب في أحاديث قادمة إن شاء الله تعالى.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 07 - 2007, 02:13 م]ـ
بارك الله فيك أخت القاسم على هذا الحوار،ولا أدري مع من تتحاورين والى من توجهين نقدك،وهل عندك دليل على أن هذا البرنامج لايتابعه أحد في الغرب، والأمثلة التي أتيت عليها هل هي من حواشي المحاضرة أم من صلب الموضوع؟ أختي الكريمة للنقد علم خاص ونظرة تنبع من قراءة لمجمل النص وليس مقاطع قد تعتبر في حشو الموضوع وليست من صلب الموضوع، أنا لاأعارض ولا أدافع عن أحد ولكن يجب التعمق في دراسة النص والتححق من أصحيته وعند ذلك نبدأ النقد بعيدا عن الهوى ... بارك الله
ـ[فتحي قاسم]ــــــــ[21 - 07 - 2007, 03:33 م]ـ
¥