تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سادسا: الشغل بالله عمن سواه، من حيث أن غاية العبد رضى مولاه (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84]، وكل ما عدا الله وسائل. وأن يعيش العبد في حال المراقبة،أو الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

سابعا: كثرة الذكر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الأحزاب: 41ـ42]، وبالأخص الخفي منه (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) [الأعراف: 205].

ثامنا: تحقيق الاخلاص في العمل (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة: 5]، والابتعاد عن الوسوسة (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ) [الناس:4ـ 6]

تاسعا: اليقين، جاء في البخاري في صحيحه (رقم 6970) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).

وفي صحيح مسلم (رقم2877) عن جابر. قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته بثلاث، يقول "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن".

والظن هو اليقين قال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا) [يوسف: 110]، وقال سبحانه: (وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [يونس: 22]،وقال سبحانه: (وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [التوبة: 118].

عاشرا: السكون إلى الله عز وجل من الاضطراب والوحشة، قال تعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) [التوبة: 40]،وقال سبحانه على لسان موسى عليه السلام: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 62].

فإذا استجمع العبد هذه الخصال استحق بها أن يقال عنه صوفي والا فهو كذاب.

وأنت رأيت هذه الخصال لم تخرج قيد شبر عن الكتاب والسنة، بل هي منهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قولا وفعلا وحالا.

فكل منهج خالف منهج المصطفى، فظربه عرض الحائط،ودونك منهج الذي زكى الله لسانه فقال: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3ـ4]، وزكى بصره فقال: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [النجم: 17]، وزكى معه فقال: (وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) [التوبة: 61]، وزكى فؤاده فقال: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) [النجم: 11]، وزكى صدره فقال: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح: 1]، وزكاه كله فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

وقد أبدع الحافظ ابونعيم عندما وصف حقيقة التصوف، فقال:) التصوف أحوال قاهرة، وأخلاق طاهرة تقهرهم الأحوال فتأسرهم، ويستعملون الأخلاق فتطهرهم، تحلَّوا بخالص الخدمة، فكفوا عن طوارق الحيرة، وعصموا عن الانقطاع والفترة، لا يأنسون إلا بالله، ولا يستريحون إلا بحبه، فهم أرباب القلوب المراقبون للمحبوب، والتاركون للمسلوب، سلكوا مسلك الصحابة والتابعين ومن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين، والمميزين بين الإخلاص والرياء، والعارفين بالخطرة والهمة والعزيمة والنية، والمحاسبين للضمائر، والمحافظين للسرائر، المخالفين للنفوس، والمحاذرين من الخنوس ـ التأخر ـ بدائم التفكر، وقائم التذكر، طلبا للتداني، وهربا من التواني، لا يستهين بحرمتهم إلا مارق، ولا يدعى أحوالهم إلا مائق، ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق، ولا يحسن إلى موالاتهم إلا تائق، فهم سرج الأفاق، والممدود إلى رؤيتهم بالأعناق، بهم نقتدي، وإياهم نوالي إلى يوم التلاق).

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 07 - 2007, 02:22 ص]ـ

هل يدخل الذكر الجماعي في التصوف أخي مصطفى يبدوا لي أنك أفهم مني في هذه الأمور

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 07 - 2007, 04:35 ص]ـ

رحم الله الجنيد وأمثاله من الزهاد العباد ممن يتحرون السنة والعمل بها

لكن ما أبعد صوفية اليوم عن ذلك المنهج

ليست العبرة بالأسماء بل بالأفعال فهؤلاء صوفية ـ كما تقول ـ وهؤلاء صوفية

وشتان ما بين الفريقين.

أسأل الله أن يوفقنا لاتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير